] ترامب والتنمّر «الإسرائيلي» - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الخميس 14 حزيران (يونيو) 2018

ترامب والتنمّر «الإسرائيلي»

يونس السيد
الخميس 14 حزيران (يونيو) 2018

أعطى وصول دونالد ترامب وفريقه المؤيد ل «إسرائيل» إلى البيت الأبيض دفعة قوية ونفساً مغايراً للسياسة «الإسرائيلية» التي انتقلت ليس فقط من الدفاع إلى الهجوم وإنما إلى الهجوم المصحوب بالغطرسة و«التنمّر» بالاتكاء على مواقف وسياسات أمريكية داعمة بلا حدود.
من يتابع السياسة «الإسرائيلية» بعد مجيء ترامب يلحظ أنها باتت عاجزة عن مجاراة نظيرتها الأمريكية في خدمة «إسرائيل» وأن دولة الاحتلال أصبحت تلهث لمواكبة السياسة التي تنتهجها نيكي هايلي في الأمم المتحدة. صحيح أن الإدارات الأمريكية السابقة لم تدخر جهداً في تقديم كل أشكال الدعم وتوفير الحماية الكاملة ل «إسرائيل» حتى جعلت منها دولة فوق القانون وبمنأى عن أي مساءلة، ولكن إدارة ترامب جعلت من كل ذلك مجرد «مقبلات» للأطباق الدسمة التي قدمتها والتي هي بصدد تقديمها، إن على صعيد الاعتراف بالقدس ونقل السفارة الأمريكية إليها أو على صعيد «صفقة القرن» التي يتم تهيئتها لتصفية القضية الفلسطينية وإنهائها.
السياسة الأمريكية باتت تحرج عتاة اليمين المتطرف في «إسرائيل»، فعلى سبيل المثال كان ثمة إجماع «إسرائيلي» على مبدأ «الدفاع عن النفس»، أي أن ««إسرائيل» لها الحق في الدفاع عن نفسها» في مواجهة عمليات المقاومة، وتصر على تبرير ذلك «الحق» حتى فيما تسميه بالعمليات الاستباقية، وكل الجرائم وعمليات القتل والإعدام التي ترتكبها تحت هذا العنوان.
اليوم انقلبت الصورة إلى ما هو أسوأ من ذلك عندما ظهرت ملامح استراتيجية أمريكية جديدة حيث طالبت نيكي هايلي في مشروع قرار إلى مجلس الأمن بإدانة «العدوان الفلسطيني»، في إشارة إلى إطلاق صواريخ فلسطينية من قطاع غزة، وضمناً إلى مسيرات العودة على حدود القطاع، والتي لم تتردد هايلي في تحميل الفلسطينيين مسؤولية قتل أنفسهم بنيران جنود الاحتلال، وينبغي ألا نستغرب إذا ما وصل الأمر للمطالبة بإنهاء الاحتلال الفلسطيني ل «إسرائيل».!
حسناً، فالأمر لا يتوقف عند هذا الحد، فالتغوّل «الإسرائيلي» المتكئ على دعم ترامب بلغ حد التعامل مع الاتحاد الأوروبي بنوع من اللامبالاة، ومن ذلك أن الانتقادات الأوروبية لقمع الاحتلال لمسيرات العودة الفلسطينية بهذه الوحشية وإسقاط هذا العدد الهائل من الشهداء والجرحى، ووجهت بعبارة «إسرائيلية» واحدة «فليذهب الاتحاد الأوروبي إلى الجحيم». وعندما ذهب نتنياهو إلى أوروبا في محاولة لإقناع الأوروبيين بإلغاء الاتفاق النووي مع إيران أسوة بالولايات المتحدة، لم يذهب محاوراً بقدر ما ظهر كواضع شروط استناداً إلى غطرسة القوة ذاتها واتكاء على جدار ترامب الصلب الحامي لهذه الغطرسة، ولهذا السبب فشل نتنياهو في إقناع الأوروبيين، وأيضاً ما اعتبرته فيديريكا موجيريني وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي استفزازات من جانب نتنياهو ألغت زيارة مقررة إلى «إسرائيل». الحقيقة أن السياسة «الإسرائيلية» تغيرت فعلاً بعد مجيء ترامب، ولكن إلى الأسوأ، ومع ذلك فمصيرها محكوم بالفشل.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 35 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

30 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 30

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28