] وجهات الخميس في النشرة - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الخميس 3 آذار (مارس) 2022

وجهات الخميس في النشرة

الخميس 3 آذار (مارس) 2022

- الاعلام في الأزمة الروسية – الاوكرانية!

أ.د. سناء عبد القادر مصطفى
يلعب الاعلام بكل أنواعه : السياسي والاقتصادي والعسكري ..الخ دورا مهما في الاحداث التي يمر بها العالم في كافة المراحل التاريخية. وخير مثال على ذلك في الوقت الحاضر، في خضم أحداث الأزمة الروسية – الاوكرانية وفي سير المعارك الحامية الوطيس والجارية في داخل الأراضي الأوكرانية، ابتداءً من معارك تحرير اقليم الدونباس بكامله (دونيتسك ولوغانسك والقرى والقصبات التابعة لهما) مرورا بمدينة خاركوف (خاركييف باللغة الاوكرانية) وكييف وخيرسون …الخ
ومن هذا المنطلق يجابه المواطن أينما وجد مشكلة الحصول على معلومات صحيحة لما يجري على ارض الواقع. فهناك الكثير من القنوات التلفزيونية الفضائية ومحطات الاذاعة والتواصل الاجتماعي (الفيسبوك) ومراكز الاعلام المختلفة تبث وتنقل الأخبار من أرض الواقع وليس من أرض المعركة ، لأن هذا يحتاج الى مراسل عسكري تم اعداده خصيصاً لنقل أحداث سير المعارك العسكرية.
ومن هنا يلعب المراسل الصحفي دورا مهما في هذه الحرب الاعلامية اذا صح التعبير، فمنهم من ينقل الاخبار والصور الحية من أرض الواقع بكل صدق وأمانة ونزاهة ومنهم من ينقلها بالعكس من ذلك حفاظاً على استمرار عمله في هذه القناة أو غيرها . وخير دليل على ذلك شبكات الاعلام العربية التي تستلم الأخبار عبر مراسليها الموجودين في دونيتسك وكييف وخاركوف وعلى الحدود الاوكرانية مع سلوفاكيا وبولندا ورومانيا. ويمكن للمشاهد أن يحكم على صدق ما يقوله المراسل الصحفي من خلال النظر الى قسمات وجهه، كما هو الحال مع المراسلين والمراسلات حتى يعرف مدى صحة الأخبار التي ينقلها هؤلاء المراسلين والمراسلات الموجودين في موسكو وكييف وخاركوف ودونيتسك ومدن أخرى واللذين يعملون لقناة العربية والحدث وسكاي نيوز..الخ. وحتى أن قسم منهم لا يتكلم اللغة الروسية والتي هي ضرورية طالما المراسل أو المراسلة موجودين في بلاد يتكلم سكانها اللغة الروسية وينقلون أخبارها الى جميع بقاع الأرض معتمدين على معرفتهم باللغة الانكليزية فقط.
وخير مثال على ذلك أنه كان يوجد في كييف عاصمة أوكرانيا مركز اعلام تابع للقوات المسلحة الاوكرانية يقوم ببث الأكاذيب الملفقة والمعلومات غير الصحيحة والمظللة. وقد قامت القوات الروسية بقصفه وتدميره في اليوم الأول من شهر آذار/مارس الجاري 2022 . إذ قام هذا المركز الاعلامي ببث الكثير من المعلومات الكاذبة والهدف منها هو تظليل المواطنين الاوكرانيين بالدرجة الاولى مدعومة بصور وأفلام فيديو من زمن الحرب العالمية الاولى والثانية ومن الحرب في أفغانستان وفيتنام والعراق اثناء اجتياح الجيش الامريكي للعراق في العام 2003 .
اسم المركز باللغة الروسية:
72ой Центер Специальный Операций ВСУ
وترجمة اسم المركز باللغة العربية يكون: المركز الثاني والسبعين للعمليات الخاصة بالقوات المسلحة الأوكرانية.
