] فريدمان «آند كو» «ما يحذفوش كتاكيت» - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
السبت 7 أيلول (سبتمبر) 2019

فريدمان «آند كو» «ما يحذفوش كتاكيت»

بقلم:علي الصالح
السبت 7 أيلول (سبتمبر) 2019

كتبنا الكثير عن ديفيد فريدمان السفير الأمريكي لدى إسرائيل، ولكن في كل مرة تتكشف أشياء جديدة حول تعصبه الأعمى وصهيونيته المتطرفة. وهو ليس فقط مستوطن حقيقي وليست هذه التسمية مجرد تسمية عابرة، فهو واحد من ثلاثة صهاينة أصليين وليسوا مجرد متصهينين، يسيطرون على القرارات السياسية في ما يخص القضية الفلسطينية في البيت الأبيض، ويؤيدون إسرائيل على نحو غير مسبوق، كمن الكثير في المؤسستين التنفيذية (الرئاسة) والتشريعية (الكونغرس بشقيه النواب والشيوخ).هذا الثالوث الصهيوني، (ما يؤكد نظرية المؤامرة) نجح، خلال أقل من نصف فترة رئاسة دونالد ترامب الرئيس الأمريكي، في إطباق الخناق على السياسة الامريكية في الشرق الأوسط، وقلبها خلال فترة وجيزة رأسا على عقب، وكأن كل شيء كان معدا مسبقا، هم الذين يرسمون مسارها ويضعون تفاصيلها وفق تصوراتهم وانحيازهم الكامل، لا لإسرائيل فحسب، بل لسياسة اليمين المتطرف هناك، وفي كثير من الأحيان يكونون أكثر تطرفا من نتنياهو وزمرته، كما في حال “فريدمان آند كو” الذين لا يخفون مواقفهم الاستيطانية، ويتقدمون عليهم في طروحاتهم السياسية التي تمخضت، أو بالاحرى يفترض أن تتمخض عن صفقة القرن الموعودين بها منذ أكتوبر/تشرين الأول 2017 . وآخر هذه الوعود ما قاله بنيامين نتنياهو، إن الصفقة، ستعلن مباشرة بعد الانتخابات الاسرائيلية في 17 سبتمبر/أيلول الحالي.هذا الثالوث الصهيوني هم إلى جانب فريدمان، جاريد كوشنر، صهر الرئيس ترامب ومستشاره للشؤون الاستراتيجية، وجيسون غرينبلات يضاف إليهم برايان هوك المبعوث الأمريكي الخاص في الشأن الإيراني، المسؤول عن تنظيم الاجتماعات بين المسؤولين الخليجيين والإسرائيليين، وكان آخر هذه الاجتماعات بين وزير الخارحية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة ونظيره الاسرائيلي إسرائيل كاتس، على هامش اجتماع نظمه هوك، في الشهر الماضي في واشنطن، ربما فقط لإتاحة الفرصة لالتقاط الصور، حتى يخرم بها عيون من يرفضون التطبيع مع دولة الاحتلال، أو يشجع الاخرين على الإقدام على مثل هذه الخطوة.ليس جديدا ولا غريبا الوجود اليهودي الصهيوني وتأثيره على البيت الأبيض، وكذلك اللوبيات الصهيونية الداعمة لإسرائيل مثل، لجنة الشؤون العامة الإسرائيلية الأمريكية وغيرها، وليس غريبا وجود يهود في مواقع القرار الأمريكي في ما يخص الشرق الاوسط، فقد كان عدد منهم من أمثال دينيس روس ومارتن أنديك وحتى مادلين أولبرايت، في قلب صنع القرار، وأشرفوا على مفاوضات السلام زمن إدارة كلينتون، ولكن لم يحصل أن كشّر هؤلاء عن أنيابهم مثل الثالوث هذا، وأبقوا على الصورة المزيفة للوسيط النزيه، وبقيت السياسات الامريكية في خطوطها العامة بشأن الشرق الاوسط على ما كانت عليه في العقود الماضية، ولم يحاولوا الخروج عنها أو تغييرها، ولم تشهد أي ادارة في واشنطن، حتى إدارة جورج بوش الابن هذه السيطرة المكشوفة والمفضوحة، إلى درجة أنها بعثت الخوف في اوساط اليهود الليبراليين من ارتدادات هذا الخروج من السر إلى العلن، والتغيير غير المسبوق الذي طرأ على سياسة البيت الأبيض الشرق أوسطية، أو الانحياز التام لسياسات لم يجرؤ حتى نتنياهو على الإفصاح عنها من قبل.نحن لسنا بصدد الحديث عن هذا الثلاثي الصهيوني المتطرف، فقد كتبنا عنه كثيرا، لكن الدافع للكتابة عن فريدمان هو ما نشره موقع بلومبيرغ، عن الدور الذي يلعبه هذا الصهيوني المتعصب، من أجل تصفية القضية الفلسطينية. قال موقع بلومبيرغ في تقرير له إن “أكثر رجل غير دبلوماسي بين الدبلوماسيين في إسرائيل هو رجل ترامب في الشرق الأوسط”. فقد قلب السياسة الأمريكية في الشرق الاوسط رأسا على عقب. فأعلى وظيفة لأي مبعوث أمريكي في منطقة تعد الأكثر التهابا في العالم، قد تكون أي شيء ولكن ليس دبلوماسيا. كسر سفير ترامب في إسرائيل ـ والكلام لبلومبيرغ ـ قواعد العمل الدبلوماسي بتعليقات أغضبت الفلسطينيين مثل، أن لإسرائيل الحق بضم مناطق في الضفة الغربية. وفي يونيو/حزيران، افتتح عملية تنقيب أثرية تحت بيت فلسطيني في مناسبة حضرها البليونير الصهيوني صاحب أكبر صالات القمار في العالم شيلدون إديلسون المقرب من نتنياهو، وهو أهم المتبرعين لحملة ترامب الرئاسية، في وقت منعت فيه إسرائيل نائبتين ديمقراطيتين من زيارة الضفة الغربية، وهو