] نتنياهو في وضع صعب - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأربعاء 5 حزيران (يونيو) 2019

نتنياهو في وضع صعب

الأربعاء 5 حزيران (يونيو) 2019 par فايز رشيد

لن تجد في تاريخ دولة الكيان الصهيوني زعيما أنانيا يعشق المناصب, ولديه الاستعداد الكامل للاعتداء على ما يسمى بـ”الديموقراطية” الإسرائيلية, كبنيامين نتنياهو. فعلى ضوء نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة فاز التحالف اليميني القومي الديني الفاشي الذي قاده بـ36 مقعدا, وكان من الطبيعي تكليفه من رئيس الكيان, بتشكيل الحكومة, لكنه فشل في مهمته, رغم المهلة الرسمية القانونية المعطاة له, إضافة إلى التمديد. نتنياهو وبدلا من الاعتذار من رئيس الكيان رؤوفين رفلين عن التكليف, ليقوم الرئيس بتكليف شخص آخر من تحالف الليكود, أو من تحالف أزرق ـ أبيض برئاسة بيني جانتس, بدلا من ذلك، ضغط هو وحزب الليكود للتصويت على حل الكنيست, والذهاب إلى انتخابات جديدة, ستجرى في 17 أيلول/سبتمبر القادم, وذلك في إجراء غير مسبوق لم تشهده إسرائيل قبلا. وبالفعل, صادق الكنيست بالقراءة الأولى على حل نفسه, وسيجرى التصويت بالقراءتين الثانية والثالثة خلال هذا الأسبوع. جاء ذلك بعد فشله في رشوة ائتلاف الأحزاب اليمينية, والقومية الدينية المتطرفة, على أمل منحه السيطرة على 65 مقعدا في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا, رغم أن كثيرا من هؤلاء عبروا عن دعمهم لمنح الحصانة لنتنياهو, والحد من صلاحيات المحكمة العليا التي يصفونها بأنها ليبرالية أكثر من اللازم!
مفهومة خطوة نتنياهو, فبالإضافة إلى خوضه معركة النجاح في تشكيل ائتلاف حكومي برئاسته, فإنه في ذات الوقت يخوض معركة قضائية تسمى بـ”قانون الحصانة”, وهي استصدار قرار تشريعي قضائي (قانون أساس), تمنع بموجبه محاكمة رئيس الوزراء. معروف أن المستشار القضائي للحكومة مندلبليت, قدّم ثلاث تهم بالفساد وخيانة الأمانة وتلقي الرشوة لنتنياهو, واستدعى محامي نتنياهو لجلسة مناقشة للتهم, ذلك قبل تقديم لائحة الاتهام للمحكمة. نتنياهو بقرار حل الكنيست فوّت الفرصة على إمكانية تقديمه للمحاكمة (ففي المعركة الانتخابية يعتبر تقديمه للمحاكمة, تدخل في المعركة الانتخابية, وهذا لا يجوز في إسرائيل), ومن ناحية ثانية, يريد كسب الوقت لكسب قرار الحصانة.
تم القرار على حل الكنيست إثر جلسة صاخبة فيها, ذلك وفقا لصحيفة “هآرتس” والقناة الثانية الإسرائيلية, فقد هتف خلالها أعضاء المعارضة: “العار..العار”, واتهم خطباؤها نتنياهو بالاعتداء على “الديموقراطية” الإسرائيلية. هذا ووفقا لموقع “عرب 48″ فإن أحزاب المعارضة “أزرق ـ أبيض” و”العمل” و”ميرتس”, بالتعاون مع جماعات حقوقية مدنية أخرى, قادت مسيرة احتجاجات قبل يومين, تحت شعار “درع دفاعي من أجل الديمقراطية”, شارك فيها 20 ألف متظاهر, احتجاجا على خطوات تشريعية قد تمنح نتنياهو حصانة من المحاكمة, ما اعتبر بأنه تهديد لقوانين الأساس الإسرائيلية.
