] مسؤول إسرائيلي: فوّتنا فرصة نادرة وارتكبنا أخطاء والآن لا أمل في السلام في السنوات القريبة - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الجمعة 7 أيلول (سبتمبر) 2018

مسؤول إسرائيلي: فوّتنا فرصة نادرة وارتكبنا أخطاء والآن لا أمل في السلام في السنوات القريبة

الجمعة 7 أيلول (سبتمبر) 2018

عشية الذكرى الخامسة والعشرين الوشيكة، يستعرض أحد المسؤولين الإسرائيليين أهم ثلاثة إخفاقات في اتفاق أوسلو مقابل أهم ثلاثة نجاحات بالنسبة لإسرائيل.
وكان المحامي يوئيل زينغر(68) قد غادر إسرائيل غداة اغتيال رئيس حكومتها اسحق رابين في 1995 ، ومن وقتها كان مقلا في الحديث عما يعرفه حول اتفاق أوسلو. لكنه في حديث لصحيفة «هآرتس « بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لاتفاق أوسلو، بعد أسبوع، يستعرض تفويت الفرص ويدعو إسرائيل لعدم تخريب الأسس لاتفاق مستقبلي.
وكان زينغر المستشار القضائي الذي مثّل إسرائيل في الاتصالات مع الفلسطينيين وقام بصياغة نص اتفاقات أوسلو وكان رجل رابين في المفاوضات. وفي مسافة ربع قرن يوجز استخلاصاته «فوتنا فرصة نادرة، ارتكبنا أخطاء والآن لا أمل بالسلام في السنوات القريبة، ومع ذلك يحظر نسيان الحقيقة أنه في الإخفاقات هناك نجاحات يجدر التعلم منها وصيانتها». ويستذكر أن يوسي بيلين استدعاه على عجل، وفي اللقاء أطلعه على نص مسودة اتفاق مع الفلسطينيين، فتنبه لاتسامه بالبلبلة رغم أنه تضمن فكرة أعجبته مفادها « حكم ذاتي» بمراحل.
ويضيف « كانت الفكرة الإسرائيلية تنفيذ الاتفاق تدريجيا، على مبدأ تنفيذ مرحلة ونرى نتائجها قبل التقدم. هناك من يعتبر أنه بسبب ذلك فشل أوسلو، لكنهم بذلك يقلبون السبب والنتيجة. وقد أبلغت شيمون بيريز ويوسي بيلين أن مسودة الاتفاق عبارة عن كعكة تم طهوها جزئيا، واتضح أن رابين كان يعتقد مثلي، وما لبث أن سألني حينما التقيته عما إذا كنت قادرا على تصحيح ذلك، فقلت إنني أريد لقاء الجانب الفلسطيني أولا. ولاحقا قلت لرابين إن المفاوضين الفلسطينيين في الاتجاه السليم». وتنقل « هآرتس « عن زينغر قوله إن الدمع يغالبه كلما استعاد تلك الفترة، وإنه ما زال بحالة كرب بعد الصدمة نتيجة اغتيال رابين.

ثلاثة في ثلاثة

وردا على سؤال عن أخطاء إسرائيل وأخطائه هو، يستعرض زينغر ثلاثة إخفاقات مركزية مقابل ثلاثة نجاحات مركزية. ويشير لرفض الطلب الفلسطيني بتجميد الاستيطان، ويكشف أنه قاتل المفاوضين الفلسطينيين بتوجيه من رابين وبيريز. ويضيف « لو عدت للوراء لقلت إن تجميد الاستيطان وإقامة دولة هناك هما مصلحة إسرائيلية كان بالإمكان تطبيقها لكن من كان يعتقد أن الخمس سنوات ستصبح 25 سنة ؟ ومن اعتقد أنه سيتم اغتيال رابين ؟ لا شك لي بأن هذه غلطة شنيعة لرابين وبيريز وأنا كنت رسولهما، واليوم أكاد أشعر بالذنب بشكل شخصي. عندما بدأنا التفاوض لم يتجاوز عدد المستوطنين في الضفة الغربية 100 ألف، وكان بوسعنا إخلاؤهم واستبقاء قسم منهم بتعديل الحدود. اليوم لا أرى أي رئيس حكومة مهما كان قويا ومناصرا للسلام، قادرا على أن يقلب عجلة المستوطنات. أوسلو أنتج بذلك قنبلة موقوتة ودفع حركة الاستيطان لتسمين ذاتها بسرعة والاستيلاء على أراض أخرى قبل توقيع الاتفاق النهائي.

