] نتنياهو…. والعقيدة الصهيونية - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
السبت 14 أيلول (سبتمبر) 2019

نتنياهو…. والعقيدة الصهيونية

بقلم:عبدالمهدي القطامين
السبت 14 أيلول (سبتمبر) 2019

مر تصريح رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو على الامة وكأنما الحديث كان عن جزر واق الواق فقضم وضم اكثر من 35 بالمائة من اراضي الضفة الغربية من قبل دولة الكيان يبدو انه امر غير ذي بال لهذه الامة الممتدة من المحيط الى الخليج ويبدو ان هذه الامة خرجت تماما من الجغرافيا كما خرجت او اخرجت من التاريخ فلم يعد ثمة احساس باي فجيعة قومية او وطنية او قطرية في حين باتت تأكل ذاتها في حروب داحسية غبرائية تحوي الكثير من الفانتازيا المؤلمة حد الموت .
بعض الاصدقاء يلومونني احيانا على السوداوية التي اكتب فيها عن مصير الامة مذكرين بمآسي كثيرة مرت في تاريخ الامة لكنها خرجت اقوى في كل مرة لكن السياق التاريخي الذي يشيرون اليه لم يعد متوافرا في حاضرها فقد كان الوهن والضعف يصيب بعض الاقطار هنا او هناك وتظل بعضها مقاومة ناهضة لتستعيد قوتها وتمنح من اصابها الوهن العزيمة والقدرة على ترجمة تحديات الواقع ومرارته الى انتصارات وحياة مجددة .
حاضر الامة اصبح في مهب الريح وكذلك مستقبلها ولم يعد فيها من يسمع نداء استغاثة من الاقطار الذبيحة ولم يعد من يسمع استغاثة عربية حاصرها الاعداء ولم يعد فيها معتصما واحدا يصله نداء مقدسية كبلها الاعداء فصرخت ولم يكن سوى الريح تردد صرختها في واد غير زرع لا ماء فيه ولا شهامة .
نحن الان نعيش تماما خديعة سايكوس وبيكو خديعة الدولة القطرية التي تحصنت حول وهمية حدودها وسادية حكامها فاهدرت الموارد وظلمت الشعوب التي رهنت امانة بفعل فاعل وطني في الظاهر متآمر في الداخل يقول ما لا يفعل ويصارع طواحين الهواء نهارا حتى اذا اقبل الليل هرع لدولة النتن طالبا الرضى والبركة واستمرارية النظام الهش الذي يستأسد فقط على شعبه مطبقا تماما قول الشاعر
اسد علي وفي الحروب نعامة ….
لقد شكلت دول العرب القطرية بداية النهاية لحلم الوحدة العربية وتم زرع الكيانات القطرية التي كان الهدف منها محاربة أية نية حقيقية للتوحد في ظل نظام عربي لو تم لكان القوة العالمية الثالثة من حيث الموارد والطاقات ويبدو ان اولويات قطرنة الامة كان استبعاد واستعباد الشعب العربي الواحد وتمزيقه من الداخل ومنع اي ابتكار او تميز فردي لأنه في النهاية يشكل مورد قوة لبناء مفهوم الامة مجددا بما يتناقض مع فلسفة اشغال المكونات القطرية لصالح بناء الدولة العربية الموحدة .
وعودا على بدء هل كان نتنياهو يتجرأ على ما يقوم به او ان يهدد بان يقوم بما يفكر به او يلوح للقيام به لو لم تكن الصورة الكلية لضعف الامة ماثلة امام عينيه بل انه قبل ان يخلد للنوم هادئا مطمئنا يقوم بقراءة واقع الحال عبر الرسائل التي ترده بشكل سري واحيانا على رؤوس الاشهاد من سدنة الانظمة العربية المتهالكة التي تبحث عن رضاه طمعا برحمته وهل كان يمكن لزعيم الدولة العظمى ان يوفد صباب قهوته ليفاوض زعماء الامة على مصير فلسطين والقدس وما تبقى من ارض الرسالات .
اصبح التاريخ مؤلما كما هو الحاضر وكما هو المستقبل الذي لا يمكن ان نرى في نهاية النفق فيه بصيص امل او كوة في جدار نستدل منها على ان الصبح اوشك على التنفس وليعذرني كل من ما زالوا يمتلكون القدرة على الامل ان اصرخ بوجه هذه العتمة ….لا تندهي ما فيه حدا …..


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 76 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع وجهات وقضايا   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

11 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 10

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28