] الوطن الفلسطيني لا يباع بكل أموال الدنيا - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
السبت 7 تموز (يوليو) 2018

الوطن الفلسطيني لا يباع بكل أموال الدنيا

فايز رشيد
السبت 7 تموز (يوليو) 2018

ضغوط دولية كثيرة وبعض عربية تمارس على السلطة الفلسطينية, للقبول بصفقة القرن مقابل 10 مليارات دولار! من جانب آخر, صحا الضمير العالمي فجأة على معاناة أهل غزة! الذين يعانون حصارا شاملا منذ سنوات طويلة, حتى في المواد الغذائية والدوائية! عروض كثيرة لمشاريع اقتصادية كبيرة, واستثمارات مالية كثيرة يخططون لها لتحسين الأحوال المعيشية لأهلنا في القطاع! نتساءل, لماذا كلّ هذه المشاريع ظهرت بالتزامن مع صفقة القرن؟ ألا تشكّل هذه الأموال رشوة للفلسطينيين, للتنازل عن القدس وحيفا ويافا وعكا, وأن ينسوا “حق العودة” نسيانا تاما؟ ليسألوا أنفسهم أولا: أيعتقدون أن فلسطينيا واحدا سيقبل ببيع وطنه الفلسطيني المنزرع بعيدا في التاريخ مقابل أموال الدنيا كلّها؟ من جانب ثانٍ: ألم تسترعهم وتلفت انتباههم مسيرة العودة المستمرة منذ 30 مارس/آذار الماضي رغم ما ينوف عن 170 شهيدا والـ15 ألف جريح؟ من أجل إثبات الفلسطيني لحق عودته إلى وطنه وأرضه ومدينته أو قريته وبيته, الذي ما زال يحمل مفاتيحه بالتوارث عن أبٍ وجدّ! أيعتقدون أن الوطن سلعة؟ حقوقنا في وطننا السليب المغتصب منذ 70 عاما نتوارثها جيلا بعد جيل. أقسم, أنه لو قدّم كل الفلسطينيين أرواحهم في سبيل وطنهم, وبقي فلسطيني واحد يسكن في سيبيريا فلن يوقّع على صكّ بيع وطنه مقابل كلّ أموال الدنيا.
نعم, تنهمك بعض الدوائر السياسية والأمنية الأميركية والإسرائيلية وبعض العربية في الإعداد الجدّي لـ”صفقة القرن” التصفوية, وبخاصة بعد زيارة عرّابي تاجر العقارات ترامب, اليهوديين الصهيونيين كوشنير وجرينبلات, اللذين يروّجان لبضاعة أميركية فاسدة وكاسدة, وحاقدة على كلّ فلسطيني وعربي, مسلما كان أم مسيحيا! نعم, صفقة القرن لن تمرّ إلا على جثث 15 مليون فلسطيني في الوطن والشتات. أقسم أن كاتب هذه السطور لا ينطلق من مسألة عاطفية, بل من تاريخ شعب مكافح على مدى يزيد عن مئة عام أفشل فيها مؤامرات تصفوية أكبر من “صفقة القرن” وأشدّ خطرا, ودفنها في مهدها. حتى المصادر الإعلامية الصهيونية تعترف بالذي نقول, فهي تجمع في تحليلات وتسريبات لها عن انخفاض فرص نجاح صفقة القرن. وقد نقلت صحيفة “إسرائيل هَيوم” اليمينية المتطرِّفة والقريبة من حزب الليكود ونتنياهو عن مصادر إعلامية صهيونية (في الوقت ذاته الذي قالت فيه القناة الصهيونية السابعة ذلك): إن ما يعرقل إتمام صفقة القرن هو رفض الفلسطينيين مجرّد الجلوس مع الأميركيين, ملتقية في تحميل الفلسطينيين وزر عرقلة هذه الخطّة. التي منحت الأولوية المطلقة لما يسمى بـ”السلام الاقتصادي”, في شكل رأى فيها مبعوثا ترمب… صهره كوشنر ومحامي عقاراته جرينبلات, أنه أفضل وأعمق من “السلام السياسي”, مع ما نقلته صحيفة “إسرائيل هيوم”, كاشِفة النقاب عن أن نتنياهو في مباحثاته مع المبعوثَيْن الأميركيْين, خصص