] غزة على حافة الحرب - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
السبت 2 حزيران (يونيو) 2018

غزة على حافة الحرب

يونس السيد
السبت 2 حزيران (يونيو) 2018

التحذيرات التي أطلقتها الأمم المتحدة بأن جولة النار الأخيرة بين الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال «الإسرائيلي»، وهي الأخطر منذ عام 2014 تضع قطاع غزة على حافة الحرب، ربما تكون جرس الإنذار، الذي يسبق العاصفة؛ ذلك أن احتمالات اندلاع الحرب كانت قائمة قبل الجولة الأخيرة، وهي لا تزال وستظل قائمة في أي وقت.
العقلانية السياسية، تقتضي القول إنه لا توجد مصلحة للفصائل الفلسطينية ولا ل«إسرائيل» في اللحظة الراهنة، في اندلاع الحرب، ففي غزة عادت قضية المصالحة الوطنية إلى الواجهة، وعاد الرهان على إمكانية إنهاء الانقسام يطل برأسه من جديد، فيما يبقى «باروميتر» تردي الأوضاع الاقتصادية والحياتية، والحصار المزمن والمستمر، عاملاً فاصلاً؛ لكنه ذو حدين، فإما أن يكون كفيلاً بإشعال الحرب، وإما أن يكون عاملاً ضاغطاً باتجاه رفع الحصار، وتحسين ظروف الحياة غير القابلة للاحتمال.
لكن، على الجانب الآخر، ثمة ما يشير إلى أن «إسرائيل»، رغم حشد المزيد من الدبابات والآليات والجنود على حدود القطاع، لا تريد الدخول في حرب مع فصائل غزة في اللحظة الراهنة، ونقلت صحيفة «معاريف» أن قادة الاحتلال وعلى رأسهم رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الحرب ليبرمان ورئيس الأركان غادي ايزنكوت، يعارضون الدخول في مواجهة عسكرية شاملة مع فصائل غزة، في هذا التوقيت بالذات؛ وذلك في ضوء التحديات التي يعدونها أكثر أهمية في الشمال. هذا لا يعني أن قوات الاحتلال ستتخلى عن خططها المحسوبة بدقة في إطلاق يد قواتها الجوية والبرية والبحرية ضد الفصائل الفلسطينية، وشن عمليات عسكرية موسعة أو معارك تحت السيطرة لا تصل إلى حد المواجهة الشاملة؛ إذ يبدو أنها ستقوم بذلك على مراحل.
لكن الملاحظة الأهم حول جولة النار الأخيرة، هي أن الفصائل الفلسطينية كانت تبحث عن تحقيق معادلة للردع مع جيش الاحتلال، أي أن أي إطلاق للنار من جانب الاحتلال، جواً أو براً أو بحراً، سيتم الرد عليه فوراً إما باتجاه المواقع والمستوطنات المحاذية للقطاع، أو في العمق «الإسرائيلي»؛ وذلك حسب قوة الضربة «الإسرائيلية». ويبدو أن الفصائل استطاعت تحقيق هذه المعادلة؛ من خلال الطريقة التي تم بها وقف إطلاق النار، والرد المباشر على الخروق «الإسرائيلية» التي أعقبتها، على الرغم من محاولات الاحتلال الظهور بمظهر الرافض للتوصل إلى اتفاق مع الفصائل.
لكن، في النهاية، من يضمن السيطرة على بقاء أي عمليات محدودة ودون حدود المواجهة الشاملة؟!، وقبل ذلك، من يضمن عدم وصول قطاع غزة إلى لحظة الانفجار؟!.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 29 / 2342227

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

35 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 35

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28