كما يوجد مركز اعلامي آخر يبث باللغة الأوكرانية ورمزه Ukr.net يبث أوامر الرئيس فلاديمير زيلينسكي بتعيين محافظين جدد لأوديسا وخيرسون ، بالاضافة الى اخبار انتصارات الجيش الاوكراني في المعارك ضد الجيش الروسي وأخبار عن الداخل في مدينة كييف ، واعتقال شبكات تخريب داخل كييف. بالإضافة الى أخبار اقتصادية وسياسية. وكذلك يوجدة مركزين هما: Liga.net , Ukrinform.ua
وفي مقابلة جرت هذا اليوم 2/3/2022 مع عضو مجلس الدوما الروسي أنتون غوريلكين Антон Горелкен وهو مدير مركز مراقبة المعلومات التابع لمجلس الدوما(البرلمان) الروسي قال بأنه توجد في مواقع التواصل الاجتماعي في موسكو ومدن أخرى في روسيا أخبار مدعومة بصور وأفلام فيديو مفبركة وعديمة الصحة الغرض منها نشر البلبلة والانقسام في مجتمع روسيا الاتحادية في هذا الوقت الصعب . ويوجد مشروع قانون مقدم الى مجلس الدوما (البرلمان) الروسي بمعاقبة أي شخص ينشر مثل هذه الأخبار والصور والفيديوات المفبركة بالسجن 15 سنة.
وانطلاقا مما سبق توضيحه أعلاه تظهر أهمية الاعلام الصحيح في تقوية الجبهة الداخلية
في أي بلد يمر بظروف صعبة وخصوصا في حالة حرب ضروس.

- روسيا تقلب الطاولة في وجه العقوبات الاقتصادية الغربية…

وسط انقسام أوروبي حول العقوبات الاقتصادية على موسكو التي يتم التلويح بها على خلفية الأزمة الروسية مع الغرب، تتزايد الضغوط والدعوات من قبل العديد من الدول الغربية لوقف استخدام روسيا لنظام “سويفت” المالي، وهو نظام تراسل عالمي بين البنوك لتسهيل التحويلات والمدفوعات المالية.
وأعلن حاكم البنك المركزي الروسي أن :”لدينا بديل عن نظام سويفت ويمكن للمتعاملين داخليا وخارجيا استعماله، موضحا أن “البنية التحتية المالية الروسية ستعمل بدون أعطال”.
ويسمى النظام الروسي البديل SPFS، والذي تم إنشاؤه في العام 2014، على خلفية تهديدات واشنطن، بطرد موسكو من نظام سويفت المالي، بعد اندلاع أزمة شبه جزيرة القرم مع أوكرانيا.
السادسة عالمياً
ويضم نظام سويفت قرابة 300 مصرف روسي، تمثل ما نسبته 1.5 بالمئة من حجم المدفوعات، والسادسة عالميا من حيث الرسائل عبر سويفت.
وتعليقا على احتمالات إخراج روسيا من شبكة سويفت المالية، يقول عمار قناة، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، في جامعة سيفاستبول في القرم: “التلويح بورقة عزل روسيا عن نظام سويفت المالي، بدأ منذ العام 2014 والرئيس الروسي حينها اعتبر الأمر كإعلان حرب على روسيا، ومنذاك وهي تحاول إيجاد أنظمة مالية بديلة، حيث في العام 2015 أنشأت في شبه جزيرة القرم نظاما بديلا خاصا بها وبشركائها وحلفائها، كون القرم كانت عرضة لعقوبات غربية واسعة، وثمة أيضا نظام صيني مشابه لهذا الروسي”.
صدمة للاقتصاد العالمي
وفي حال إخراج روسيا من نظام سويفت، يقول قناة:”ستخسر دول الاتحاد الأوروبي خاصة بتعاملاتها في قطاعات الطاقة كثيرا، وستتشكل صدمة حتى للاقتصاد العالمي، وبلا شك روسيا أيضا ستتأثر سلبا، لكنها لن تكون ضربة قاصمة للاقتصاد الروسي، وصغر حجمه نسبيا هنا نقطة تصب في صالحه، حيث سيتمكن من التكيف مع خروج موسكو من سويفت”.
