] يروّجون للمقاومة بطباعة بنادق على ألبستهم فخراً بها - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأحد 16 تشرين الأول (أكتوبر) 2022

يروّجون للمقاومة بطباعة بنادق على ألبستهم فخراً بها

الأحد 16 تشرين الأول (أكتوبر) 2022

قبل أسابيع أظهر شريط فيديو نشر على وسائل التواصل الاجتماعي سيدة فلسطينية تخلع عن طفلها الذي لا يزيد عمره عن عامين “بلوزة” (قميص) كان يرتديها، بعدما أجبرها جنود الاحتلال “الإسرائيلي” على فعل ذلك، تمهيداً للسماح بعبورهما نقطة تفتيش عسكرية في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، وكان السبب أن “البلوزة” تتضمن صورة مطبوعة لمسدس.

جاء ذلك بعد أشهر قليلة من حادثة سابقة شهدت صراخ أحد جنود الاحتلال الذين يتمركزون عند حاجز عسكري مقام قرب بلدة طورة قرب بلدة يعبد بجنين شمالي الضفة الغربية، على طفل يدعى يوسف قبها (3 سنوات)، ما استدعى تدخل أمه لخلع قميصه الذي طُبعت عليه صورة لبندقية “إم 16”، من اجل السماح بعبورهما الحاجز.

فعلياً، يتسابق الرجال، وليس الأطفال والشبان فحسب، على شراء ملابس “بندقية المقاوم” وتحمل صوراً لأسلحة مختلفة تمثل أحد أشكال دعم المقاومة العسكرية التي عادت بقوة في الضفة الغربية، خصوصاً في مدينتي نابلس وجنين، اللتين تشهدان شن خلايا فلسطينية مسلحة بينها “كتيبة جنين” و“عرين الأسود” هجمات فدائية تستهدف قوات الاحتلال الإسرائيلي ومعسكراته والمستوطنين، كما تخوض هذه الخلايا اشتباكات عنيفة لدى اقتحام قوات الاحتلال مناطق في المدينتين لاغتيال مقاومين أو اعتقالهم.

ولم يعد الأمر يقتصر على طبع رسوم أسلحة على قمصان، إذ يشمل ذلك ألبسة أخرى مثل بنطلونات وقبعات وأحذية.

وتظهر جولة قصيرة في بلدة نابلس القديمة ومركزها التجاري الكمّ الهائل من الملابس المعروضة للبيع التي تحمل صور أسلحة، والتي تعرض على أبواب محلات بيع الألبسة الرجالية، ودمى العروض التجارية، وأيضاً على بسطات تنتشر في كل ركن وزاوية.

يقول الشاب مسعود الحاج علي الذي يتخصص في اللياقة البدنية في جامعة النجاح في نابلس: “أقتني أكثر من خمسة قمصان بألوان مختلفة تحمل صور أسلحة بأحجام مختلفة على الصدر والظهر، وأرتديها تباعاً طوال أيام الأسبوع”.

يتابع: “أشعر بالفخر من ارتداء هذه الملابس في المحاضرات الجامعية، وأرشدت زملاء كثيرين لي لقصد المحل الذي يبيع هذه البضائع، علماً أنني كنت الوحيد الذي يلبسها قبل شهر، أما اليوم فانضم إلى عشرة آخرون، ما جعل أحد الأساتذة يشيد بنا أمام الباقين”.

في البداية شاهد مسعود صورة نشرها شاب على موقع “إنستغرام” وهو يرتدي قميصاً عليه صورة بندقية، فتواصل معه فوراً، وذهب في اليوم ذاته إلى المحل لشراء قميص مماثل تعمد لبسه حين قصد الجامعة في اليوم التالي. ويعلّق: “أتشرف بأن أكون مقاوماً للاحتلال في هذه الأرض المباركة، إذ لا يستطيع الجميع حمل السلاح وخوض غمار الاشتباكات مع الاحتلال الإسرائيلي. لذا فمن الجيد تعميم الفكرة وشحذ الهمم ودعم المجاهدين والمقاومين من خلال تزيين صدورنا بصور أسلحة”.

