] واشنطن بوست”: أوباما حذر قادة العالم من إدارة ترامب الآتية… ونبوءته تحققت - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
السبت 11 آب (أغسطس) 2018

واشنطن بوست”: أوباما حذر قادة العالم من إدارة ترامب الآتية… ونبوءته تحققت

السبت 11 آب (أغسطس) 2018

قال نائب مستشار الأمن القومي في إدارة باراك أوباما، بن رودس إن الرئيس السابق طالما عبر عن قلقه في لقاءاته مع القادة الأجانب من الرئيس الحالي دونالد ترامب وحذرهم منه وقد ثبتت توقعاته.

وفي مقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست” جاء فيه ان ترامب في جولته الخارجية الاخيرة التقى القادة الحلفاء المصدومين والذين لا يعرفون ماذا سيحدث للولايات المتحدة والعالم إن وصل دونالد ترامب إلى الحكم. ففي برلين أخبرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الرئيس السابق أنها سترشح نفسها لفترة ثانية من أجل حماية النظام العالمي الليبرالي. وبعد أن ودعها قال ترامب لرودس في لغة تحمل الحزن من أن شريكته المقربة “أنغيلا ستكون وحيدة”. وأخبر رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو أوباما أنه مستعد لمد اليد إلى الرئيس المنتخب ترامب مضيفاً في الوقت نفسه انه مستعد للعب دور واضح على المسرح الدولي إن اقتضت الضرورة.

وقال له ترامب “ستحتاج للحديث بصراحة” و “عندما تتعرض قيم معينة للتهديد”. ويقول رودس ما لم يتم الحديث عنه هو الإحتمال الغريب عن عدم وجود من يدافع عن القيم الديمقراطية في البيت الأبيض “وقد تلقينا الدليل القاطع والمتكرر أنه لا يتم الدفاع عنها”. ويقول ردوس معلقاً على قرار المحكمة العليا بشان منع المسلمين الذي مرر بنسبة 5- 4 قضاة: ” أصبح التمييز العشوائي سياسة رسمية للولايات المتحدة يحتفل بها الرئيس الذي قاد حملته الإنتخابية بناء “منع شامل” للمسلمين من دخول الولايات المتحدة. وتحولت أمة كانت مثالاً للحرية الدينية إلى مثال للقوميين حول العالم والتي ترفض اللاجئين وتحاول تبرير شرعيته بناء على أرضية عنصرية أو عرقية”.

وحشية

ويحدث هذا متزامناً مع الوحشية التي تدعمها الدولة على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة. وتساءل رودس عن الطريقة التي تمت فيها التعامل حول العالم مع صور تمزيق شمل العائلات وتفريق الأطفال الصغار عن عائلاتهم. و”هي صور تتوقع رؤيتها في دول هشة تسير نحو الديكتاتورية”. وأشار هنا لما قالته رئيسة وزراء بريطانيا المحافظة تيريزا مي “إن صور الأطفال الذين احتجزوا فيما يعتقد أنها أقفاص مثيرة للقلق”. و “هذا خطأ” على حد قوله.

ويضيف أنه من الصعب تجميع الخيوط المتفرقة بسبب ما احدثته رئاسة ترامب المثيرة للصدمة إلا أن الأحداث الأخيرة تلقي ضوءاً على صورة أكثر شمولاً وهي تخلي الولايات المتحدة عن قيادتها العالمية وخيانة للقيم الديمقراطية التي تتسارع منذ كانون الثاني (يناير) 2017 ومزق طبقات النظام الدولي الذي قادته الولايات المتحدة منذ 70 عاماً.

وقام الرئيس ترامب، أولا، بتفريغ القيادة هذه معناها ونزع المصداقية عن أمريكا من خلال الخروج من الإتفاقيات الدولية مثل اتفاقية التجارة الحرة ومعاهدة باريس للتغيرات المناخية والإتفاقية النووية مع إيران ومجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة. وهذا سيجعل الدول الأخرى التفكير مرتين قبل التوقيع على معاهدات تعاون كتلك التي كانت تقيمها أمريكا من قبل بشكل يعقد من مهمة ترامب لتحقيق أهدافه التي تقوم على التشارك في الأعباء. وتراجعت مصداقية الولايات المتحدة عندما أعيد تغليف التزامات كوريا الشمالية التخلص من برنامجها النووي وتقديمها على أنها إنجازات تاريخية.

