] رجل لم يطبع ! - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
السبت 23 حزيران (يونيو) 2018

رجل لم يطبع !

زهير ماجد
السبت 23 حزيران (يونيو) 2018

سيظل التاريخ العربي ، وتاريخ الصراع الوجودي العربي الإسرائيلي يحكي عن زعيم عربي اسمه حافظ الأسد لم يوقع مع اسرائيل كما كتبت احدى المحطات التلفزيوية العربية. جدير بالمعرفة ان الرجل كان امينا على فلسطين، مدققا بالتاريخ نتيجة عشقه له، بان اللعب بهذا المبدأ شيطنة للمستقبل، نسف له، تآمر عليه، اضاعة اكثر من وطن.
كثيرا ماساوموه على مبدئه، لكنه ظل رقما صعبا غير مسموح التهاون بقناعاته. لو اراد بيع القضية لنال ماهو اكثر من الجولان، بل قيل له كنوع من التآمر الدولي لتبقى يدك على لبنان دائمة. كان الرجل عقائديا الى ابعد الحدود، وكان يعي بدقة العارف والواثق مما يمتلك ومن تحليلاته الصائبة، ان فلسطين جوهر الصراع، وان التنازل عنها نهاية امة ووطن.
لا اقول ان اللعب مع اسرائيل في هذه الايام نوع من الاستعجال العلني، فيما تحت الطاولات كان كل شيء واضحا معها. وقبل ان يذهب انور السادات الى لقاء الاسرائيليين في القدس، زار الرئيس حافظ الأسد في دمشق الذي حاول اقناعه بالعدول عن فكرته الأخطر من الخطيرة، لكن السادات على ما اذكر قال له،” ان نجحت في الزيارة فستنجح الامة العربية وان فشلت فسأفشل لوحدي”، ثم ذهب، راح بعيدا في خطواته التطبيعية التي تجاوزت كل حدود ووصلت الى ماوصلت اليه كمانعرف.
” نجح” السادات في خطوته نحو اسرائيل، لكن الأمة ظلت في ظلال الخطر عليها، بل هي دفعت اثمانا منذ ذلك التاريخ الاسود في سبعينات القرن الماضي الى اليوم، لم تبدأ باجتياح لبنان فقط من قبل اسرائيل، بل عاشت الأمة كل المصاعب والمؤامرات، التي ابرزها مايحصل اليوم ، لعل بل من المؤكد ان رحلة السادات تلك لها اصول في الحال التي تعيشها اليوم امة العرب، وخصوصا سورية التي اكرر انها لو قبلت التطبيع لما وصلت الى هذه الحال، لكنها لم تخطيء البوصلة، وقد اسس لها حافظ الاسد طريق حماية القضية وحماية سورية ومن اراد طريقه ذاك.
اليوم يخرج الاميركي من ” مجلس حقوق الانسان”، كان الرئيس الاسد الاب يعرف ان هذا الاميركي لم تكن له علاقة بمفهوم حقوق الانسان وهو الضامن لاعتى كيان في العالم طرد شعبا بكامله من بلاده ولديه خططه لطرد البقية او لتدميرهم .. ومن سبيل المعرفة المتبادلة بين الاميركي والصهيوني، ان الاخير أيد على الفور قرار اميركا بالخروج من هذا المجلس، بل رأت فيه اسرائيل عيدا حقيقيا لأنه يتلاءم مع جوهر تركيبتها القائمة على ان لاحقوق للشعب الفلسطيني، وبالتالي لاضمان لحقوق البقية الباقية من العرب، بل ان الشعار الخطير ” من النيل الى الفرات ” يفترض به ان يقوم بعدما تكون اسرائيل قد أمنت تدمير العالم العربي بالتفتيت وتقسيم المقسم ثم بممارسة الحكم عليه وقيادته، ان لم تقم بخلق نزاعات فيما بينه كما تفعل بالتوافق مع الاميركي.
سلاما لرجل اسمه حافظ الاسد يروق لنا ان نتذكره دائما وسورية تخوض حربها على اكبر واخطر مؤامرة عليها وفي الاساس منها قضية فلسطين، والقضية العقائدية الاولى وهي وحدة العرب .. فالرجل فلسطيني الاعماق وحدوي الروح، ولديه الثقة بان التغيير قادم على الامة ولابد لها كما ردد الزعيم الكوبي فيدل كاسترو يوما ” أصعبا كانت الطريق ام سهلة فسننتصر “.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 29 / 2342227

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

29 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 27

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28