غالبية محادثاته معهما للوضع “الانساني” في قطاع غزة و”تحسين” الوضع الاقتصادي في الضفة الغربية, بينما ـ تُضيف القناة السابعة ـ كانت المناقشة حول “خطة السلام”… قصيرة نسبيا. ناهيك عن الصمت المُريب الذي تلتزمه بعض العواصم العربية إزاء ما يكشفه إعلاميون وساسة ومعلقون غربيون وعسكريون صهاينة عن تأييدها ودعمها, بل حماسة تلك العواصم للترويج ودعم وتسهيل “صفقة القرن”, ما يبعث على الاعتقاد بأن ما يقال ليس مجرّد شائعات, بل هي حقائق مرشَّحة للظهور والتشكّل في اللحظة المناسبة, وخصوصا بعد أن يتم “إنضاج” المشهد الفلسطيني المطلوب, الذي يبدو أنه دخل مرحلة جديدة عنوانها “مرحلة ما بعد عباس” إذ يجري العمل عليها بدأبٍ ومثابرة, بعضها يتم في العلَن ومعظمها يتم في الخفاء. كون”المؤامرات” لا تتوقّف لأن إفقاد “صفقة القرن” زخمها سواء نشرت قريبا أم لم تُنْشَر, سيشكل صدمة إن لم نقل لطمة, لأولئك الذين ربطوا مستقبلهم السياسي والشخصي وخصوصا في الجانب العربي المؤيد للمؤامرة الأميركية… بهذه الصفقة. كذلك, كشف تقرير الصحافي الأميركي جيفري رونسون, ونشره موقع “محافظ” الأميركي، عن ضغوطات تمارس على رئيس السلطة الفلسطينية للقبول بالصفقة, وكشف التقرير أن الخطة تتضمن إقامة دولة فلسطينية في قطاع غزة, يتم تسمينها بعمليات نقل غير محددة للأراضي في شبه جزيرة سيناء, وإنه عندما سأل عباس أحد المسؤولين العرب, عن مكان الضفة الغربية والقدس الشرقية في هذه الخطة, أجابه المسؤول العربي بالقول: إنه “بإمكاننا الاستمرار في التفاوض حول هذا الموضوع”.
كما أن الإدارة الأميركية شددت على البعض العربي بضرورة إعلان وفاة المبادرة العربية للسلام مع إسرائيل. على صعيد آخر, نشر مؤخرا تقرير موسع أعد من قبل البروفيسور مايكل تشوسودوفسكي, وإسرائيل شاحاك (أعدّ في عام 2013) عن مشروع دولة “إسرائيل الكبرى” بداية حريّ التوضيح للدقة, بأن شاحاك توفي في عام 2001, ولا يمكن بالطبع أن يعد تقريرا بتاريخ مسجل بعد وفاته. تشوسودوفسكي اعتمد في تقريره على ما تضمنته مؤلفات شاحاك, وتحديدا المقالات التي كتبها في عام 1988 في صحيفة “جيروزاليم بوست” وتطرق فيها إلى المشروع كما كتب عنها في مؤلفه القيّم “الديانة اليهودية, التاريخ اليهودي, وطأة ثلاثة آلاف سنة”. تحدث عن المشروع شاحاك والراحل عبدالوهاب المسيري في مؤلفه “البروتوكولات اليهودية والصهيونية”. جوهر الفكرة, أن كاتب هذه السطور لا يستهين بالتقرير مطلقا, لكن المشروع المطروح, معروف منذ ثمانينيات القرن الماضي, بدءًا من ثيودور هرتزل وهو من طرحه, مرورا بمشروع برنارد لويس عام 1974 وصولا إلى خطة ينون 2008, ثم إن المشروع في تحقيق “دولة إسرائيل الكبرى” لم يغادر عقول الصهاينة, ولذلك رفضوا وسيرفضون ترسيم حدود دولتهم.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 18 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

35 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 35

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28