] معين بسيسو وهتاف «لا توطين ولا إسكان يا عملاء الأميركان» - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الخميس 26 تشرين الأول (أكتوبر) 2023

معين بسيسو وهتاف «لا توطين ولا إسكان يا عملاء الأميركان»

بقلم: حمزة البشتاوي
الخميس 26 تشرين الأول (أكتوبر) 2023

في عام 1952 هتف الشاعر معين بسيسو، ابن مدينة غزة، بمواجهة مشاريع التهجير والتوطين المطروحة في ذلك الوقت: «لا توطين ولا إسكان يا عملاء الأميركان»، ووضع ورفاقه برنامجاً سياسياً، على رأسه العمل على إسقاط مشروع توطين اللاجئين الفلسطينيين في سيناء.

ويحاول الاحتلال الإسرائيلي اليوم من خلال عدوانه الوحشي على قطاع غزة تنفيذ خطة معدّة مسبقاً لتهجير الفلسطينيين من غزة تحت النار والدمار والحصار، وتنفيذ خطة للتهجير على مرحلتين: الأولى، تهجيرهم إلى منطقة العريش والنقب، والثانية إعادة توزيعهم بالسفن والطائرات إلى أماكن مجهولة حتى الآن.
والهدف هو إعادة هندسة قطاع غزة سكانياً بعد تهجير العدد الأكبر من السكان، وخاصة من اللاجئين المسجّلين لدى وكالة «الأونروا» الذين يشكلون ما يقارب الـ 77% من سكان قطاع غزة. وتعتمد خطة التهجير الإسرائيلية على مشاريع قديمة طُرحت في الخمسينيات من القرن الماضي لتوطين أهالي غزة في سيناء.

وتسعى الآن حكومة الحرب الإسرائيلية الحالية لتنفيذ خطة تهجير واسعة إن استطاعت لمحو الهزيمة التي لحقت بالكيان أمنياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً بعد عملية «طوفان الأقصى» يوم السبت 7 أكتوبر الجاري، وسوف يسعون لتنفيذ خطة التهجير استناداً إلى رغبتهم باستعادة منظومة الردع التي سقطت، للقول بأنهم استطاعوا تنفيذ مقولات القادة المؤسّسين الأوائل للكيان، ومنهم ديفيد بن غوريون الذي قال: «إن قطاع غزة سيبقى مصدراً للمشاكل ما لم يُوطّن اللاجئون الفلسطينيون في مكان آخر».
واستناداً إلى هذه المقولات، تعمل حكومة الحرب الإسرائيلية على تدمير غزة وتهجير أهلها باعتبارهم خطراً وتهديداً كبيريْن على ما يسمونه الأمن القومي الإسرائيلي. كما تسعى حكومة الحرب إلى تنفيذ خطة التهجير لتعويض الخسائر العسكرية بمكاسب سياسية، تستعيد فيها صورتها إلى ما كانت عليه ما قبل عملية «طوفان الأقصى»، والعدوان عبر استعادة صور النكبة الأولى والتهجير القسري. وكي تقول بأنها استطاعت تحقيق إنجاز كبير عبر إعادة الإمساك بمقولة «حسم الصراع» عن طريق تهجير الفلسطينيين من أرضهم وتوطينهم خارجها، على أن تكون عمليات التهجير متدرّجة وسريعة يسبقها تفعيل التنسيق مع إحدى الدول التي يمكن أن تستوعب عدداً كبيراً من اللاجئين في ثكناتها العسكرية المهجورة، بعد تحويلها إلى مراكز إيواء مغلقة أمنياً. ويأتي هذا الأمر بعد أن رفض عدد من الدول الأوروبية استقبال لاجئين فلسطينيين من غزة، لأن لديها ما يكفيها من مهاجرين قادمين من سوريا وأوكرانيا وأفريقيا، وكذلك بعد رفض دول عربية استقبالهم على قاعدة أن هذه الدول تقف مع الفلسطينيين في معاناتهم وصراعهم مع الاحتلال.

هذه الخطة ستصطدم، كسابقاتها، برفض حاسم من قبل الفلسطينيين الذين يواجهون مشاريع التوطين كافة، التي عادت الإدارة الأميركية وعدد من الدول الأوروبية لتطرحها كحل لمشاكل الإسرائيليين الأمنية، وأيضاً كحل للمشاكل الاقتصادية للدول المضيفة للاجئين الفلسطينيين الذين يرفضون تلك المشاريع، والتي تعتبر عملية «طوفان الأقصى» أنها تمثل مرحلة إستراتيجية على طريق التحرير والعودة، وتقف ممانعة لتصفية القضية الفلسطينية بعناوينها الرئيسية التي حمل الشعب الفلسطيني دفاعاً عنها راية المقاومة وقدّم ولا يزال الكثير من التضحيات.
وأهل غزة المتجذّرون في شعابها لن تستطيع حكومة الحرب الإسرائيلية ومجازرها الوحشية أن تدفعهم إلى التهجير أو النزوح مرة ثانية، وهم يقولون بأن هذه الخطة التي كُتبت بالحبر سوف تُرفض بالدم.

* كاتب فلسطيني


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 21 / 2342227

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع وجهات وقضايا   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

37 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 38

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28