استشهد شاب فلسطيني وأصيب آخر بجراح بعد أن أطلق مستوطن إسرائيلي النار عليهما جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة صباح اليوم.
وأفاد شهود عيان لوكالة “صفا” أن مستوطناً ترجل من سيارته قرب مفترق بلدة بيتا جنوب نابلس وشرع بإطلاق النار باتجاه المواطنين، وأصاب الشابين بالرصاص، حيث استشهد أحدهما بعد نحو ساعة ونصف من اعتداء المستوطن عليهما.
وادعت وسائل إعلام إسرائيلية أن شابا فلسطينياً كان ينوي تنفيذ عملية طعن في المكان فأطلق مستوطن النار عليه.
وذكرت مصادر طبية أن أحد المصابين هو الشاب خالد صلاح رواجبة (26 عاما) من سكان بلدة روجيب شرق نابلس، وقد وصل إلى مستشفى رفيديا بنابلس بعد إصابته بعيار ناري بالخاصرة اليمنى، ووضعه مستقر.
وصعد المستوطنون مؤخرًا من اعتداءاتهم وهجماتهم بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
وقبل عدة أيام أوقف مستوطن جيبا لجهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة الفلسطينية في مدينة الخليل جنوب الضفة، وأطلق النار في الهواء، قبل أن تصل قوات من جيش الاحتلال للمكان.
بينما اكتشف مواطنون أمس الثلاثاء قيام مستوطنين بتخريب أرض زراعية وتقطيع مئات أشجار العنب والحمضيات بقرية دير جرير شرق مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة.
وقال مصدر من القرية لوكالة “صفا” إن مستوطنين داهموا منطقة “الشرفة” في القرية وقطعوا قرابة 550 شجرة عنب وحمضيات تعود ملكيتها للمزارع عبد الدايم عجاج وأتلفوا غالبية الأشجار في أرضه.
وأضاف المصدر أن الأرض تم استصلاحها قبل عشر سنوات وزراعتها بمئات الاشتال، حيث أقدم المستوطنين على تقطيعها وتكسيرها بواسطة مناشير.
وذكر أن المزارع تكبد خسائر بعشرات آلاف الشواقل.
هذا وأصيب سبعة مواطنين مساء الثلاثاء خلال مواجهات مع قوات الاحتلال بمخيم قلنديا شمال مدينة القدس المحتلة.
وشهد المخيم مواجهات بين عشرات الشبان وقوات الاحتلال عقب تشييع جثمان الشهيد محمد علي دار عدوان 23 عاما، حيث توجه العشرات باتجاه حاجز قلنديا ورشقوا قوات الاحتلال بالحجارة.
وعزز الاحتلال من تواجده في محيط الحاجز ودفع بعشرات الجنود، وشرع باقتحام شارع رام الله القدس وأطلق القنابل الغازية والرصاص المعدني المطاطي بكثافة، ما أدى لإصابة طفل بالرصاص المطاطي بالرأس، فيما أصيب شاب بالوجه وخمسة آخرين بالغاز السام، بحسب جمعية الهلال الأحمر.
وشهد شارع رام الله القدس أزمة مرورية بعد أن قام الجنود بعرقلة حركة السير في المكان.
ورصد مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني، 505 انتهاكات ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه في الضفة الغربية المحتلة خلال آذار/ مارس الماضي.
وأشار المركز في بيان وصل وكالة “صفا” الأربعاء، إلى أن تلك الانتهاكات شملت الحواجز الدائمة وما يتبعها من تقطيع أوصال مدن الضفة، والحواجز العسكرية الطيارة، وإغلاق طرق رئيسة وحيوية وقرى، وهدم منشآت ومصادرة أراضٍ، وسرقة أموال خاصة، والعديد اللامتناهي من الانتهاكات.
وذكر فريق تحليل المركز أنّ حواجز الاحتلال باتت مصدر انتهاك على مدار الساعة بحق الفلسطينيين، حيث أنّ“ازدياد النزعة الدينية لدى جنود الاحتلال بات يجعل من التنكيل لديهم بحق الفلسطيني وسيلة من خلالها يتقرب للرب، وفق تعبيرهم، وهذا ما يُفسر ارتفاع الانتهاكات عليها إلى جانب ارتفاع نسبة إغلاق مداخل المدن والقرى الفلسطينية”.
وأوضح أنّ المدن والقرى الفلسطينية تحولت إلى شبه معتقلات، حيث أن بعض المناطق لا يوجد لها سوى مدخل واحد، الأمر الذي يجعل من إمكانية إغلاق قرى ومدن بأكملها شيء من السهولة بإمكان أن تنتهجه حكومة الاحتلال.
وأشار فريق المركز إلى أنّ اقتراب الانتخابات الإسرائيلية فتح شهية الحكومة الإسرائيلية على المزيد من التضييق بحق الفلسطينيين، كوسيلة لإقناع الناخب اليميني الإسرائيلي، أنّ حكومته هي الأفضل في التعامل مع الفلسطيني، لأبناء الفكر الذي يرى بأنّ المزيد من التشديد على الفلسطينيين، يُشبع الرغبات اليمينية.
وأضاف أن“الاقتحامات وإطلاق يد المستوطنين، تدلل على أنّ الضفة تحولت لدولة المستوطنين، التي باتت دولة داخل دولة، وهذا بحد ذاته حولهم إلى ثقل انتخابي مهم، ويبدو أنّ ضبطهم لن يكون سهلًا من قبل الحكومات السابقة”.