من ناحية ثانية يقوم ترامب بتخريب التحالفات التي عملت عليها أمريكا وقادتها. فلم يكتف ترامب بالإنقسامات العميقة التي تسبب بها في موضوع التجارة والمناخ والتسوية في الشرق الأوسط والأسلحة النووية بل هاجم حلفاء الولايات المتحدة مثل ترودو وميركل وقلة احترامه للناتو والمؤسسات الأخرى. ولا تصل شعبية ترامب في ألمانيا إلإ إلى 11% ويحبذ الرأي العام العالمي الصين على أمريكا. والنتيجة هي قيام الدول الأوروبية التصرف بطريقة مستقلة عن الولايات المتحدة او محاولة تجنبها في حالات أخرى. وسيخسر الأمريكيون الوظائف حيث ستقوم الدول بعقد صفقات تجارية بدون الأمريكيين. وربما حاولت روسيا استفزاز الدول الأوروبية التي لم تعد تعول على حماية الأمريكيين كثيراً. وستحاول الصين دق إسفين بين حلفاء أمريكا في آسيا. وحالة انتشرت أوبئة مثل مرض إيبولا الذي هدد بقتل الملايين عام 2014 فمن الصعب بمكان دفع الدول وبناء تحالف للرد.

انقلاب في النص

أما الأمر الثالث، فقد قلب ترامب النص المتعلق بالرئاسة الأمريكية والدعوة لرئاسة ديكتاتورية من خلال الترحيب بانتخاب شي جينبنغ رئيساً مدى الحياة للصين ودعوته لإعادة فلاديمير بوتين إلى مجموعة الدول السبع. وإعلانه أن الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ – اون محبوب من شعبه. وقام ترامب بشرعنة السلوك الذي عارضه الرؤساء الأمريكيون ولعقود. وفي الوقت الذي تم فيه التعامل مع تصريحات الرئيس الأمريكي هذه على أنها عبارة عن غرائب داخل الولايات المتحدة إلا أن لا تصور بهذه الطريقة لدى الأنظمة الديكتاتورية. وتخيل كيف سيكون أثر كلمات الثناء التي كالها ترامب للزعيم الكوري الشمالي في سجونه.

وأخيراً يقول بن ردوس إن ترامب يضحي بأهم ملمح لا يمكن تعويضه للقيادة الأمريكية وهي قوة المثال. فبعيداً عن السياسة الخارجية فإن الدول والشعوب الأخرى طالما نظرت إلى أمريكا كديمقراطية قوية متماسكة اجتماعياً وترحب بالمهاجرين من كل الجنسيات ولديها مؤسسات مستقرة. واليوم تقدم أمريكا مثالاً عن الفوضى السياسية ورئيسا يهاجم الإعلام الحر ويعمل جهده على إضعاف حكم القانون ويستهدف المسلمين لاستبعادهم من البلاد ويثير التوتر العرقي من موقفه من فريق كرة القدم الوطني لرده على تظاهرات شارلوتسفيل إلى الحدود الجنوبية.

وفي سياق السياسة الأمريكية فهناك ميل للنظر إلى رئاسة ترامب على أنها هجوم على إرث باراك أوباما. ولكن عداء سلفك يجب ألا يكون المبدأ المرشد للرئاسة ولم يكن أوباما الرئيس المتطرف الذي يحاول الجمهوريون تصويره. وبالتأكيد فمحاولة تصوير اوباما بأنه خارج المؤسسة فتح الحزب الجمهوري الباب للتطرف الذي نراه اليوم. و “بالعودة للخلف إلى الرحلة الخارجية لأوباما فمن الواضح أن الكثير من القادة كانوا يرون كل هذا، ففي لقائه مع الرئيس الصيني شي، حثه اوباما على منح ترامب فرصة. وبدا الزعيم الصيني مرتاحاً ولم يكن مهتماً كثيراً بما سيأتي قدر اهتمام الحلفاء. وبدلاً من ذلك قدم تحذيراً يبدو مثيراً اليوم ورد على أوباما برسالة مفادها إن أحدث زعيم غير ناضج الفوضى في العالم فسيعرف عندها من يتحمل المسؤولية.