ووفقا لـ”أورني أزولاي” الذي كتب في صحيفة “يديعوت أحرونوت” قائلا: إن عجز نتنیاهو عن تشكیل ائتلاف أظهر أن فرص بقائه لفترة قادمة بعد الانتخابات القادمة قد تضعف, لأن المتنافسین یتوقعون سقوطه المدوّي فيها, وهذا غير بعید, كما بسبب اتهامات الفساد التي تحيط به”. وقال أستاذ العلوم السیاسیة في الجامعة العبریة ابراهام دیسكین في “هآرتس”: إن “نتنیاهو قوي للغایة ولا یستسلم بسهولة, لكن ما یحدث بالتأكید هو بدایة محتملة لنهايته… سیقاتل, لكنه بالتأكید لم یعد قویا كما كان في الماضي”. واستطرد قائلا: في غضون أسابیع فقط, تحول نتنیاهو من الاحتفال بالنصر إلى العمل وراء الكوالیس بجهود مضنیة ومتوترة, لضمان استمراره في السلطة, لكن الرهان عالیا تماما بالنسبة للرجل البالغ من العمر 69 عاما, في حین یسعى للحصول على الحصانة قبل احتمال توجیه تهم إلیه بتلقي الرشى والاحتیال وإساءة الائتمان في الأشهر المقبلة.
معروف في دويلة الكيان, أن نتنیاهو يقاتل لیصبح رئیس الوزراء الذي بقي في السلطة لأطول فترة في إسرائیل, متقدما على دیفید بن جوریون, أحد الآباء المؤسسین للكيان والذي بقي في منصبه 14 عاما! لكن جهود نتنياهو اصطدمت لتشكیل ائتلاف جدید بخلافه مع لیبرمان (الطامح وفقا للعديد من المحللين السياسيين لرئاسة الحكومة), كما حاجة نتنياهو للمقاعد الخمسة التي فاز بها حزبه “إسرائیل بیتنا”, هذا ویرید لیبرمان إقرار قانون يهدف إلى جعل الخدمة العسكریة إلزامیة لليهود المتشددین. وهي قضیة بالغة الحساسیة في الكيان, تعارضها الأحزاب اليهودي المتشددة التي تشغل 16 مقعدا في الكنيست. في فشله, ألقى نتنیاهو كامل اللوم على لیبرمان مدعیا أنه “لم یكن لدیه نیة للتوصل إلى اتفاق, وأراد فقط إسقاط الحكومة”. لكن ليبرمان رد قائلا: سنخوض حملة انتخابیة واضحة وقویة وسنفوز. ووصف موقفه من تجنيد المتدينين, بأنه مسألة مبدأ یتصل برفضه محاولاتهم فرض قیود دینیة على “المجتمع” الإسرائیلي. وقال في مؤتمر صحفي إن “الموضوع بالنسبة لي هو أیديولوجي. أرید دولة يهودية قومیة, ولا أرید دولة تسیر على الأحكام الحاخامیة”, معددا القضایا التي یخضع “المجتمع” الإسرائیلي لها. وأضاف: “نتنیاهو يتهمني بأنني السبب في فشل تشكیل الحكومة, لكن السبب الحقيقي لفشله هو مطامع وطلبات هذه الأحزاب”. جملة القول, إن الانتخابات التشريعية الإسرائيلية القادمة ستحمل فشلا ذريعا لنتنياهو , حتى في داخل حزبه, فله العديد من المنافسين. كما أن فشله في تشكيل ائتلاف حكومي برئاسته هو مؤشر لبداية نهايته, كما أنه ومؤيدوه لن ينجحوا مطلقا في تمرير قانون الحصانة, سيحاكم نتنياهو وسيقبع في السجن, وأغلب الظن أننا في أيلول/ سبتمبر القادم سنكون أمام رئيس وزراء إسرائيلي جديد, على الأغلب أنه بيني جانتس.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 5515 / 2332414

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

32 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 32

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28