] كوربن في مرمى سهام «إسرائيل» - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الجمعة 28 أيلول (سبتمبر) 2018

كوربن في مرمى سهام «إسرائيل»

بقلم:كون هالينان
الجمعة 28 أيلول (سبتمبر) 2018

كون هالينان
هل يعاني حزب العمال البريطاني وزعيمه جيريمي كوربن «مشكلة عداء للسامية»، أم أن الحزب وكوربن مستهدفان من قبل «إسرائيل» وأنصارها في الخارج، بسبب دعمهما لحركة المقاطعة الفلسطينية ومعارضتهما للاستيطان «الإسرائيلي» في الأراضي الفلسطينية المحتلة ؟
ترغب مجموعة محامين ونشطاء اجتماعيين «إسرائيليين» في معرفة الجواب عن هذا السؤال، ولذلك قدموا طلباً إلى الحكومة البريطانية من أجل الحصول على معلومات بموجب قانون حرية المعلومات. وكوربن كان دائماً يضطلع بدور قيادي في المعركة ضد العنصرية، وقد ساهم بدور مهم في إسقاط نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا. وفوق ذلك، أيد كوربن قضية الفلسطينيين ودعم حركتهم لمقاطعة «إسرائيل» الهادفة لإرغامها على الانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وابتداء من عام 2014، شهد حزب العمال تغييراً سياسياً جوهرياً، إذ تخلى عن المواقف السياسية الوسطية لرئيسي الوزراء السابقين توني بلير وجوردون براون، وتبنى مواقف يسارية. كما أن كوربن عارض بقوة برامج التقشف والتخصيص لحزب المحافظين الحاكم، التي أيدها كثيرون من ممثلي حزب العمال في البرلمان، ودعا إلى تبني برنامج عمالي جذري يتضمن إعادة تأميم قطاعي الطاقة والمواصلات، وضخ أموال حكومية في قطاعي الصحة والتعليم، وزيادة الضرائب على الأثرياء.
ونتيجة لهذا البرنامج اليساري الذي وضعه كوربن، أخذ حزب العمال يستعيد تأييد الطبقات الشعبية، حيث انضم إليه مئات آلاف الشبان. واليوم، أصبح حزب العمال البريطاني يضم 600 ألف عضو، ما يجعله أكبر حزب في القارة الأوروبية. وفي انتخابات 2015، فاز حزب العمال ب 33 مقعداً إضافياً في البرلمان، ما حول حكومة حزب المحافظين إلى حكومة أقلية.
ومنذ أن تولى كوربن قيادة حزبه، بدأ يواجه هجمات عدائية تتهمه بمعاداة السامية، أو على الأقل بالتساهل إزاء معاداة السامية. واتهم أيضا بأنه قارن «إسرائيل» بألمانيا النازية.
وقد وحدت الصحف اليهودية الثلاث الرئيسية في بريطانيا موقفها ضد كوربن، وأصدرت إعلاناً مشتركاً قالت فيه إن هناك الآن «أزمة عداء للسامية» في حزب العمال البريطاني، وأن زعيم الحزب كوربن هو «تهديد وجودي للحياة اليهودية في المملكة المتحدة».
ولكن إذا حللنا هذه الاتهامات بموضوعية، فسوف يكون من الصعب إيجاد أدلة على «أزمة». وعلى كل حال، تظهر استطلاعات الرأي أن حزب العمال أقل عداء للسامية بكثير من حزب المحافظين ( الحاكم حاليا )، وأن معاداة السامية داخل حزب العمال انحسرت منذ أن تولى كوربن قيادة الحزب. يضاف إلى ذلك أن الكثير من الاتهامات الموجهة إلى كوربن إما أنها ملفقة، وإما أنها محرفة.
وفي الواقع، لم يكن كوربن هو الذي قارن «إسرائيل» بالنازيين، وإنما هو عالم الفيزياء اليهودي الألماني - الهولندي هاجو ماير ( 1924 - 2014 )، الذي كان ناشطاً سياسياً معارضاً لإقامة «إسرائيل»، والذي أعلن ذلك خلال حلقة نقاشية نظمت عام 2010 وشارك فيها حزب العمال.
وفيما يتعلق باتهام كوربن بأنه أشاد بالمقاتلين الفلسطينيين الأعضاء في منظمة أيلول الأسود الذين نفذوا عملية ميونيخ عام 1972 ووضع إكليلا من الزهور لتكريمهم، فإن هذا تحريف لواقعة أن كوربن شارك في إحياء الضحايا شهداء الاعتداء الجوي «الإسرائيلي» على مقر قيادة منظمة التحرير الفلسطينية في تونس عام 1985، وهو الاعتداء الذي أسفر عن استشهاد 47 شخصا وإصابة 165 آخرين. ويشار أيضا إلى أن مجلس الأمن الدولي دان ذلك الاعتداء «الإسرائيلي» - بموافقة حتى الولايات المتحدة.
إن كل هذه الاتهامات الزائفة التي توجه إلى كوربن، إنما هي نتيجة للخلط بين معاداة «إسرائيل» ومعاداة السامية. كما تعرض كوربن ولا يزال لهجمات من قبل «إسرائيل» وأنصارها في الخارج، بسبب موقفه الحازم ضد التوسع الاستيطاني «الإسرائيلي» في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

كاتب ومعلق سياسي - موقع «كاونتر بانش»


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 12 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 15

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28