“نيويورك تايمز”: الآفات “الترامبية” تنتشر في العالم لذا يجب على الغرب الوقوف بحزم في وجهها

الوقت- كتبت صحيفة “نيويورك تايمز” مقالاً سلّطت الضوء فيه على الخلافات الأخيرة التي نشبت بين أمريكا وحلفائها الأوروبيين، حيث أعربت قائلة: لقد كان من أولويات أمريكا الحفاظ على تحالفها مع الدول الأوروبية والتضامن السياسي والاقتصادي والعسكري معها ولقد بذلت أمريكا التي كان لها حضور قوي على الساحة العالمية بعد الحرب العالمية الثانية، الكثير من الجهود لخلق حالة من الإجماع مع تلك الدول الغربية من أجل دعمها على الصعيد التجاري والأمني حول العالم وخلال تلك الفترة الزمنية كانت أمريكا تّدعي بفخر بأنها زعيمة العالم الحر، ولكنّ الرئيس الأمريكي الحالي “دونالد ترامب” قام باتخاذ نهجٍ مختلفٍ وأكثر حماقةً، فجميع الأعراف الدبلوماسية والقيم الليبرالية والقوانين واللوائح الأمريكية والمؤسسات والمنظمات الدولية والمثل السامية، تتعارض مع رغباته الأنانية.

http://alwaght.com/upload/files/2018623_25/2018623132754790.jpg

وفي هذا المقال لفتت صحيفة “نيويورك تايمز” إلى أن المستشارة الألمانية “أنجيلا ميركل” عانت من أزمة سياسية داخلية شديدة خلال الأسبوع الماضي، وهذا الوضع استغلّه الرئيس “ترامب” الذي أطلق بعض التصريحات غير المنطقية، والمخادعة حول تأثير قضية الهجرة على “الائتلاف الحاكم الضعيف وغير المستقر في برلين”، وذكر بأن تزايد عدد المهاجرين في ألمانيا، كان من أهم الأسباب وراء ارتفاع عدد الجرائم في هذا البلد.

هل انهيار النظام العالمي يُعدّ مهمة تبشيرية ودينية لـ “ترامب”؟

في الواقع، إن رئيس أمريكا مسرور جداً من تلك الأخبار التي تُشير إلى أن حكومة أهم دولة أوروبية قد تنهار في أي لحظة ومن المتوقع أنه سيكون لهذا الانهيار نتائج واسعة على كل قارة أوروبا، ومنطقة التحالف الأطلسي، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل كانت رسالة الرئيس “ترامب” على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” مجرد تسلية، يُريد بها أن يستعرض عضلاته وغروره والاستمتاع بفشل الطرف الآخر؟ أم إن تدمير النظام العالمي بعد الحرب العالمية الثانية يُعدّ مهمة تبشيرية ودينية للرئيس “ترامب”؟

لقد خلق هذا التساؤل الكثير من المضايقة لدى كبار المسؤولين الأوروبيين بالإضافة إلى العديد من المواطنين الأمريكيين، في حين أن “ترامب”، أجبر أصدقاء وحلفاء أمريكا على التخلي عن الاتفاقيات التي تم التوصل إليها بشق الأنفس وقام بإلغاء جميع المعاهدات التجارية وهدد بالقيام بحرب تجارية مع العديد من دول العالم.

