اندلعت صباح الاحد، اشتباكات مسلحة بين مقاومين وقوات الاحتلال في مخيم عسكر القديم شرقي مدينة نابلس شمال الضفة المحتلة.
وأفاد وسائل إعلامية بأن قوات خاصة تسللت إلى حارة العيادة في مخيم عسكر القديم، تبعها تعزيزات بعشرات الآليات التي اقتحمت المنطقة الشرقية بنابلس، وحاصرت المخيم وانتشرت في محيطه، ووضعت القناصة على أسطح البنايات المرتفعة المطلة على المخيم.
وأوضحت أن اشتباكات مسلحة دارت بين مقاومين وقوات الاحتلال داخل المخيم، كما استهدف المقاومون آليات الاحتلال بعدد من العبوات الناسفة محلية الصنع.
كما دارت مواجهات عنيفة في محيط المخيم، أصيب خلالها 3 شبان بشظايا الرصاص الحي، نقل أحدهم إلى المستشفى للعلاج.
وداهمت قوات الاحتلال عددا من المنازل في المخيم، وعاثت فيها خرابا، وانسحبت بعد اعتقال الشقيقين أحمد ومحمود سلامة.
على ذات الصعيد، اعتقلت قوات الاحتلال صباح اليوم، شابا بعد مداهمة منزله في مدينة نابلس.
وذكرت مصادر محلية بأن قوات خاصة من جيش الاحتلال اقتحمت مدينة نابلس من حاجز المربعة، واعتقلت الشاب إيهاب الفولة من منزله في شارع (10)
فيما عتقلت قوات الاحتلال الصهيوني، منذ مساء أمس وحتّى صباح اليوم الأحد، 16 مواطناً فلسطينيًا، على الأقل، من أنحاء متفرقة بالضّفة المحتلة، بينهم عدد من أفراد عائلة الشهيد محمد مسالمة والذي ارتقى يوم أمس.
وتركزت عمليات الاعتقال، وفق هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، في مخيم نور شمس شرقي طولكرم؛ والتي طالت 10 مواطنين بعد عملية اقتحام واسعة وتحقيق ميداني مع العشرات.
وتخلل عمليات الاعتقال تخريب وتدمير واسع في منازل المواطنين، وتدمير البنية التحتية، فيما توزعت بقية الاعتقالات على محافظتي: الخليل ونابلس.
وقالت المؤسسات الحقوقية: “وبذلك ترتفع حصيلة الاعتقالات بعد السابع من أكتوبر المنصرم إلى نحو 4876، وتشمل من جرى اعتقالهم من المنازل وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن”.
وأردفت: “تواصل قوات الاحتلال تنفيذ حملات الاعتقال الممنهجة، كإحدى أبرز السياسات الثابتة، والتي تصاعدت بشكل غير مسبوق بعد السابع من أكتوبر”.
وأوضحت: “الاعتقالات تصاعدت من حيث مستوى أعداد المعتقلين، ومن حيث مستوى الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال، إلى جانب الاقتحامات لمنازل أهالي المعتقلين، والتي يرافقها عمليات تخريب وتدمير واسعة”.
هذا وأكد نادي الأسير الفلسطيني، أن 80 أسيرة فلسطينية في سجن الدامون “الإسرائيلي” يتعرضن للتعذيب والتجويع وظروف اعتقال قاسية.
وأوضح النادي أن محاميه نفذوا سلسلة زيارات للسجن والتقوا ببعض الأسيرات، اللاتي كان أغلبهن من قطاع غزة.
وقال النادي، إن “عدد الأسيرات 80، غالبيتهنّ من قطاع غزة، إضافة إلى أسيرات من الضّفة بما فيها القدس، وأسيرات من أراضي 1948”.
وذكر أن بين الأسيرات “أسيرة حامل في شهرها الرابع (...) تواجه الجوع وتتعمد إدارة السّجن جلب طعام محروق لها غير صالح للأكل، وأسيرة مسنّة تبلغ من العمر 82 عامًا، من غزة، تتعرض لمعاملة مهينة ومذلة”.
وأضاف أن “استمرار عمليات التعذيب والتنكيل والإذلال والانتقام ضاعف من قسوة ظروف احتجازهنّ، فالجوع اشتد، والبرد القارس زاد من حدة المأساة”.
وذكر “نادي الأسير”، أن زنازين الأسيرات “تشهد اكتظاظاً كبيرا، وغالبيتهن ينمن على الأرض وإدارة السجون لا تسمح بإدخال الأغطية”.
وتابع أن بعض الأسيرات “ما زلنّ بنفس الثياب التي اعتقلن بها، حيث مر على اعتقال بعضهن أكثر من شهر، وترفض إدارة السجون السماح لهن بإدخال ملابس”.
وأشار “نادي الأسير”، إلى “عزل أسيرات غزة عن أسيرات الضفة والداخل المحتل، ومنعهن من التواصل”.
وأوضح أن “أسيرات غزة يعانين من عمليات تنكيل مضاعفة ومعاملة مذلة ومهينة، كما تتعمد إدارة السجن تزويدهن بماء غير صالحة للشرب، ومتسخ”.
ويقول نادي الأسير، إن غالبية الأسيرات اللواتي جرى اعتقالهنّ بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي “تعرضنّ لعمليات تنكيل وتعذيب وإذلال ممنهجة (...) والتّهديدات والتّفتيش العاري، والاعتداء عليهنّ بالضرب من قبل المجندات والسجانات”.
ولفت إلى أن أسيرات غزة في سجن الدامون “جزء من أسيرات أخريات محتجزات في معسكرات (للجيش الإسرائيلي)، ويرفض الاحتلال الإفصاح عن أي معطى بشأنهن، أو السماح للطواقم القانونية بزيارتهن”.
وعن التهم الموجهة للأسيرات، قال النادي إن “أغلب أسيرات الضفة رهن الاعتقال الإداري، أو يواجهن تهما تتعلق بالتحريض على مواقع التواصل الاجتماعي”.
والاعتقال الإداري، قرار حبس بأمر عسكري بزعم وجود تهديد أمني، ومن دون توجيه لائحة اتهام، ويمتد إلى 6 شهور قابلة للتمديد.
وطالب النادي “كافة المؤسسات الحقوقية الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، واللجنة الدولية للصليب الأحمر بالضغط من أجل استعادة أدوارهم الحقيقية واللازمة في ضوء تصاعد الجرائم بحقّ الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال”.
وإجمالا، يتجاوز إجمالي عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل 7800، بينهم أكثر من 2870 معتقلا إداريًا، حتى نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى السبت “21 ألفا و672 شهيدا و56 ألفا و165 إصابة معظمهم أطفال ونساء”، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