ويتابع أستاذ العلاقات الدولية:”إيجاد بدائل ممكن، ولا ننسى هنا العلاقات الاقتصادية الاستراتيجية بين روسيا والصين التي يمكنها أن تلعب دور الوسيط في هذه المعادلات والمعاملات المالية والاقتصادية، فالاقتصادان الصيني والروسي مترابطان بشكل قوي على مدى العقدين الماضيين، من خلال مختلف الصفقات التجارية خاصة في مجال الغاز”.
أزمة غذائية عالمية
روسيا من الدول الأولى المصدرة للمواد الغذائية الأساسية كالقمح والذرة والشعير، وأكبر المستوردين منها الصين وألمانيا، كما يوضح أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، مردفا:”ولذلك العبث معها وفرض العقوبات الشديدة عليها سيخلق أزمة غذائية عالمية، ولهذا فالعقوبات الغربية ستكون آنية في محاولة للضغط عليها، كونها إن طالت ستتضرر مصالح الدول الأوروبية بشكل فادح”.
من طرفه، يقول تيمور دويدار الخبير الاقتصادي والمستشار في قطاع الأعمال والعلاقات الدولية: “حجم التعاملات بالنظام الروسي البديل عن سويفت، بسيط حيث تشارك فيه دول كالصين والبرازيل والهند، ووتيرة عمله بطيئة قياسا بمنظومة سويفت السريعة للغاية، وعموما لم يتم سوى تعليق مشاركة عدة بنوك روسية في سويفت لا أكثر”.
إخراج موسكو من نظام سويفت ستكون له تأثيرات سلبية طبعا، كما يرى دويدار، لكنها يضيف: “لن تكون قاتلة ومدمرة للاقتصاد الروسي، لكن ستتأثر سرعة وتيرة انجاز المعاملات المالية والتجارية مثلا، وهذا جدلا طبعا حيث لا أتوقع أنه سيتم اخراج روسيا من هذا النظام”.
يمكن تطوير النظام الروسي البديل عن سويفت، حسب الخبير الاقتصادي الروسي، الذي يضيف: “يمكن أن يستخدمه الشركاء التجاريون لروسيا، وهم كثر وكما أسلفنا تشارك فيه أصلا دول كبرى كالصين والهند، ورغم أن استخدامه ضئيل ومحدود، لكنه قد يفعل من الآن وصاعدا”.
في الأوساط المالية الروسية ليس هناك قلق من إقصاء روسيا من نظام سويفت المالي، كما يشرح المستشار الاقتصادي الروسي، متابعا: “وحتى إن حدث ذلك فهذا ليس نهاية العالم ولن يكون كارثة في روسيا، والضرر الأكبر في حال حدوث ذلك، سيتجسد في عدم التداول بالدولار واليورو في روسيا”.
ويختم دويدار: “الجدل مستمر حتى بين الدول الأوروبية والموضوع لم يحسم بعد، ولا أتصور أن تتفق تلك الدول على اتخاذ هذه الخطوة”.
23 دولة
ونظام SPFS هو اختصار لنظام نقل الرسائل المالية، ويقوم بصياغة ومعالجة التنسيقات الموحدة للرسائل المصرفية الإلكترونية.
ولدى SPFS تدابير أمنية متكاملة تبطئ معاملاته وتزيد من تكاليفه المالية أيضا، وهو نفذ أول معاملة ناجحة له في عام 2017، ولديه الآن أكثر من 400 مؤسسة مالية في شبكته، وتسعى روسيا لضم حلفائها لهذا النظام.
ويبلغ عدد الدول المشاركة في النظام، والتي تتعامل من خلاله 23 دولة من الدول الحليفة لروسيا وتربطها المصالح المشتركة معها.
ووفقا للبنك المركزي الروسي، فإن ما نسبته 20 بالمئة من التحويلات المحلية تتم من خلال SPFS.
هذا ويقدر حجم صادرات روسيا من النفط والغاز والمعادن إلى الاتحاد الأوروبي وأميركا، بما يصل إلى 700 مليون دولار أميركي يوميا.
وعزل روسيا عن استخدام نظام سويفت، من شأنه حسب خبراء أن يقود لهروب رؤوس الأموال ولتقلبات حادة في الروبل الروسي، وقد يؤدي لانكماش الاقتصاد الروسي بنحو 5 بالمئة.
