انتفضت محافظات الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، اليوم الجمعة، بوجه الاحتلال الصهيوني، وشهدت موجة شعبية غاضبة عمّت العديد من المدن والقرى، غضباً ونصرةً للمسجد الأقصى المبارك، وانتصارًا لروّاده من المرابطات والمرابطين.
وقال مراسلنا في القدس لن مسيرات جماهيرية انطلقت في محافظات الضفة، تخللها مواجهات لا تزال متواصلة في عشرات نقاط التماس مع جيش الاحتلال.
جاءت هبّة الجماهير الفلسطينية استجابة لنداء الحراك الشبابي الفلسطيني والقوى الوطنية والإسلامية ضد استهداف قوات الاحتلال للمسجد الاقصى ورواده خلال الايام الماضية.
ففي محافظة القدس المحتلة، التي حوّلتها قوات الاحتلال إلى ثكنة عسكرية، انفجرت المواجهات المتواصلة مع جنود الاحتلال في عشرات النقاط،، واستخدم الشبان والفتيان بشكل لافت الزجاجات الحارقة “قنابل المولوتوف”، والحجارة، أصيب على إثرها العديد من الشبان بجراح مختلفة فيما اعتقل آخرون.
وخرجت مسيرة نسوية من ساحات المسجد الأقصى عقب انتهاء صلاة الجمعة باتجاه البلدة القديمة في ذات الوقت الذي كانت تجوب فيه مسيرة شبابية أزقة البلدة.
وخلال صلاة الجمعة اندلعت مشادات كلامية واشتباكات بالأيدي بين المواطنين وقوات الاحتلال في عدة مناطق أقيمت فيها الصلوات بعد منع المصلين من الوصول للأقصى ومنها حي المصرارة وحي الصوانة وشارع صلاح الدين وباب المغاربة وأزقة القدس القديمة.
واعتقلت قوات الاحتلال عددا من الشبان فيما أصيب طفل بالرأس خلال مواجهات في حي الطور واعتُقل ثلاثة آخرون.
واندلعت مواجهات عنيفة في عدة نقاط في القدس بعد انتهاء صلاة الجمعة، حيث تعرضت قوة من جيش الاحتلال لإلقاء الحجارة في باب العامود وحي المصرارة المجاور شرقي القدس، فيما استعانت قوات الاحتلال بفرق الخيالة لفض جموع المواطنين.
كما جرت مواجهات في منطقة شارع نابلس مقابل باب العمود؛ فيما ألقى شبان في سلوان الحجارة والزجاجات الفارغة على قوات الاحتلال التي استدعت مزيدًا من القوات.
وفي وقت سابق من صباح اليوم، اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال في البلدة القديمة بالقدس وعند بوابات المسجد الأقصى؛ احتجاجًا على منع المصلين من دخول المسجد.
كما أصيب 8 شبان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط خلال المواجهات في محيط حاجز قلنديا، بينما اندلعت مواجهات أخرى في كل من العيسوية، والعيزرية، ومخيم شعفاط، والرام، وأبو ديس، وعناتا وجبل المكبر.
وفي محافظة رام الله، نظمت الفصائل الفلسطينية مسيرة حاشدة عقب صلاة الجمعة وسط المدينة، شارك فيها مئات المواطنين الذين جابوا شوارع المدينة حاملين الأعلام الفلسطينية ورايات الفصائل ولافتات تدعو إلى نصرة المسجد الأقصى.
وطالب المشاركون في المسيرة فصائل المقاومة بالرد على انتهاكات الاحتلال ورفض قرارات التقسيم الزماني والمكاني بحق الأقصى.
إلى ذلك، اندلعت مواجهات عنيفة بين مئات الشبان وقوات الاحتلال في عدة مناطق بمحافظة رام الله، حيث اندلعت مواجهات في قرى بلعين ونعلين والنبي صالح غرب رام الله، وكذلك أمام مخيم الجلزون، وفي محيط معتقل عوفر، وفي بلدة سلواد، وقد أصيب عشرات الشبان بالرصاص المطاطي وحالات الاختناق.
أما في محافظة نابلس، فقد خرجت مسيرة جماهيرية حاشدة ضمت شاركت فيها فصائل وطنية عدة، بينما منعت الأجهزة الأمنية المسيرة من الوصول إلى حاجز حوارة جنوب نابلس، حيث انشرت قواتها قرب مقر المقاطعة شرق المدينة.
وأفاد شهود عيان بأن مواجهات اندلعت مع قوات الأمن التابعة للسلطة والشبان الغاضبين، بعدما منعتهم من التقدم والاحتكاك مع جنود الاحتلال.