ورغم الخوف الذي يتملك ميسرة ثابت (أم جهاد) التي تسكن في قرية بنابلس الشرقية من احتمال تعرض جنود الاحتلال الإسرائيلي لولديها لدى مرورهما يومياً عند حواجز عسكرية خلال ذهابهما إلى مدرسة في مدينة نابلس ورجوعهما منها، بسبب ارتدائهما قمصاناً تتضمن طبعات أسلحة، لكنها لم ترفض شراءها.

تقول: “يعترض جنود الاحتلال الإسرائيلي كثيراً سيارات فلسطينية تقل ركاباً على الحواجز، وينزلونهم ويفتشون ما يحملونه، وإذا شاهدوا أحداً يرتدي ملابس تحمل صور أسلحة يجبرونه على خلعها، وإذا تطور الأمر فقد يصل إلى احتجازه أو اعتقاله، وأنا لا أريد أن يحدث هذا مع جهاد وشقيقه محمد، وهما يدرسان في مدرسة ثانوية في مدينة نابلس ويقطعان الحاجز مرتين على الأقل يومياً. لكن جهاد لم يكتفِ بشراء قمصان عليها صور أسلحة، بل أيضاً سراويل. والغريب بالنسبة لي أن هناك أحذية طُبعت عليها صور أسلحة، وقد اشترى جهاد أحدها أيضاً”.

تتابع الأم: “يعشق أبناء هذا الجيل الجديد المقاومة، ويتابعون أخبار الشهداء والاغتيالات، ويحتفظون بصورة الشهداء وأناشيدهم على أجهزتهم الخليوية، لذا يسرعون إلى شراء هذه الملابس فور نزولها إلى السوق”.

ويؤكد عنان فهمي الذي يملك مصنع خياطة كبيراً في نابلس، أن هذا النوع من الملابس هو موضة 2022 بلا منازع، وما سهل الأمر أن هذه الملابس تُطبع في الضفة الغربية وليست مستوردة، ولا تخضع لعوائق".

يضيف: “أستورد عادة كميات ضخمة من القمصان الخالية من رسوم، ويأتيني تجار ويطلبون أن أطبع عليها شعارات يريدونها، وقبل عامين درجت موضة طبع صور الحيوانات، وقبلها أحرف باللغة الإنكليزية، أما هذا العام فغزت القمصان التي تتضمن صور شهداء وأسلحة الأسواق. وقد لعب حمل مقاومين فلسطينيين في الضفة أسلحة خلال اشتباكهم مع الاحتلال”الإسرائيلي“، وخلال الاستعراضات العسكرية، دوراً مهماً في التأثير على الشبان، ومحاولة تقليدهم أو إظهار تأييدهم للمقاومة المسلحة”.

ويوضح أن سعر القميص الواحد يتراوح بين 25 شيكلاً و40 شيكلاً بحسب نوعية القماش. وخلال موجة التنزيلات يباع كل 3 قطع من النوع الجيد بمبلغ 100 شيكل، وهو سعر مقبول جداً". (الدولار 3.57 شواكل).

وبعد نجاح ورواج بيع القمصان، انتقل الطلب على طباعة صور الأسلحة وخاصة بندقية “إم 16” إلى البنطلونات خاصة الرياضية، وأخيراً إلى الأحذية.

ويعتبر أصحاب محلات بيع الملابس التجارية الأكثر احتكاكاً مع المشترين، خاصة من فئة الشبان. ويقول أحدهم ويدعى أمجد غزال: “لعبت الأحداث الميدانية دوراً كبيراً في تزايد إقبال الشباب على شراء هذه الملابس، وبلغ ذلك حد بيعي ما لا يقل عن 50 قطعة يومياً، والطلب يزداد مع كل حدث يشهد ارتقاء شهداء، أو مواجهات عنيفة تندلع مع قوات الاحتلال الإسرائيلي”.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 7 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع اخترنا لكم  متابعة نشاط الموقع عين الخبر   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

36 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 33

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28