- عرب سيرفر

- أردوغان والتحريض الصريح على الكراهية

نور ملحم
يتصاعد في تركيا مؤخراً اتجاه التضيق على الفنانين المعروفين بمواقفهم اليسارية والإصلاحية, وأحيانا “شيطنتهم والتحريض” عليهم, وفق تقارير إعلامية.
أحدث الأمثلة وأبرزها هو الحملة الشعواء ضد أيقونة البوب التركية سيزين أكسو, التي جرى اتهامها بـ “الإساءة” للقيم الدينية, وذلك على خلفية مشاركتها لأغنية على مواقع التواصل.
رغم أن أكسو كانت قد طرحت أغنيتها ” من الرائع أن تعيش” أول مرة عام 2017, إلا أن إعادة مشاركتها اليوم جلب لها انتقادات واسعة, وسط مطالبات بمحاكمتها بسبب مقطع من الأغنية حوى “إساءة” للنبي آدم وزوجته حواء
الانتقادات تحولت سريعاً إلى حملة تحريض وكراهية ضد أكسبو, بدأت بالتيارات المحافظة مروراً بالمسؤولين الحكوميين ووصلاً إلى استهدافها من قبل الرئيس رجب طيب أردوغان نفسه.
في 21 كانون الثاني الماضي, أدى الرئيس التركي صلاة الجمعة في إسطنبول, ودأب أن يخرج بعد الصلاة مباشرة ليتحدث للصحفيين, لكنه اختار في ذلك اليوم القيام بشيء مختلف. تقدم الرئيس إلى المحراب وقال ” لا أحد يمكنه أن يشوه سمعة نبينا آدم”, ثم أشار بيده للمصلين ” من واجبنا أن نتحرك ولا نسمح لأحد أن يهين أمنا حواء” وأضاف “علينا قطع ذلك اللسان”.
وكالة الأناضول الحكومية وغيرها من وسائل الإعلام المحلية لم تنقل تصريحات الرئيس التي وصفت بأنها “تحريض صريح على الكراهية”, إلا أنه تم الكشف عنها بعد انتشار فيديو التقطه أحدهم في المسجد.
إلا أن أكسو أصدرت بعدها أغنية جديدة قالت فيها ” لا يمكنك قطع لساني”, وخلال وقت قصير تم ترجمة الأغنية إلى أكثر من 30 لغة.
لكن تصريحات أردوغان كان لها وقعها وفجرت غضباً لدى الجماعات المتشددة والمقربة من حزب العدالة والتنمية الحاكم.
سريعا, احتشد عدد من أنصار الحركة الوطنية للإنقاذ المقربة من النظام الحاكم أمام منزل أكسو, مطالبين بمحاسبتها وسط صيحات الوعيد والتهديد. كان ذلك يجري دون أن تحرك السلطات ساكناً.
لاحقاً, تم رفع شكوى جنائية ضد مغنية البوب بدعوى ” إهانة ” القيم الدينية.
كما حذّر نائب المجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون المحطات الموسيقية من أنها ستواجه عقوبات شديدة في حال إذاعتها أغنية ” من الرائع أن تعيش “.
سيزين أكسو البالغة من العمر 67, ملقبة بملكة البوب التركية, وصفتها قناة NPR بأنها واحدة من أفضل 50 صوتاً على وجه الأرض
كما أنها من أشد المؤيدين لحقوق الأقليات ونضال المرأة من أجل المساواة والقضايا البيئية, وهي أيضا من الداعمين لمحادثات السلام الكردية وللإصلاح الدستوري.
أكسو لم تكن ضحية حملات الكراهية الوحيدة في تركيا لكنها كانت الأبرز, فشيطنة الفنانين المعروفين بمواقفهم اليسارية والإصلاحية ليس جديدا, إلا أن نمو هذه النزعة السريع مؤخراً أصبح خطراً ومخيفاً.
وسائل إعلام محلية نقلت عن أحد أشهر مؤلفي موسيقى البوب في تركيا – والذي فضل عدم كشف هويته – أنه “لا يستطيع التنفس هنا بعد الآن” وتساءل حول كيفية العيش في البلاد ” فهو لا يرى إلا الكوابيس “.