وفي نهاية المطاف، ليس من الأهمية بمكان معرفة جذور “الآفات الترامبية” التي انتشرت في أنحاء العالم وإنما يجب في الوقت الحاضر الإجابة على السؤال القائل، كيف سيتمكن أولئك الذين يؤمنون بالقيم والمبادئ التي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية، من التعامل مع هذه الأوضاع المتأزمة؟ من الواضح أن الإطراء وإطلاق العبارات المنمّقة على “ترامب” لن يُفيد في شيء.

http://alwaght.com/upload/files/2018623_25/2018623132856841.jpg

أوروبا تعاني من عيب الازدواجية

حول هذا السياق كتبت صحيفة “نيويورك تايمز”، أنه يجب على الدول الأوروبية الرد والوقوف بحكمة في وجه الرئيس “ترامب” معتمدين في ذلك على كل الحقائق الميدانية، ولفتت هذه الصحيفة إلى أن الدول الأوروبية عانت خلال الفترة السابقة من الازدواجية في رؤيتها للأحداث العالمية وهذه الازدواجية نشأت بسبب الأزمات الاقتصادية التي مرّت بها وارتفاع عدد المهاجرين إليها، وتزايد النزعة الشعبية عند المواطنين الأوروبيين، وانتشار الشكوك حول الفوائد التي قدّمها الاتحاد الأوروبي للمواطنين الأوروبيين وخاصة بعد مغادرة بريطانيا لهذا الاتحاد، إن العداء ضد الرئيس “ترامب” لا يكفي بأي حال من الأحوال لجعل الأوروبيين موحدين ومتماسكين في المستقبل القريب، خاصة وأن الأغلبية العظمى من الجناح اليميني المتطرف في أوروبا لا يزالون يمتلكون رؤية جيدة ومحترمة تجاه “ترامب” ولهذا فإنه يجب على تلك الدول الأوروبية الاهتمام أكثر بقضايا تتعلق بإصلاح منطقة اليورو والقضايا التجارية الأخرى.

وفي سياق متصل، صرّح الرئيس “ترامب” كغيره من الرؤساء السابقين لأمريكا، بأن الدول الأوروبية لا تدفع نصيبها العادل لإحلال الأمن والأمان في الغرب ولهذا فلقد ارتفع الإنفاق الأوروبي في العام الماضي ومن المتوقع أن يستمر هذا الإنفاق في الارتفاع ومع ذلك، فإن أمريكا والأعضاء الثلاثة الآخرين في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) ينفقون ما لا يزيد عن اثنين في المئة من ناتجهم المحلي الإجمالي على هذه الأمور الأمنية.

يجب على الموقّعين على الاتفاق النووي الحفاظ على هذا الاتفاق وإبقائه على قيد الحياة

يجب على القادة الأوروبيين أن يقفوا بحزم في وجه استفزازات الرئيس “ترامب” وذلك لأن أمريكا لا يمكنها أن تفرض هيمنتها على جميع دول العالم ولقد بدأت دول الاتحاد الأوروبي وكندا ودول آسيوية بالفعل بمواجهة سياسات الرئيس “ترامب” العدوانية وذلك من خلال عقد وإبرام العديد من الاتفاقيات التجارية متعددة الأطراف مع بعضهم البعض وهنا يجب عليهم أن يفعلوا كل ما في وسعهم لتحميل الصناعة والتجارة الأمريكية الكثير من النفقات الضخمة في هذه الحرب التجارية وينبغي على الموقعين على اتفاقية باريس بشأن المناخ، بالإضافة إلى الموقعين على الاتفاقية النووية الإيرانية، الحفاظ والالتزام بهذه الاتفاقيات على نحو مماثل، حتى لو لم تعد أمريكا عضواً فيهما.

وفي نهاية هذا المقال أعربت صحيفة “نيويورك تايمز”، بأنه يجب على جميع الأطراف أن يصرحوا بشكل علني بأن تلك القوانين والعلاقات والقيم التي تم تجميعها وتشكيلها على مدى عدة أجيال لها قيمة عالية ويجب الدفاع عنها والقتال من أجلها وعليهم أن يتذكروا بأن هنالك عدداً كبيراً من الشخصيات الأمريكية المؤثرة، تعارض مطالب الرئيس “ترامب” المتهورة، بما في ذلك العديد من الشخصيات التابعة للحزب الجمهوري وحتى بعض أعضاء الحكومة الأمريكية الحالية.

ـ “القدس العربي” ـ إبراهيم درويش


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 47 / 2331039

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أحداث و متابعات  متابعة نشاط الموقع مشاركات   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 16

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28