الباسل، تذكّرت...

الأربعاء 13 تموز (يوليو) 2022 par حلمي البلبيسي

تذكرت وانا اتابع تصاعد عمليات المقاومة الشعبية في مختلف مناطق الضفة الغربية المحتلة،هذه الايام، تذكرت الشهيد البطل باسل الاعرج عليه رحمة الله ، الذي كان له فضل كبير في نشر ثقافة المقاومة بكل اشكالها ضد الاحتلال الصهيوني لفلسطين…
باسل الذي مارس المقاومة الشعبية فعلا وتنظيرا ، وسنّ لها اصولا وثوابت ، فعل ذلك في زمن كانت فصائل المقاومة ترى في الدعوة للمقاومة الشعبية، فعلا ثانويا، وتصر على ان الحديث عن اي شكل للمقاومة ، غير الكفاح المسلح ، هو حرف لمسيرة المقاومة، عن “الوسيلة الوحيدة” للتحرير…
باسل الذي آمن بالكفاح المسلح وسيلة اساسية للتحرير ، كان يرى في غياب امكانية ممارستها في الضفة الغربية في ظل وجود سلطة عميلة، تمارس دور الاحتلال في مواجهة المقاوِمين مبررا لاستخدام كل وسائل الاشتباك مع العدو واشغاله لتحقيق هدفين، الاول تشتيت قواه العسكرية في مواجهة عشرات،بل مئات نقاط الاشتباك مع شباب الانتفاضة ، والحاق الخسائر به بشريا احيانا ، ومعنويا دائما، والثاني هو تهيئة الحاضنة الشعبية المقاوِمة ،،،الحاضنة والحامية لشباب المقاوَمة، القادرين على مقاومة العدو بوسائل اكثر فعلا في الحاق الخسائر البشرية في صفوف العدو، حين تتهئ الظروف الموضوعية لهكذا مقاومة….
باسل الذي اغلق مستوطنة لمدة ساعة تقريبا ، مانعا الصهاينة جنودا ومستوطنين من الدخول او مغادرة المستوطنة ،،،
باسل الذي اغلق شارعا التفافيا يستخدمه المستوطنون فقط ، ومحظور على الفلسطينيين استخدامه حين حمل لافتة تدعو لانهاء الاحتلال وسط الشارع رافضا المغادرة، ومعرضا نفسه لاحتمال الدهس من العربات المدنية والعسكرية التي تتحرك مسرعة على تلك الطريق،،،
هو باسل صاحب النظرية التي تقول وبكل بساطة ، انك اذا لم تستطع مقاومة العدو بالسلاح ، فلا تدع له فرصة للراحة ، ،،،، قاومه بكل وسيلة متاحة ، يقدر عليها الطفل والكهل ، الرجل والمرأة ، العاجز والسليم،،،قاومه بلافتات تدعو لمقاومته ، على جدران البيوت والمدارس واعمدة الانارة، ،،،قاومه باغلاق الطرق الى المستوطنات ، قاومه بالحجر ، وحين تقدر قاومه بالايادي ، فعدونا جبان ، لانه لص معتد،ويعلم اننا نقاوم لاسترجاع حق مغتصَب ، من عدو سارق،،،،
المقاومة الشعبية عند باسل كانت تبدأ بالمولوتوف والحجر والسكين والدهس بالسيارات ، لمن استطاع الى ذلك سبيلا، وصولا الى رفض بيع الاحتلال او التعامل معه ، حتى لو كان في بيعه والتعامل معه مكاسب مادية مؤكدة….
باسل كان يوصي بفعل ما يفعله اطفال غزة حين يشاهدون جنديا صهيونيا،، يتناولون من الارض حجرا ويلقمونه اياه،،،
في ثقافة المقاومة عند باسل الاعرج ، كانت تكشيرة عجوز تبيع الخبيزة او النعنع والبقدونس على رصيف الشارع ،، في وجه مستوطن او جندي صهيوني ، ورفض بيعه مهما دفع من مال ،هي شكل من اشكال المقاومة…
في ثقافة المقاومة عند باسل كانت الاعتصامات والمظاهرات واغلاق الطرق للمستوطنات بالحجارة او زيت السيارات، كما الدبكة والشبابة والثوب الفلسطيني ، واغاني واناشيد الثورة ، هي بعض اشكال المقاومة الشعبية…
رحمك الله يا باسل ، رحمة واسعة ، وجعل مقامك في صحبة الانبياء والشهداء ،،، واعلم ايها الحبيب ان زرعك قد اينع واثمر ، وان شبابا بعمر الزهور ، آمنوا بخطك النضالي ، يمارسون اليوم فعل المقاومة الشعبية بكل اشكالها، وان اخوانك من فصائل المقاومة الفلسطينية ، الذين سخروا يوما من دعوتك للمقاومة الشعبية ، قد اصبحوا دعاة لها اليوم…
رحم الله الشهيد القائد ، المثقف المشتبك باسل الاعرج ، ورضي الله تعالى عنه وعن من سبقه ومن لحق به على ذات الدرب ، وتقبل جهادهم واستشهادهم ، واكرمنا بما اكرمهم به من فضل الشهادة في سبيله.