] استعجال «صفقة الجنوب» - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
السبت 23 حزيران (يونيو) 2018

استعجال «صفقة الجنوب»

يونس السيد
السبت 23 حزيران (يونيو) 2018

بات واضحاً أن اشتعال جبهات الجنوب السوري، في الأيام الأخيرة، جزء من عملية تصعيد عسكري وسياسي؛ تستهدف استعجال «الصفقة» المنتظرة؛ بعدما تراجعت التفاهمات الأولية بشأنها في ظل انشغال اللاعبين الدوليين بأحداث وقضايا إقليمية ودولية أخرى، فرضت نفسها على صدارة التحركات الدولية.
لكن ما يلفت الانتباه، أن تدفق الحشود العسكرية، وتكثيف عمليات القصف، واتساع رقعة المواجهات على مختلف محاور القتال في ثلاث محافظات جنوبية (السويداء ودرعا والقنيطرة)، بات ينذر بحدوث المزيد من التدهور على نحو قد يخرج عن السيطرة؛ بما يحمله ذلك من تداعيات كارثية، ربما تؤدي إلى نسف اتفاق «خفض التوتر» القائم منذ أكثر من عام، رغم الخروق المتواترة، وبالتالي إدخال قوى إقليمية في أتون حرب مدمرة يصعب التكهن بنتائجها.
إذ أصبح واضحاً أن النظام السوري، الذي تمكن من حسم معركة الغوطة الشرقية وتأمين دمشق، وكذلك ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، بدأ يتجه لحسم معركة الجنوب؛ الأكثر أهمية وحساسية، وهو يسعى لتحقيق إنجاز ميداني في هذه الجبهة؛ يقربه من إبرام «صفقة الجنوب» طالما أنه يحظى بقبول إقليمي، وربما دولي؛ لاستعادة سيطرته على الحدود المحاذية للجولان المحتل، ومعبر «نصيب» الحدودي مع الأردن، الذي يعد شريان حياة للاقتصاد السوري، مقابل إبعاد «حزب الله» والميليشيات الموالية لإيران عن هذه المنطقة، وهناك تسريبات عن بدء انسحاب هذه الميليشيات من جبهات الجنوب.
بهذا المعنى، فإن النظام يضغط عبر التصعيد العسكري، ودفع الأوضاع نحو حافة الهاوية؛ لاستعجال هذه «الصفقة»، بصرف النظر عن التوترات والمواجهات الدائرة على الجبهات الأخرى، خصوصاً شمال شرقي البلاد.
هذا التصعيد العسكري يترافق مع تصعيد سياسي آخر تقوده موسكو يصب في ذات الهدف؛ حيث باشرت حملة دبلوماسية ضد «الوجود العسكري الأجنبي»؛ باعتباره يعرقل عملية البحث عن حل سياسي أو التوصل إلى تسوية للأزمة. وتشدد موسكو على أنها بينما تبذل جهودها في هذا الاتجاه بالتعاون مع شركائها في محادثات «أستانا»، ومع الأطراف المعنية الأخرى، الأمم المتحدة والمعارضة السورية، فإنه بسبب استمرار هذا الوجود «لا يساعد في المشاركة البناءة في عملية البحث عن حل سياسي للأزمة، ويتسبب في الحفاظ على أمل المجموعات المصنفة بأنها إرهابية باستئناف الفوضى واستعادة المواقع المفقودة».
وفي ظل هذه الأجواء، تتحرك الدبلوماسية الأردنية؛ من أجل لجم العنف، ومنع ارتداداته داخل المملكة، والحفاظ على اتفاق «خفض التوتر»، الذي شاركت في التوصل إليه بالتعاون مع موسكو وواشنطن، فهل تنجح هذه الجهود، وتساعد في إبصار النور للصفقة المنتظرة؟.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 26 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

34 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 34

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28