] الفلسطينيون بانتظار الزلزلة الأرضية - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الجمعة 20 تموز (يوليو) 2018

الفلسطينيون بانتظار الزلزلة الأرضية

حافظ البرغوثي
الجمعة 20 تموز (يوليو) 2018

بانتظار الزلزلة يدور الجدل حول موعد الهزة الكبرى في فلسطين وحول الأخدود الإفريقي. ففي أقل من أسبوع ضربت منطقة طبريا في شمال فلسطين أكثر من مئة هزة أرضية على عمق 16 كيلومتراً؛ لكنها ظلت دون الأربع درجات على مقياس «ريختر».
وتوقع خبراء أن هذه الهزات تمهد لزلزال مدمر، ربما في الجنوب قبالة سيناء والعقبة؛ حيث إن النشاط الزلزالي يمتد من قلب إفريقيا عبر القرن الإفريقي مروراً بالبحر الميت، ووصولاً إلى تركيا؛ باعتبار أن الانهدام الإفريقي هو حاضنة للزلازل منذ القدم. ويوم السبت الماضي، تعرض خليج عدن لهزة قوية بحدود ست درجات، وكان الخليج تعرض لهزات مماثلة خلال الأعوام السابقة، خاصة في جزيرة سقطرى اليمنية، في ظاهرة أرجعها الخبراء إلى تحرك الصفيحتين العربية مع الإيرانية، ما يعني المزيد من الهزات.
وكانت فلسطين عبر تاريخها تعرضت لزلازل مدمرة، ما بين كل تسعين إلى مئة سنة. فكان زلزال سنة 1837، الذي ضرب مدينة صفد وطبريا وسوريا، وكان مركز الزلزال في مدينتي صفد وطبرية، اللتين دمرتا، وبلغ عدد القتلى فيهما حوالي 2000 شخص. وفي نابلس أدى الزلزال إلى تدمير حي كامل، وأحدث أضراراً كبيرة بحي آخر.
وفي سنة 1927 ضرب زلزال مدينتي نابلس في فلسطين، والسلط في الأردن، بقوة تزيد على ست درجات، وكان مركزه قرب جسر دامية على نهر الأردن. وذكر الباحث ضرغام فارس في أطروحة بعنوان: «مدينة نابلس وزلزال عام 1927»، أن عدد القتلى في نابلس بلغ 75، وعدد الجرحى 365، وعدد العقود (الغرف) المتضررة 1481 غرفة؛ منها 172 غرفة تهدمت كلياً. يشير الدكتور وائل أبو صالح إلى أن جادة «الحبلة» كانت من أكثر أحياء نابلس تضرراً، وعائلة «العكيلك» من أكثر عائلات نابلس خسارة بالمال والأرواح.
أما في القدس الشريف، فبلغ عدد الضحايا 3 قتلى في انهيار مبنى في جبل الزيتون، ووقوع أضرار جسيمة في المسجد الأقصى، وكنيسة القيامة، وتصدع قصر أوغستا فكتوريا، الذي كان مقراً للمندوب السامي البريطاني في المدينة.
وأصاب الزلزال مدن اللد والرملة وصفد وطبريا وبيسان ورام الله وأريحا، وانهار جسر اللنبي، وقُتِلَ عدد من الأشخاص؛ نتيجة انهيار المباني في كل مدينة.
ووفقاً لإحصائية أجرتها حكومة الانتداب البريطاني، بلغ عدد قتلى الزلزال في فلسطين 192 شخصاً، وعدد الجرحى 923 شخصاً. أما في شرق الأردن فقد بلغ عدد القتلى 68 شخصاً؛ منهم 27 قتيلاً في مدينة السلط، أما عدد الجرحى فبلغ 103 جرحى.
وقد رصد المؤرخون القدامى زلازل قوية؛ منها ما دمر قصر هشام في أريحا؛ بعد بنائه بعشرين سنة، ومنها سارع الخليفة أبو جعفر المنصور لزيارة القدس، وأمر بإصلاح ما دمره الزلزال فيها، ومنها ما وصفه ابن الأثير؛ حيث تبع ذلك تسونامي هائل أدى إلى دمار لا مثيل له في مدينة الرملة. وتجمع المصادر، التي تحدثت عن الزلزال سنة 1067على أن تراجعاً قد حصل في مياه البحر. ويحدثنا ابن الأثير عن تراجع البحر لمسيرة يوم، أي أنه تراجع لمسافة تقرب من ثلاثين كيلومتراً تقريباً:
(فنزل الناس إلى أرضه يلتقطون منه، فرجع الماء عليهم فأهلك منهم خلقاً كثيراً).
والجديد في الجدل حول الزلازل على وسائل الاتصال الاجتماعي فلسطينياً، أن الكثيرين تمنوا زلزالاً مدمراً لا يُبقي ولا يذر أحداً، وذهب البعض إلى أن هذه الهزات اصطناعية؛ هدفها النهائي تدمير المسجد الأقصى.
فيما قال آخرون، إن «هزة القرن» المنتظرة أقل سوءاً من «صفقة القرن»، التي ينوي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طرحها. ولم يأخذ الفلسطينيون احتمال وقوع زلزال مدمر على محمل الجد؛ باعتبار أنهم يعيشون ظروفاً مزلزلة تحت الاحتلال، ولم يأخذ أحد أية احتياطات بهذا الشأن، ربما لأن الجميع ينتظرون هزة القرن للجميع.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 30 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

10 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 10

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28