] حول الاتفاق الإيراني _ السعودي! - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الثلاثاء 14 آذار (مارس) 2023

حول الاتفاق الإيراني _ السعودي!

الثلاثاء 14 آذار (مارس) 2023 par سماهر الخطيب

لا شكّ بأنّ الاتفاق السعودي – الإيراني الذي تمّ برعاية صينية جاء بعد سلسلة من الجولات عقدت في العراق وسلطنة عُمان، وهو تطور مهم يفتح الآفاق على المنطقة خاصة وأنّ التدافع لا يخدم مصالح البلدين وينعكس على كافة الملفات العالقة الشائكة..
بمعنى أنّ هذا الاتفاق يعني قفزة نوعية في العلاقات السعودية الإيرانية على المستوى الدبلوماسي بدءاً من تبادل السفراء وإعادة فتح السفارات والقنصليات وكل الخدمات التي يمكن أن يقدمها البلدان لمواطنيهما، مروراً بالرغبة في اتفاق على الشراكة الاقتصادية والأمنية بين البلدين وفق ما ظهر بشكل واضج في البيان الذي صدر عن هذا الاتفاق، وصولاً إلى الرغبة الثنائية في المشاركة لحلحلة الكثير من ملفات المنطقة العالقة بدءاً من اليمن إلى لبنان إلى فلسطين وسورية والعراق ومناطق أخرى..
وبالنظر إلى الأهمية الجيوبولتيكية للبلدين فلكل من إيران والسعودية موقع متميز يمنحهما نفوذاً استراتيجياً في المنطقة، كما أنهما شريكتان في كثير من المنظمات الدولية مثل منظمة أوبك والمنظمات الإقليمية مثل منظمة التعاون الإسلامي بالتالي انتصرت العقلانية في النهاية وأدرك الطرفان بوجوب حل المشاكل عبر الحوار الدبلوماسي وليس التراشق الإعلامي وقطع العلاقات..
ناهيك عن أن هذا الاتفاق سينعكس على سريان الطاقة اتجاه الصين وكذلك يخدم المشروع الاستراتيجي الصيني “طريق الحرير” إذا ما نظرنا إلى حجم التبادل التجاري بين الصين والسعودية وهو بحدود 88 مليار دولار وما بين الصين وإيران حوالي 14 مليار دولار وبالتالي من صالح الصين أن يتم هذا الاتفاق الذي كما سبق وذكرنا بأنه سينعكس على المنطقة برمّتها..
كما أن السعودية تسعى إلى صفر مشاكل مع جيرانها للعودة إلى ريادة العالم الإسلامي والعربي وتحاول تسجيل دور في خارطة العالم الجديد وهو ما يدفعها إلى الاتفاق مع إيران دبلواسياً لينعكس على باقي الملفات ..
أما بالنسبة للموقف الأميركي من هذا الاتفاق فالأولويات تتغير في السياسات الدولية ولا شك بأن الأميركي تغيرت أولوياته الخارجية ولم تعد منطقة الشرق الأوسط ضمن أولوياته وكان يسعى إلى تهدئة منطقة الشرق الأوسط وحل الأزمات فيها لإيجاد روافد للغاز والطاقة للدول الأوروبية بالنظر إلى سعيها لإطالة أمد الصراع الروسي الأوكراني إنما كان القرار الأميركي الذي تنفذه المصلحة الأميركية في سهوة من أمره، حين انتقلت الصين من دبلوماسية القوة إلى قوة الدبلوماسية وسحبت ملف الشرق الأوسط من الطاولة الأميركية مشكلة بخطواتها زلزالاً دبلوماسياً جعل الأميركي في صدمة لا يزال تحت تأثيرها..
مع التأكيد على أن الصين خرجت بدبلوماسيتها من السور المغلق إلى السور المفتوح وبدء المواجهة في العلاقات الدولية وخاصة تزامن توقيع هذا الاتفاق في بكين مع تنصيب تشي بينغ لولاية جديدة ومطالبته بسحب قوات الاحتلال الأميركي والتركي من الأراضي السورية بشكل فوري ..
وهذا يؤكد أن تواجد الصين اليوم ليست كما الأمس وأن هذا المنطقة من الشرق الأدنى إلى الشرق الأقصى باتت منطقة مصالح صينية تنموية وفق دبلوماسيتها التنموية المعنونة بالحزام والطريق..


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 14 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

42 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 37

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28