حرب أهلية

وردا على سؤال عما إذا كان بيريز ورابين قد لاحظا ذلك، يقول زينغر إنهما كانا بحاجة لبلورة أغلبية برلمانية تؤيد اتفاق أوسلو، مثلما أن ياسر عرفات أيضا واجه صعوبات داخلية، وفي النهاية راهن الفلسطينيون على حيازة ما أمكن بانتظار حل دائم خلال خمس سنوات.
وردا على سؤال آخر ينفي إمكانية إبقاء المستوطنين داخل دولة فلسطينية ضمن اتفاق، ويرى أن خلط السكان سيؤدي لسفك دماء، فهذه إيرلندا تعيش واقعا صعبا رغم أن سكانها المختلفين تجمعهم لغة واحدة وثقافة واحدة. ويعتبر زينغر أن إخفاق أوسلو الثاني يعود لتحميل الشرطة الفلسطينية مسؤولية الأمن الداخلي قبل أن تكون جاهزة للتحدي. ويضيف» لم تنجح منظمة التحرير في مواجهة حماس وهناك من سيقول إنها لم ترغب بذلك وقتها. ماذا نقول للإسرائيليين ممن يقولون : أنظر ما حدث بعد إخلاء غزة وماذا يمكن أن يحدث في حال انسحبنا من الضفة الغربية ؟».

الإخفاق الثالث

وردا على سؤال عما إذا عاد « الإرهاب « بسبب تسليم صلاحية الأمن للسلطة الفلسطينية أم بسبب مذبحة السفاح اليهودي غولديشتاين في الخليل عام 1994 ، يقول زينغر إنه ليس مهما من بدأ تماما، مثلما أن شخصين يتشاجران في الشارع، وحينما يأتي شرطي لفض الاشتباك سائلا من بدأ يقول أحدهما إن كل شيء بدأ لأن الأول رد له صفعة.
أما الإخفاق الثالث برأي المحامي الإسرائيلي فيكمن في الثقة بياسر عرفات والتي كان ينبغي تحديدها، زاعما أن إسرائيل أخطأت حينما ظنت أنه قد تغيّر. زينغر الذي يتبنى رؤية إسرائيلية تقليدية في هذا المضمار يقول إنه قد رأى عرفات يتخذ مواقف شجاعة وصعبة ومثابرة في فترة الاتفاقات المرحلية، لكنه ما لبث أن تمسك بمواقف صلبة جدا حيال الحل الدائم ولم يحارب المعارضة الفلسطينية للتسوية. ويشير زينغر للناحية الإنسانية بالقول إنه عرف عرفات عن قرب ووجد نفسه يجلس على حافة سريره في الفندق، وفي ضيافة محمود عباس في تونس الذي أطلعه على موقع زرع جهاز إسرائيلي للتجسس عليه داخل مكتبه.