قبل أيام, تعرض أيقونة موسيقى البوب تاركان تيفيتوغلو للتهديد من قبل المتعصبين, الذين ادعوا أنه كلمة ” قفزة ” في إحدى أغانيه كانت ترمز لرغبته في تدبير ” انقلاب ” في البلاد.
في غضون ذلك, قدّم عدد من السياسيين والمغنيين والممثلين والكتاب بياناً مشتركاً, أكدوا فيه دعمهم لسيزين اكسو, محذرين من أن البلاد تسير بسرعة للوراء, وأنها أكثر ما تشبه اليوم حكومة طالبان في أفغانتسان.
ذكر البيان أن ” تجاوز السلطة وانتهاك القانون أصبح عادة في البلاد” وأضاف أن الحكومة ” ابتعدت كثيراً عن مبادئ الديمقراطية ما أدى إلى الإضرار باستقلالية القضاء وكذلك ازياد حالات الاعتقال التعسفي”

- 
المعنى واللامعنى
من الحرب في اوكرانيا
ا.د.عامر حسن فياض
يقول التاريخ ان اوكرانيا الدولة هي صناعة روسيا اللينينية وعلى رأي ستالين ليس هناك روسيا بدون اوكرانيا. وقالت الجغرافيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي واستقلال اوكرانيا اراد الناتو ان تكون الحدود الروسية مع اوكرانيا حدودا لروسيا مع امريكا بعد ان تمدد الناتو شرقا نحو خمس من دول الطوق للأتحاد الروسي (ليتوانيا-استونيا-لاتيفيا-اذربيجان و جورجيا) الامر الذي اضطرت روسيا بوتين،دفاعا عن وجودها،الى استخدام لغة الميدان العسكري.
نعم بعد ان صبرت روسيا على عدوان اقتصادي غربي امريكي ،لم تعد تصبر على استعدادات كبيرة لعدوان عسكري غربي امريكي جعل من اوكرانيا جغرافية استعداد ومخزن عتاد حربي لهذا العدوان . وهذا المخزن المسلح للغرب الامريكي محمي من نظام انقلابي اوكراني تتحكم في مؤسساته منذ عام 2014 تنظيمات يمنية قومية فاشية متطرفة مارست كل اشكال الابادة الجماعية بالجاليات الروسية في اوكرانية كما مارست كل اشكال الجرائم الدموية بحق الشعب الاوكراني .
فما الذي تريده وما لاتريده روسيا من فعلها العسكري في اوكرانيا ؟ ان الفعل الروسي هو في حقيقته رد فعل مزدوج على عدوان اقتصادي غربي امريكي متواصل على روسيا وعلى عدوان عسكري غربي امريكي متوقع على الشعبين الروسي والامريكي . لذلك تريد روسيا الحفاظ على امنها القومي من خلال عدم السماح لقبضة الناتو من خنق حدود امنها القومي من جهة اوكرانيا.. كما تريد من فعلها العسكري حماية جاليتها في اوكرانيا من الابادة الجماعية والجرائم الدموية على يد وكلاء الناتو في اوكرانيا (جماعات الفاشية الجديدة)..كذلك لا تريد روسيا عسكرة اوكرانيا نوويا وتحول شعبها الى رهينة لنظام الانقلابية الفاشية الاوكرانية الجديدة .
وعلى اثر هذا الفعل العسكري الروسي اتضح ان اوربا المغفلة تقامر بأمنها ومصالحها لصالح امن ومصالح الولايات المتحدة الامريكية ، التي فكرت ، بالتأكيد ، بأعداد خطة مارشال ثانية لأعمار خراب اوربا المنتظر امريكيا..وعندها ستندم اوربا على تورطها و وقوعها في الشرك الذي تجيد امريكا،تاريخيا،ايقاع خصومها وحلفائها به . لذلك على اوربا ان تتجنب شظايا النار التي اشتعلت في اوكرانيا قبل ان تغرق ، تماما، في مستنقع المغفلين الذين لا يحسنون سوى التورط في الاشراك التي تصنع لغرض التصدير في الولايات المتحدة الامريكية . ولمن يقول ان الاعتراف الروسي بالجمهورتين المستقلتين في اقليم الدونباس شرق اوكرانيا يشكل خرقا للقانون الدولي ويترتب عليه وعلى الفعل العسكري الروسي في اوكرانيا عقوبات اممية ينبغي ان يفرضها مجلس الامن عليه ان يتذكر ان الاتحاد الروسي يمتلك حق الفيتو في هذا المجلس .
