] بين معاداة الفلسطينيين ومعاداة السامية - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأربعاء 14 آب (أغسطس) 2019

بين معاداة الفلسطينيين ومعاداة السامية

يقلم:راشيل هودز*
الأربعاء 14 آب (أغسطس) 2019

في الأشهر الأخيرة أحاط غموض شديد بالمسرح السياسي «الإسرائيلي»، إلى درجة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وجد نفسه غير قادر على تشكيل ائتلاف حكومي عريض بما يكفي لتمكينه من الإعلان عن تحقيقه انتصاراً في انتخابات الربيع الفائت.
ولكن في وقت تعاني «إسرائيل» من اضطراب سياسي في الداخل، فإنها أخذت تصبح حصينة أكثر فأكثر من الانتقادات في المجتمع الدولي. ففي مايو / أيار الماضي، أقرت الحكومة الألمانية قراراً يدين حركة المقاطعة الفلسطينية باعتبارها «حركة معادية للسامية». وتضمن القرار تعهداً بأن ألمانيا لن تشارك في أي مقاطعة لمنتجات «إسرائيلية».
وهذا القانون الألماني مماثل لقرار ضد حركة المقاطعة الفلسطينية تبناه حديثاً مجلس النواب الأمريكي، ولقرارات مماثلة تبنتها عدة ولايات أمريكية.
ومثل هذه القرارات والإجراءات تحمي «إسرائيل» من أي عواقب اقتصادية نتيجة لسياساتها التمييزية ضد الفلسطينيين في «إسرائيل» ذاتها وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة.
والقانون الألماني يظهر أن هناك حملة عالمية تتزعمها دول الغرب لحماية «إسرائيل» من أي عواقب، على الرغم من أن «إسرائيل» توثق علاقاتها مع حكومات يمينية متطرفة عبر العالم حتى مع تلك الحكومات التي تتخذ، أو تعبر عن، مواقف معادية للسامية.
يذكر أن نتنياهو، الذي يواجه اتهامات قضائية بالفساد، يتولى رئاسة الوزراء منذ عشر سنوات. وخلال ولايته، كان يدفع «إسرائيل» أكثر فأكثر إلى تبني سياسات يمينية، وهو الأمر الذي كانت له عواقب قاسية بالنسبة لحقوق الشعب الفلسطيني. وتحت قيادته، أدى توسع الاستيطان «الإسرائيلي» في الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى ما أصبح كثيرون يصفونه بموت حل الدولتين.
وفي الوقت ذاته، طبقت حكومة نتنياهو سياسات تبيح التمييز ضد غير اليهود في «إسرائيل»، وترسخ احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة.
وبالنسبة لي شخصياً، أشعر بالفزع إزاء عالم تواصل «إسرائيل» فيه ممارسة هذه السياسات التمييزية من دون أن تواجه المساءلة من قبل تلك القوى العالمية ذاتها التي تمدها بالدعم المالي والسياسي. وبحكم كوني يهودية أكرس نفسي للنضال من أجل الحقوق الفلسطينية، فإنني أشعر بالفزع من عالم يجري فيه إسكات حركات تتبنى مواقف معارضة لسياسات «إسرائيل»، وحيث الاتهامات الصاخبة بمعاداة السامية تطغى على الانتقادات الموجهة إلى حكومات نافذة.
فضلاً عن ذلك، أشعر بالفزع إزاء عالم تحظى فيه مواقف الولايات المتحدة بدعم في المجتمع الدولي، كما أشعر بالفزع وأنا أشهد الدعم الأمريكي غير المسؤول ل «إسرائيل» يحظى بتأييد في ألمانيا، وبقية أوروبا، وعبر العالم.
وأنا أشعر بالفزع أيضاً بينما أرى أن مؤيدين ل «إسرائيل» ومعارضين لحركة المقاطعة الفلسطينية هم في كثير من الحالات من بين أولئك الأقل دفاعاً عن أمن اليهود عبر العالم. ومن بين الأمثلة البارزة ريتشارد سبينسر، القيادي في حركة أمريكية تنادي بتفوق العرق الأبيض، والذي يعتبر من النازيين الجدد. وهو يصف نفسه ب «الصهيوني الأبيض».
وهناك أيضاً ستيف بانون السياسي الأمريكي الذي تولى منصب كبير المخططين الاستراتيجيين في البيت الأبيض خلال الأشهر الأولى من ولاية الرئيس دونالد ترامب، والذي كتب مقالات تنم عن عداء للسامية خلال توليه رئاسة تحرير الشبكة الإعلامية الأمريكية اليمينية (بريتبارت).
وحتى الرئيس ترامب برر الهجمات التي استهدفت حديثاً نائبات «ملونات» في الكونجرس الأمريكي، وذلك في إطار تأكيد دعمه ل «إسرائيل». ولنتذكر أيضاً أن مسؤولين في حملته الانتخابية في عام 2016 استخدموا خطاباً معادياً للسامية.

* باحثة وناشطة أمريكية مؤيدة للقضية الفلسطينية
موقع «إنفورمد كومنت»


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 3996 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع وجهات وقضايا   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

38 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 39

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28