قرار دعمه فريدمان. ويظهر مدى تأثير فريدمان بوضوح في الحملة التي يخوضها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإعادة انتخابه، فهو أول مسؤول أمريكي، بل أي مسؤول في العالم حتى في اسرائيل، باستثناء بعض اصوات اليمين المتطرف والمتعصب جدا، يرفض وصف الاراضي الفلسطينية بالمحتلة، بل الأراضي المتنازع عليها، وهو أول من تحدث حتى قبل نتنياهو، عن إمكانية ضم المستوطنات، ليلحق به نتنياهو ويعلن عن عزمه ضم أجزاء من الضفة. ونجح في إقناع ترامب بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية المحتلة. وهو الذي ألغى دور القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية، القائمة منذ القرن التاسع عشر، وكانت تعتبر بعد اتفاق أوسلو بمثابة سفارة الولايات المتحدة لدى السلطة الفلسطينية، وجعلها قسما تابعا للسفارة في القدس، ما يعني سحب الاعتراف بالسلطة، وهو الذي وقف وراء إغلاق البعثة الفلسطينية في واشنطن.يقول ديفيد ماكوفسكي، من معهد “واشنطن لدراسات الشرق الأدنى”، “عادة ما ينظر للسفير الأمريكي كشخص يحاول جمع الإسرائيليين والفلسطينيين وتقريب وجهات النظر في ما بينهم، ولا اعتقد أن فريدمان ينظر إلى هذا كجزء من مهمته”. فريدمان البالغ من العمر61 عاما، هو ابن لحاخام وتربى ونشأ في عائلة يهودية محافظة في لونغ آيلاند. ويقول صديق وزميل الدراسة الحاخام زلمان ولويك، إن ما يفعله فريدمان هو بدافع العاطفة الدينية والتاريخ اليهودي. وقال “لا شيء يمكن أن تأخذه على فريدمان. فهناك صفاء وطهارة، وانظر إلى رجل يدافع عن أولوياته”.وتوطدت علاقة فريدمان الذي كان يعمل محاميا في قضايا الإفلاس في نيويورك، عندما عزاه ترامب بوفاة والده. وكان يعمل في حينه على كل القضايا المتعلقة بأتلانتك سيتي. وأدت العلاقة لتعيين فريدمان رئيسا مشاركا في لجنة الاستشارة عن إسرائيل في حملة ترامب، وعين سفيرا في مارس/آذار 2017 رغم معارضة الجماعات الليبرالية اليهودية مثل جي ستريت. وقال ترامب إن الوقت قد حان لوضع ضمانات تحفظ أمن إسرائيل في الضفة الغربية. وفي الوقت الذي لا يزال الموضوع الفلسطيني ـ الإسرائيلي على أجندة البيت الأبيض الرئيسية، إلا أن ترامب وآخرين سيكونون مشغولين بحملة إعادة انتخابه، فإن فريدمان سيتفرد بإدارة العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية.واخيرا ورغم سعادتنا باستقالة غرينبلات وخروجه، حسب زعمه، من الحياة السياسية بعد الانتخابات الاسرائيلية لاسباب عائلية، ورغم تمنياتنا بان يلحق به فريدمان وكوشنر يجب ألا نسمح لانفسنا بالفرحة، فهؤلاء حنفية لا تنضب. فبمجرد تناقل أخبار اعتزام غرينبلات على الاستقالة، كان البديل جاهزا وهو آفي بيركوفيتس مستشار كوشنر، كما سيدخل على الخط للعب دور أكبر مسؤول الملف الايراني بريان هوك، ربما للم الحظيرة الخليجية وترويعها من البعبع الإيراني، كي لا تفكر بالخروج عن الصف. ونذكر ببعض من أقوال غرينبلات منذ وصوله إلى البيت الابيض: المستوطنات ليست عقبة في طريق السلام. في جلسة لمجلس الامن: القرارات الدولية لن تحل الصراع السلطة تكافئ الإرهابيين بأموال المساعدات الدولية. يرفض قرار مجلس الأمن 242 الداعي للانسحاب من الاراضي المحتلة عام 1967. يدعو إلى تسمية المستوطنات مدنا أو ضواحي. إسرائيل لم ترتكب خطأ منذ قيامها. عمل أو حاول تغيير المصطلحات الدولية في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية. وأختتم بالقول لقد وضعت هذه المجموعة الصهيونية منذ اليوم الأول نصب أعينها تصفية القضية الفلسطينية، عبر إسقاط ملفات الحل النهائي واحدا تلو الآخر، ملف القدس والاستيطان والحدود واللاجئين والدولة الفلسطينية المستقلة ضمن حدود 1967. وتتمنى أن يتم ذلك عبر صفقة القرن، لكن بالاجماع الفلسطيني على موقف واحد وبحشد طاقات شعبنا وإعداده للحظة الانطلاق والمواجهة سنسقط المؤامرة الصهيو/خليجية/ الامريكية، كما أسقطنا من قبلها الكثير من المؤامرات. ونقول لمن لا يزال لديه قليل من الأمل في أن تغير الادارة الامريكية موقفها من القضية الفلسطينية، إن “فريدمان آند كو” حدايات و”الحدايات ما تحذفش كتاكيت” كما يقول المثل المصري.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 3486 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع وجهات وقضايا   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

5 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 5

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28