القيل والقال

كما يقول إنه سافر مع مسؤولين فلسطينيين من أوسلو إلى لندن وباريس وغزة والقاهرة. ويضيف» كنا نتبادل النكات ونتناول الطعام ذاته ونتبادل « القيل والقال « على قياداتنا الإسرائيلية والفلسطينية، وفي سري أفكر إن كنا قبل ألفي عام أبناء شعب واحد. معهم شعرت بـ « البيت « أكثر مما مع أمريكيين ونرويجيين. نحن اليوم أعداء لكننا متشابهون، وفي حال قلت إنهم إخواني سيعتبرني إسرائيليون خائنا وهذه أسوأ أنواع الحروب بين الإخوة. وقبل الدخول في النجاحات يقول إن إسرائيل ارتكبت أخطاء في حرب 67 وبسببها قتل جنود مجانا، لكنها انتصرت والكل تركز بالنتيجة، أما حرب 1973 التي انتصرت فيها إسرائيل ولكن بثمن باهظ فالكل تركز بالفشل. وتابع « هناك خلل في الدماغ البشري. في 1967 نسينا التفكير بالإخفاقات ولاحقا سددنا ثمنا غاليا جدا في 1973 وهكذا تماما في أوسلو. هل تجد أحمق يكتب مقالا اليوم بعنوان أوسلو نجح ؟ ومع ذلك ينبغي عدم نسيان نجاحاته».
وهو يعتبر أن النجاح الأول يكمن بالاعتراف المتبادل رغم تحفظ رابين وبيريز وعرفات من إعلان الاعتراف بالطرف الآخر. ويتابع « أقنعت رابين بعدم إنكار المفاوضات مع منظمة التحرير، وأقنعت عرفات أيضا مقابل عودته من تونس، فيما بقي بيريز رافضا في البداية محاولا دفع واشنطن لأن تتبنى هي مسودة الاتفاق، وهذا ما رفضه بيل كلينتون. بالنسبة لعرفات كانت المهمة أصعب. في الجانب الإسرائيلي كان ذلك يعني أمرا واحدا : الاعتراف بالمنظمة كممثل شرعي للشعب الفلسطيني وإدارة مفاوضات معها. بالمقابل وضعنا التزامات كثيرة على الجانب الفلسطيني ووضعنا عرفات أمام خيار، إما قبولها وإما عدم العودة من تونس، ففضل العودة. ظن الفلسطينيون أننا سنغادر الضفة الغربية لكننا طرحنا حكما ذاتيا تحت مسؤولية إسرائيلية، ويبقى الاحتلال العسكري موجودا من فوق كمظلة «.

انهيار البرج

أما النجاح الثاني برأيه فهو فتح الباب أمام التطبيع مع العالم العربي، وهذا ما تقر به جهات فلسطينية واسعة اليوم. والنجاح الثالث بعيون المحامي الإسرائيلي في بناء أسس لاتفاق سلام مستقبلي. وعن ذلك يدعي أنه في 1993 سادت ظروف خاصة، وكانت فرصة لمرة واحدة وتاريخية.
وفي معرض تلخيصه ضمن رؤية تبحث عن موازنات في تحميل المسؤولية بين الاحتلال وضحيته، يقول زينغر إن رابين قد قتل لاحقا، وفي الجانب الفلسطيني اتضح أنه لا شجاعة لمحاربة حماس التي تخرب كل شيء بواسطة عمليات «إرهابية». ورغم انهيار « البرج « يدعو زينغر للنظر مستقبلا وانتظار تغير الظروف من أجل استكمال البناء على ما بني في أوسلو، فالوقت اليوم غير مناسب لقص الشريط ولاحتفالات. ويدعو للحفاظ على ما تم إنجازه، ويطالب إسرائيل بالاستعداد لفترة ما بعد الرئيس عباس، والسعي لعدم حدوث فوضى عارمة، وتعزيز الشرطة الفلسطينية وإخلاء تدريجي لمستوطنين من مواقع من الواضح أنها لن تبقى تحت السيادة الإسرائيلية، وتحسين الحالة الاقتصادية في الضفة وانتظار الفرصة المقبلة ،ومن الممكن ألا تكون هذه أيضا فرصة لسلام كامل.

- القدس العربي


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 30 / 2331039

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أحداث و متابعات  متابعة نشاط الموقع مشاركات   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 17

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28