إلى ذلك، اعتقلت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة العديد من المواطنين عرف منهم طارق أبو زيد، والصحفي مجاهد السعدي، والمصور الصحفي مثنى الديك.
كما اعتقلت الأجهزة الأمنية في نابلس الطالب في كلية الشريعة بجامعة النجاح عبد الرحمن دويكات، وزميله الطالب بكلية الهندسة زهدي قواريق، والشاب حسام العامودي، فور انتهاء المسيرة المناصرة للمسجد الأقصى.
وفي محافظة الخليل، انطلقت عقب صلاة الجمعة من مسجد وصايا الرسول مسيرة غاضبة تنديداً بممارسات الاحتلال بحق الأقصى، فيما انتهت باندلاع مواجهات مع الاحتلال في المنطقة الجنوبية، أصيب خلالها عشرات الشبان.
كما اندلعت مواجهات أخرى مع جنود الاحتلال بالخليل في كل من حلحول وبيت أمر.
وفي محافظة طولكرم، خرجت اليوم مسيرة نصرة للمسجد الأقصى انطلقت من أمام مسجد عثمان بن عفان (المسجد الجديد) وسط مخيم طولكرم، وجابت شوارع المحافظة.
وقال شهود عيان إنه وفور بدء المسيرة حدثت مشادات بين عناصر من الأجهزة الأمنية وبعض الشبان الذين كانوا يكبرون، وحاولوا منع تقدمها، فيما حصل تدافع على إثر ذلك، بينما أغلق عناصر الأجهزة باب المسجد وأقفلوا مدخل النساء لمنعهن من الالتحاق بالمسيرة.
كما اعتقلت الأجهزة الأمنية خلال المسيرة الصحفي سيد رداد الذي كان يغطي فعالياتها، فيما انتهت عن دوار جمال عبد الناصر، حيث انطلقت بعدها مسيرة أخرى إلى مصانع جيشوري الاحتلالية، بينما منعتها الأجهزة من التقدم والاشتباك مع الاحتلال.
وفي محافظة قلقيلية، أصيب 13 مواطنًا برصاص جيش الاحتلال خلال المواجهات المتواصلة في قرية كفر قدوم، عدد منهم برصاص بندقية القنص روجر التي أوصى المستشار القانوني لحكومة الاحتلال باستخدامها في مواجهة راشقي الحجارة.
وكانت قد دعت منظمات وجماعات الهيكل المتطرفة أنصارها-عبر مواقعها الإعلامية والتواصل الاجتماعي- إلى أوسع مشاركة في اقتحاماتها للمسجد الأقصى المبارك اعتباراً من يوم غد الأحد تزامناً مع بدء موسم الأعياد اليهودية.
وناشدت هذه المنظمات أنصارها من المستوطنين اليهود الى التوافد المبكر يوم غد لمناسبة ما يسمى رأس السنة العبرية، ولفتت الى أنها تعتزم تنظيم فعاليات تلمودية خاصة بهذه المناسبة برحاب الأقصى المبارك، معتمدة على إجراءات شرطة الاحتلال الخاصة بحق روّاد المسجد الأقصى من النساء والفتيات والشبان، والتي أخذت منحاً تصاعدياً في الآونة الأخيرة، التي شملت منع أكثر من 50 سيدة وفتاة مقدسية من الدخول إلى الأقصى في ساعات اقتحامات المستوطنين فضلا عن منع الشبان والطلبة، وحتى بعض العاملين في المسجد المبارك، فضلاً عن قرارات الابعاد عن المسجد الآخذة في الازدياد الملحوظ في الفترة الأخيرة، وكل ذلك لتأمين اقتحامات وجولات المستوطنين الاستفزازية والخبيثة بحرية في الأقصى المبارك.
وتوقعت جماعات الهيكل المزعوم توافد المئات من اليهود إلى المسجد الأقصى خلال يوم رأس السنة العبرية، الذي يبدأ غدا، وقد نشرت هذه المنظمات حوافز تشجيعية لكل أتباعها وقالت لهم في نشراتها: “إن هذا العام سيكون مميزا بعد الإجراءات التي قامت بها المؤسسة الأمنية ضد المقدسيين”.
من جانبه، جدد الحراك الشبابي المقدسي-عبر مواقع التواصل الاجتماعي- دعواته للفلسطينيين ممن يستطيعوا الوصول الى القدس المحتلة، بشد الرحال والتواجد المكثف في الأقصى المبارك لإحباط مخططات الاحتلال ومنظماته الإرهابية.
