مر تصريح رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو على الامة وكأنما الحديث كان عن جزر واق الواق فقضم وضم اكثر من 35 بالمائة من اراضي الضفة الغربية من قبل دولة الكيان يبدو انه امر غير ذي بال لهذه الامة الممتدة من المحيط الى الخليج ويبدو ان هذه الامة خرجت تماما من الجغرافيا كما خرجت او اخرجت من التاريخ فلم يعد ثمة احساس باي فجيعة قومية او وطنية او قطرية في حين باتت تأكل ذاتها في حروب داحسية غبرائية تحوي الكثير من الفانتازيا المؤلمة حد الموت .
بعض الاصدقاء يلومونني احيانا على السوداوية التي اكتب فيها عن مصير الامة مذكرين بمآسي كثيرة مرت في تاريخ الامة لكنها خرجت اقوى في كل مرة لكن السياق التاريخي الذي يشيرون اليه لم يعد متوافرا في حاضرها فقد كان الوهن والضعف يصيب بعض الاقطار هنا او هناك وتظل بعضها مقاومة ناهضة لتستعيد قوتها وتمنح من اصابها الوهن العزيمة والقدرة على ترجمة تحديات الواقع ومرارته الى انتصارات وحياة مجددة .
حاضر الامة اصبح في مهب الريح وكذلك مستقبلها ولم يعد فيها من يسمع نداء استغاثة من الاقطار الذبيحة ولم يعد من يسمع استغاثة عربية حاصرها الاعداء ولم يعد فيها معتصما واحدا يصله نداء مقدسية كبلها الاعداء فصرخت ولم يكن سوى الريح تردد صرختها في واد غير زرع لا ماء فيه ولا شهامة .
نحن الان نعيش تماما خديعة سايكوس وبيكو خديعة الدولة القطرية التي تحصنت حول وهمية حدودها وسادية حكامها فاهدرت الموارد وظلمت الشعوب التي رهنت امانة بفعل فاعل وطني في الظاهر متآمر في الداخل يقول ما لا يفعل ويصارع طواحين الهواء نهارا حتى اذا اقبل الليل هرع لدولة النتن طالبا الرضى والبركة واستمرارية النظام الهش الذي يستأسد فقط على شعبه مطبقا تماما قول الشاعر
اسد علي وفي الحروب نعامة ….
لقد شكلت دول العرب القطرية بداية النهاية لحلم الوحدة العربية وتم زرع الكيانات القطرية التي كان الهدف منها محاربة أية نية حقيقية للتوحد في ظل نظام عربي لو تم لكان القوة العالمية الثالثة من حيث الموارد والطاقات ويبدو ان اولويات قطرنة الامة كان استبعاد واستعباد الشعب العربي الواحد وتمزيقه من الداخل ومنع اي ابتكار او تميز فردي لأنه في النهاية يشكل مورد قوة لبناء مفهوم الامة مجددا بما يتناقض مع فلسفة اشغال المكونات القطرية لصالح بناء الدولة العربية الموحدة .
وعودا على بدء هل كان نتنياهو يتجرأ على ما يقوم به او ان يهدد بان يقوم بما يفكر به او يلوح للقيام به لو لم تكن الصورة الكلية لضعف الامة ماثلة امام عينيه بل انه قبل ان يخلد للنوم هادئا مطمئنا يقوم بقراءة واقع الحال عبر الرسائل التي ترده بشكل سري واحيانا على رؤوس الاشهاد من سدنة الانظمة العربية المتهالكة التي تبحث عن رضاه طمعا برحمته وهل كان يمكن لزعيم الدولة العظمى ان يوفد صباب قهوته ليفاوض زعماء الامة على مصير فلسطين والقدس وما تبقى من ارض الرسالات .
اصبح التاريخ مؤلما كما هو الحاضر وكما هو المستقبل الذي لا يمكن ان نرى في نهاية النفق فيه بصيص امل او كوة في جدار نستدل منها على ان الصبح اوشك على التنفس وليعذرني كل من ما زالوا يمتلكون القدرة على الامل ان اصرخ بوجه هذه العتمة ….لا تندهي ما فيه حدا …..
السبت 14 أيلول (سبتمبر) 2019
نتنياهو…. والعقيدة الصهيونية
بقلم:عبدالمهدي القطامين
السبت 14 أيلول (سبتمبر) 2019
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
76 /
2342879
ar وجهات وقضايا wikipedia | OPML OPML
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
11 من الزوار الآن
Visiteurs connectés : 10