] محنة الأقصى ... لماذا؟ - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الاثنين 17 تموز (يوليو) 2017

محنة الأقصى ... لماذا؟

عزت جرادات
الاثنين 17 تموز (يوليو) 2017

* مرّ مشهد (الحرم القدسي الشريف) أمام أعين الملايين في الوطن العربي- الإسلامي حيث الغطرسة الصهيونية العسكرية تغزو المسجد الأقصى، فتجرده من المرابطين لحراسته ومن رٌوّاده والمعتكفين فيه... وتحول بين جموع المصلين والوصول إليه، فتغلق الأبواب، وتحوله إلى (منطقة عسكرية)....
* مرّ هذا المشهد، والشعوب العربية والإسلامية في سبات أو ذهول، باستثناء الشعبيْن: الأردني والفلسطيني، بجهودهما الدبلوماسية والسياسية والعملية للتصدي لهذا الغزو الصهيوني العسكري... وظل (الحرم القدسي الشريف) مستباحاً لقطعان المستوطنين الذين جلبوا بحافلات وملابس عسكرية يعبثون فيه فساداً وإهانة وتدنيساً، فهم لا يعرفون قدسية للأماكن الدينية غير اليهودية.
* وفي غياب آليات الرصد التصويري، فمن المتوقع الاعتداء على كنوز الأقصى التراثية، والعبث بنفائسه الفكرية في خزائن مكتباته، والاستيلاء على وثائقه ومخطوطاته... كل ذلك ممكن أن يكون قد وقع، وغير مستبعد... ومع أنه في مثل هذه الحالات، كان المتوقع أن تكون ردود الفعل العربي- الإسلامي فورية وعارمة وشاملة على مستوى المؤسسات العربية والإسلامية، وعلى مستوى الشعوب: ولكنها أكتفت (بالإدانة والشجب والاستنكار)، وبهمة متثاقلة، وبيانات أشد بطئاً من سرعة السلحفاة في وصولها إلى المنظمات الدولية.
وكان المتوقع أن تجد المصالح الإسرائيلية الدبلوماسية والتجارية نفسها أمام ردود الفعل الغاضبة من الهيئات والمنظمات العربية والإسلامية في العالم وفي تزامن تام مع الغزو الصهيوني العسكري للحرم القدسي الشريف.
إن المرحلة التي يمر بها الحرم القدسي الشريف تحت الاحتلال الصهيوني تتطلب وضع استراتيجية سياسية ومدنية وإعلامية لمواجهة الأزمات التي يتعرض لها الأقصى المبارك، وهي متوقعة في أي وقت بوجود احتلال صهيوني ذي مطامع خطيرة في (الحرم القدسي الشريف)، وبوجود مستوطنين يفرضون إرادتهم على السياسة الصهيونية المحتلة، فهم يمثلون قوة متطرفة تعبر عن تمسكها بما تسميه (جبل الهيكل)، كما يمثلون قوة انتخابية تصل إلى أكثر من (90%) من المشاركة الانتخابية، يتمسك بها اليمين الصهيوني المتطرف....
فالمنظمات العربية والإسلامية، الرسمية والشعبية مدعوة، أكثر من أي وقتٍ مضى، لوضع تلك الإستراتيجية السياسية والمدنية والإعلامية للدفاع عن القدس والمقدسات الدينية فيها، الإسلامية والمسيحية، وبخاصة (الحرم القدسي الشريف) الذي هو الهدف الصهيوني الأوحد في إيديولوجيّة واستراتيجيّة الاحتلال الصهيوني لاستلابه أو الاستيلاء عليه أو بعضه، مستفيداً من الحالة العربية الراهنة بكل ما تحمله من أوزار الخلاف والاختلاف.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 13 / 2342227

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

26 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 26

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28