شهيد القدس البطل خيري علقم

الاثنين 30 كانون الثاني (يناير) 2023

[قناص جيد في المكان المناسب أفضل من ألف جندي في ساحة المعركة]
هذه المقولة الرائعة ، هي إحدى بنات أفكار الشهيد البطل الذي خطط ونفذ فأوجع وانتقم
وُلد الشهيد البطل خيري موسى علقم ، البالغ من العمر 21 عاماً ، في 19 تشرين الثاني 2001 ، وعاش في منزل عائلته في حي الشيّاح في قرية الطور شرق المسجد الأقصى ، في حين ينحدر من قرية بيت ثول المهجرة بقضاء القدس المحتلة في 1948، وهو الثاني بين أشقائه السبعة
ووفقاً لما ذكره على حسابه الشخصي على “فيسبوك”، فإنّ خيري درس حتى الثانوية في مدارس قرية الطور ، قبل أن يبدأ العمل في مجال الكهرباء في القدس المحتلة
البطل خيري سُمي تيمناً باسم جده الشهيد “خيري علقم” ، الذي قُتل في يوم 13 أيار 1998 ، وكان يبلغ من العمر حينها 51 عاماً ، بعد أن طعنه مستوطن في حي “ميه شعاريم” الحريدي ، في القدس المحتلة ، أثناء توجهه إلى عمله في مجال البناء
ولقد نشرت وسائل إعلامية عبرية تفاصيل مثيرة عن عملية القدس التي نفذها الشهيد خيري علقم اللية الماضية ، وقتل فيها 8 مستوطنين كحصيلة اولية وإصابة آخرين بجراح
كما أبلغت نجمة داود الحمراء “أنه في الساعة 8:16 مساء ، ورد بلاغ عن إصابة عدد من الجرحى في إطلاق نار على كنيس يهودي في حي النبي يعقوب في القدس ، مما أسفر عن وقوع إصابات على الفور”
وأشارت وسائل إعلام عبرية إلى أن القوات الإسرائيلية انتشرت بكثافة في منطقة النبي يعقوب وبيت حنينا
[لقد تم التنويه عبر الإعلام العبري أن عملية القدس هي الهجوم الأكثر دموية مقارنة بالعمليات السابقة]
وقد ذكرت القنوات العبرية ، أن المُنفذ تمكن من إفراغ مشطين من الرصاص في ساحة العملية وذلك عبر مسدس نصف أوتوماتيكي ، وقام باستبدالها بالمشط الثالث وانسحب من المكان بعد إطلاقه النار على رؤوس المستوطنين في شارع قريب من كنيس يهودي في حي “نفيه يعكوف” شمالي القدس
وقالت القنوات ، إن المنفذ استمر في إطلاق النار بدقة بالمناطق العليا للقتلى مدة 20 دقيقة ، قبل انسحابه من المكان ليصطدم بمكان قريب بحاجز إسرائيلي ليشتبك معهم ويستشهد
بينما نقلت القنوات عن أحد عناصر الشرطة الذي اشتبك مع المهاجم قوله “إنه بدأ بإطلاق النار تجاههم فتم استهدافه فسقط السلاح من يده ، حيث نهض وحاول الإمساك بالسلاح وهو مصاب وذلك قبل استهدافه بوابل من الرصاص فاستشهد في المكان”
وفي سياق ذلك ذكرت وسائل إعلام مُختلفة ، أنّ طائرات الاحتلال حلّقت في سماء شمال القدس المحتلة ، بينما علت الهتافات والتكبيرات في منازل الفلسطينيين بالقدس
وكانت رسالة البطل خيري الأخيرة
[يا نفس إن لم تُقتلي فموتي ، ونحن لا نرفع أيدينا إلا لله ، ولا نسجد إلا لله ، ولا نسمع إلا من رسول الله] التي نشرها على حسابه عبر “تيك توك”، أمس الجمعة ، قبل أن ينطلق نحو مستوطنة “النبي يعقوب” في القدس ، للقيام بعمليته التي استهدفت مستوطنين إسرائيليين
وعلى إثر ذلك أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي ، الطرق المؤدية إلى مستوطنة “النبي يعقوب” المقامة على أراضي بلدة بيت حنينا شمالي القدس المحتلة بعد عملية إطلاق النار
ووصل وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى مكان العملية ، وتوعّد من هناك ، في تصريح لوسائل الإعلام ، بأنّ “سياسة التسليح ستتغير في المستقبل ومزيد من المواطنين سيحصلون على السلاح”
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عبر موقعها الإلكتروني ، إنّ “عشرات المستوطنين الغاضبين هاجموا بن غفير لفظياً أثناء تواجده في مكان تنفيذ العملية ، وقالوا له: “هذه المجزرة حدثت في ظل ولايتك كوزير”
وبيّن شريط مصور نشرته الصحيفة ، أنّ الشرطة الإسرائيلية أخرجت بن غفير من المكان تحت حماية مشددة ، بعدما هاجمه المستوطنون بالمكان بكلمات تحمّله مسؤولية الهجوم
وبعدها وصل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ليتفقد موقع العملية في مستوطنة “النبي يعقوب”، والتقى وزير الأمن إيتمار بن غفير، على أرض الموقع ولم يدلِ بأي تصريح من هناك
كما قطع وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت ، رحلته إلى الولايات المتحدة بسبب العملية ، ومن المتوقع أن يصل السبت ، ويأمر بالاستعداد بكل الوسائل لاحتمال تدهور الأوضاع في القدس والضفة
وفي غضون ذلك قال مُعلّق “القناة 12” إيهود يعاري ، إنه “ينبغي على الحكومة الإسرائيلية أن تخير السلطة ، إما أن تدينوا العملية بشكل واضح ، أو أن نقطع كل المعاملات معكم بما يشمل أموال المقاصة الشهرية (…) يجب على الحكومة أن توصل رسالة للسلطة أنّ الهجوم على الكنس اليهودية يعني إغلاق الأقصى أمام المصلين غداً”
ختاماً لقد مسح البطل خيري بيده الحنون دموع امهات قبل ان تبرد او تجف فسارع بالانتقام لفلاذات اكبادهن ، مزلزلاً امن العدو
[أنما روح الشهيد نجمٌ في ليل السماء تُرشِدُ من تاه ، اما جسده فهو جسرُ عبورٍ نحو الحرية لكل من تعب مسعاه]
خيري علقم