] في رام الله يذيع الشعب بيانه - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الخميس 14 حزيران (يونيو) 2018

في رام الله يذيع الشعب بيانه

صالح عوض
الخميس 14 حزيران (يونيو) 2018

في المعارك التحررية الحقيقية، يُظهر الشعب عبقرية خاصة تفاجئ الجميع، وتأتي المفاجآت نوعا وكما، ذلك ما صنعه الشعب الفلسطيني في رام الله، وهو يملأ ميدان المنارة في واحدة تعتبر الأولى من نوعها، تظاهرة نوعية نظمتها قوى ثقافية وإعلامية ومن أسرى محررين وشخصيات وطنية هتفت بشعارات واضحة مدروسة قوية لا تلعثم فيها أن الشعب الفلسطيني يتجاوز ثقافة الهزيمة والتقسيم وأن جماعات الفتنة ونشر الكراهية فئة ضئيلة محدودة لا تقوى على الوقوف أمام إرادة الشعب الواحد..

هتفت جماهير الضفة الفلسطينية لغزة ولصمودها ومقاومتها ولروحها وأعلنت أن غزة في القلب وأن الشعب في الضفة جاهز أن يفديها بالروح والدم.. هتف الشباب بملء الحناجر الحرة وانطلقت الألسنة بغضب وألم نصرة لغزة المقاومة التي أزاحت جنود العدو من أزقتها وشوارعها بقوة الثورة وبقوة العنف الثوري.. فغزة هذه ما كان ينبغي لها أن تواجَه بمثل هذه التصرفات التي تؤول إلى الإمعان في إيذاء كرامة غزة.

خرجت جماهير الضفة الفلسطينية لتقول بصوت واحد واضح: الدم واحد والمصير واحد والقضية واحدة وإننا لن نسمح أبدا بتجويع غزة وحصار غزة.. فعلت جماهير الضفة الفلسطينية ذلك وهي ترى أن العدو يلغي أخر رموز اتفاقية أوسلو برفع اليافطات الدالة على مناطق السلطة ويستعيضها برموز أخرى تجسد تخطيطه لضم الضفة الغربية عمليا.. فيصبح خيار غزة الصمود والمقاومة والمواجهة بكل أشكالها هو الأسلوب الأنجع والأصح بعد أن اكتشف الساسة الفلسطينيون أنهم وقعوا في مصيدة تضييع الوقت من قبل العدو الصهيوني وأن المفاوضات كانت عبثا أضر بالقضية الفلسطينية.
خرجت جماهير الضفة الفلسطينية فيما تتقدم مظلومية غزة على المحافل الدولية والرأي العام الدولي لتصبح قضية تجويع غزة وحصارها وشن الغارات عليها مسألة رأي عام دولي انتفضت من أجلها قوى حقوق الإنسان وقطاعات مجتمعية بل وسياسية واسعة في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وأمريكا اللاتينية.. وها نحن نشاهد كيف استطاعت غزة أن تطرد إسرائيل من مدن إسبانية وأوربية عندما أصبح اسم إسرائيل يعني العنصرية والقتل والجريمة.

خرجت جماهير الضفة الفلسطينية لتقول إن الجرح واحد والمواجهة واحدة والتحدي واحد.. ومن هذا اليوم التأسيسي سيصبح طابور الفرقة والانقسام المتعيشين على الاختلافات والمتلذذين بالجريمة والرذيلة في خارج الصف يتجاوزهم الشعب بإرادته ووعيه وضميره.. ولن يصبح مقبولا بعد اليوم لوك الكلام التافه والعبارات الماسخة والأساليب الملتوية.. لن يقبل الشعب أي كلمة أو سلوك يفرّق صفه ويؤذي بعضه، ولن يكون مطلوبا من أحد أن يخلي مكانه لأن الشعب يعرف أين يضع الناس في حياتهم أو مماتهم والتاريخ لن يرحم أولئك المتلذذين بجوع غزة وقهرها ومحاولة إذلالها.. لقد صبر الشعب 15 شهرا لعله يفهم جدوى عقوبات السلطة المعلنة على غزة، ولكن بعد أن بلغ الاستضعاف مداه ما كان على أهل الضفة الفلسطينية إلا وضع حد لهذا العبث القاتل..

لا صوت يعلو على صوت الشعب ولا موقف إلا ما يتخذه الشعب، فليقرر كل موقفه ليحكم الله بيننا والتاريخ والشعب.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 27 / 2342227

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

29 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 29

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28