تسعى إدارة ترامب إلى إقرار مشروع قانون أمريكي جديد في الكونجرس ضد الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية، ويستهدف هذه المرة، إعادة صياغة تعريف اللاجئ الفلسطيني، وشطب ما تبقى من «حق العودة» ومعه «الأونروا»؛ الوكالة الأممية، التي تأسست لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.
والحقيقة أنه فصل أمريكي جديد من فصول التآمر على الشعب الفلسطيني، والعداء لقضيته الوطنية، وهو تكريس للانحياز الأعمى ل «إسرائيل»، ويمثل امتداداً للسياسة، التي تنتهجها إدارة ترامب، بدءاً من الاعتراف بالقدس عاصمة ل«إسرائيل»، ثم نقل السفارة الأمريكية من «تل أبيب» إليها، ناهيك عن الدعم السياسي والعسكري اللامحدود، والحماية التي توفرها واشنطن ل«إسرائيل» وجرائمها في المحافل الدولية، بما يجعل منها «دولة فوق القانون»، وبمنأى عن أي محاسبة.
واشنطن التي لم تعد تُعير أية أهمية للقوانين الدولية، ولا للمجتمع الدولي أو قرارات الأمم المتحدة، وفي مقدمتها القرار رقم (194)؛ الخاص بحق العودة للاجئين، والذي بموجبه أُنشئت «الأونروا»؛ للإشراف على رعاية هؤلاء، تسعى الآن لشطبه من الذاكرة التاريخية، ومن أرشيف الأمم المتحدة؛ بعد فرض تعريفها هي للاجئ الفلسطيني، القائم على تزوير الحقائق، وقلب معطيات التاريخ، وتجيير كل ذلك لمصلحة «إسرائيل»؛ فالمشروع الأمريكي الجديد، الذي قدمه عضو الكونجرس الجمهوري دوج لامبورن، يُعيد صياغة تعريف اللاجئين الفلسطينيين؛ بالأشخاص الذين غادروا الأراضي الفلسطينية بين عامي 1946 و1948، ولا يشمل أطفالهم أو أحفادهم، كما يستثني الأشخاص، الذين حازوا جنسية دولة أخرى، وبحسب هذه الصياغة، فإن عدد اللاجئين الرسمي، سيتضاءل من خمسة ملايين و300 ألف، بحسب الأمم المتحدة إلى عشرات الآلاف فقط. وبحسب المشرع الأمريكي، فإن «الأمم المتحدة خلقت (أونروا) للمساعدة في إعادة (توطين) 600 ألف فلسطيني؛ ولكن، وبعد 70 عاماً من ذلك (أونروا) تدعي أن هناك خمسة ملايين و300 ألف لاجئ فلسطيني في العالم، وقامت بتضخيم ميزانيتها، وخلقت مشكلة لاجئين أبديه لا تنتهي» وفق تعبيره. وهنا يمكن ملاحظة التزوير، فالأمم أنشأت «الأونروا»؛ لرعاية وتشغيل اللاجئين حتى يتم تنفيذ «حق العودة» وليس التوطين، والهدف كما هو واضح؛ يتمثل في تهميش وكالة الغوث سياسياً واقتصادياً، والعمل على تصفية «الأونروا» نهائياً، وإسناد مهامها إلى مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، التي ترعى اللاجئين حول العالم، أي نزع الصفة السياسية عن اللاجئين الفلسطينيين، وتحويلهم إلى حالة إنسانية.
واشنطن تريد تحويل ملايين اللاجئين الفلسطينيين إلى بضع عشرات من الآلاف، حتى لا يشكلوا أي مشكلة في أية مفاوضات محتملة، وبالتالي يسهل عليها تصفية ما تبقى من القضية الفلسطينية.
السبت 4 آب (أغسطس) 2018
فصل جديد من المؤامرة
يونس السيد
السبت 4 آب (أغسطس) 2018
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
23 /
2342879
ar أقلام wikipedia | OPML OPML
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
25 من الزوار الآن
Visiteurs connectés : 24