] سيناريوهات حول مسيرة العودة! - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
السبت 28 نيسان (أبريل) 2018

سيناريوهات حول مسيرة العودة!

ناجي شراب
السبت 28 نيسان (أبريل) 2018

من السابق لأوانه الحديث عن تحول «مسيرة العودة» إلى خيار استراتيجي للنضال الشعبي الفلسطيني. فما زال هذا الحراك الشعبي يتواصل، وكي يتحول إلى خيار استراتيجي يحتاج لتوافر عدة مقومات، أولها الرؤية السياسية والإمكانات المالية والمجتمعية الداعمة والحاضنة، وتوسيع نطاقاتها كي تشمل الضفة الغربية المحتلة.
والإشكالية الكبرى التي تواجه المسيرة كخيار استراتيجي هو الانقسام الذي يحول دون ذلك. ولذلك يبقى سؤال حول نهايات المسيرة؟
التصور الأول هو استبعاد أن تتحول المسيرة في نهاياتها إلى خطوة أولى على طريق العودة لعدم توفر البيئة الداخلية والإقليمية والدولية. فهذه العودة تبقى في الخيال السياسي والضمير الجمعي ويرتبط بديمومة الصراع ووجوديته، لكن المسيرة تقدم نموذجا على إصرار الشعب الفلسطيني على التمسك بحقه واستعداده لتقديم التضحيات لتحقيق هذا الهدف، ثم إنها تقدم للعالم وجهاً جديداً للصراع وعلى أحقيّته من خلال توفير المزيد من الدعم والتأييد عالميا، خصوصا أن المسيرات الشعبية السلمية تواجه بأعلى درجات العنف المقصود من جانب دويلة الاحتلال.
لكن قد تسعى «إسرائيل» إلى استغلال هذه المسيرات لمواجهتها بالعنف الأعمى من أجل إيقاع المزيد من الخسائر في صفوف المتظاهرين السلميين، وجر فصائل المقاومة إلى مواجهة عسكرية كي تقلب الصورة لمصلحتها من خلال الادعاء بأنها كانت تدافع عن أمنها ما يعيد سيناريوهات الحرب السابقة مع غزة، وهذا السيناريو احتمالاته كبيرة جراء تزايد عدد الشهداء، أو اغتيال شخصية قيادية.
وبذلك تكون «إسرائيل» قد حولت الحراك الشعبي السلمي الفلسطيني إلى ذريعة للحرب والمواجهة، كي تتفادى دفع ثمن سياسي أكبر من المتوقع.
فكما هو معلوم أن الأنشطة السياسية السلمية لا تعمل لصالح «إسرائيل» وهي تعمل دائما على إحباطها كما هو الحال مع حركة المقاطعة العالمية.
مثلا، ليس صعباً على «إسرائيل» ضرب أهداف استراتيجية لحركة حماس كمواقع التدريب والأنفاق أو اغتيال أحد القادة الكبار كمبرر لإطلاق شرارة المواجهة العسكرية ووضع حد لمسيرة العودة..
أما السيناريو الآخر، فقد يكون تجنب الحرب التي لا يمكن التحكم في نتائجها، بل قد تكون نتائجها عكسية، وتفرض على حماس دفع ثمن سياسي، وهو البحث عن مخرج سياسي لمسيرة العودة، وهنا يمكن أن نرى تحركات سياسية لأكثر من دولة تحاشياً لتدهور الأوضاع التي يمكن أن توفر فرصة للجماعات السلفية المتشددة، التي قد تدفع في اتجاه الحرب، بهدف إضعاف دور حماس كقوة أمنية وسياسية. وهذا السيناريو قد يحول دون الذهاب لخيار انهيار غزة، وهو لا يعمل لصالح الحركة، ولا لصالح مليونين من السكان، يعيش أكثر من ستين في المائة منهم تحت خط الفقر، ما يعني الذهاب لخيار الانفجار الداخلي. قد يكون مضمون هذا السيناريو الوصول إلى صيغة تفاهم تضمن ليس فقط وقف هذه المسيرات، بل تشمل أيضاً صفقة تبادل للأسرى مع«إسرائيل»، وصولاً لحالة من الهدنة شبه الدائمة، ورفع الحصار، وفتح المعابر، والتفكير جدياً في بناء ميناء بحري ثم إنشاء مطار.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 27 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

30 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 32

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28