] بغداد.. في ذكرى الاستباحة الأمريكية لها! - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأحد 10 نيسان (أبريل) 2022

بغداد.. في ذكرى الاستباحة الأمريكية لها!

د. موفق محادين
الأحد 10 نيسان (أبريل) 2022

في هذا الشهر من عامين بينهما عدة قرون تعرضت بغداد لعدوانين همجيين، الأول من التتار 1258، والثاني 2003 من تتار العصر كما تمثلهم الامبريالية الأمريكية سيدة الشر وجرائم الإبادة الجماعية منذ تأسيسيها وحتى اليوم.
كان اجتياح بغداد من قبل التتار أخطر ضربة تلقاها العرب بعد الزمن الذهبي لعاصمة السيادة والكرامة والفلسفة والحكمة والفنون والآداب في عصرها، وبداية خروج العرب من تاريخ تلك العصور والتحاقهم بالجماعات الوافدة من آسيا الوسطى، وقد تفاوتت أدوار تلك الجماعات بعد إسلامها، بين تصدي بعضهم مثل المماليك وخاصة بيبرس وقلاوون لحملات الغرب من ملوك وأمراء الإقطاع الأوروبي، وبين بناء امبراطورية طورانية باسم الإسلام هي سلطة الفساد والجواري العثمانية.
والمهم في ذلك غياب العرب عن مسرح التاريخ مع غياب بغداد، حتى أن أمة الشعر، العرب، لم تنجب طيلة قرون الهيمنة العثمانية أديبا كبيرا واحدا قياسا بالمتنبي والمعرّي وغيرهما، ناهيك بتراجع الفلسفة والعلوم التي سبق وازدهرت في بغداد العباسية.
إلى ذلك، فإن العدوان الأطلسي بقيادة الامبريالية الأمريكية وتابعها الإنجليزي وكل تتار ومرتزقة ومجرمي العصر على بغداد 2003 كان نسخة مما تعرضت له عام 1258، وصار واضحا أن المثلث العربي، القاهرة – دمشق – بغداد في عين الإستهدافات الامبريالية ولا يزال.
1- القاهرة، بعد رحيل جمال عبد الناصر، والانقلاب الساداتي وكامب ديفيد ورجال البنك الدولي والتحاق مصر بالسياسات الأمريكية.
2- بغداد، بالعدوان الأطلسي المباشر عليها.
3- دمشق، بالعدوان الأطلسي الرجعي بالوكالة عن طريق جماعات التكفير الإجرامية ومرتزقة المخابرات الأطلسية والعثمانية والصهيونية ومحميات النفط والغاز المسال.
وبات واضحا أن استراتيجية التفكيك الصهيونية – الأمريكية تستهدف البيئة الموضوعية التاريخية لمثلث الأمة (القاهرة – دمشق – بغداد)، وتحويلها إلى ساحة تجاذبات دموية بين كانتونات طائفية (سنة – شيعة – ومسيحيون) ومحميات صهيونية باسم الابراهيمية، وولايات عثمانية رسم معالهما أربعة من اليهود الأمريكان: برنارد لويس – جورج فريدمان – ليو شتراوس – شارلي بينارد.
بهذا المعنى، فإن احتلال بغداد كما إشعال الحرائق السياسية في الشام وقبلهما الانقلاب الساداتي على المشروع الناصري في القاهرة، جاء ضمن استراتيجية واحدة للغرب الامبريالي وظلاله الصهيونية والرجعية والعثمانية، وهي ضرب روافع الوجود القومي ومنع العرب من أن يكونوا أسياد وطنهم وما يتمتع به من مكانة وأهمية في تقرير مصير العالم كل مرة.

بيان في ذكرى غزو العراق الجريح: تاريخ يعود وثورة متجددة...الدكتور عادل رضا | المحور العربي


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 13 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع وجهات وقضايا   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

26 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 26

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28