وليعلم الجميع ايضا ان اي استمرار للفعل العسكري الروسي في اوكرانيا لا ولن يؤدي الى حرب عالمية ثالثة ، بيد ان اي رد عسكري من دول الناتو على الفعل العسكري الروسي سيؤدي الى حرب عالمية ثالثة . اما العقوبات على روسيا سواء وصفت بالقاسية او المضاهية للفعل العسكري الروسي فأنها مجرد فقاعات لا تثني روسيا عن ثوابتها في انتزاع الضمانات الامنية بعدم انتشار الناتو شرقا خصوصا ان روسيا بعد فعلها العسكري هذا ستجعل دول الناتو تستجدي الضمانات الامنية من روسيا بعد تسليمها الضمانات المطلوبة روسيا منها .
لقد اثبتت روسيا بوتين بالملموس ان الغرب الامريكي حليف غير موثوق به ، وان العقيدة الغربية الامريكية الرأسمالية المتوحشة تتبرقع بالديمقراطية وحقوق الانسان والامن والسلام العالميين وتتدثر بالارهاب المتأسلم وبالحركات الشعبوية الجاهلة وباليمين القومي الفاشي الجديد.
اذن المعنى واللامعنى من الحرب في اوكرانيا امر متروك للقارئ وسواء استرشد بما ذهبنا اليه ام لم يسترشد بما ذهبنا اليه ، فأن القادم سيكشف وقائع اكثر تعبر عن حقيقة الغرب الامريكي الرأسمالي المتوحش الذي لا يصلح غير ان يكون حليف غير موثوق به عند الشعوب وانظمتها الوطنية العاقلة التي تناهض الارهاب المتأسلم وغير المتأسلم ، والفاشية والنازية الجديدتين والحراكات الشعبوية الجاهلة.

- 
كيف أجهضت شراكة موسكو – بكين العقوبات؟
د. علي دربج*
كان واضحًا أن صورة كلا الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والصيني وشي جين بينغ معًا في أولمبياد بكين، عززت الشعور لدى الكثيرين في العالم بأن موسكو وبكين تتعاونان بالفعل لتقوية علاقتهما وإضعاف الولايات المتحدة وحلفائها.
تسببت العملية العسكرية الروسية بإلحاق ضرر جسيم بالسياسة الخارجية الشاملة لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الذي كان يأمل في وضع سياسة روسيا على أسس “مستقرة ويمكن التنبؤ بها” ليتسنى له التركيز على المواجهة مع الصين. وإدراكًا منها أن التحدي الصيني يتطلب المقدار الكامل تقريبًا من موارد الولايات المتحدة، كانت الإدارة الأميركية تنوي استخدام رأسمالها السياسي مع الحلفاء الأوروبيين لحملهم على الانخراط في سياسة المحيطين الهندي والهادئ.
لكن هذه السياسة انهارت الآن بشكل شبه كامل، وما زال التهديد الصيني قائمًا.
إحدى أهم النتائج الكارثية (امريكيا) للعملية الروسية في اوكرانيا (الغربية) ستكون تصلّب الشراكة الروسية – الصينية، إذ بدأت روسيا الخاضعة للعقوبات تعتمد بشكل أكبر على الدعم الصيني، بما في ذلك مشتريات الصين من الطاقة الروسية والوصول إلى أنظمة الدفع الصينية. ورغم أن العقوبات الغربية على موسكو ألحقت الضرر بالأخيرة نوعًا ما، الا أن عزل روسيا ليس ممكنًا حقًا إذا استمرت الصين في توفير هذا المنفذ.
لا يخفى على أحد أن هذه الشراكة، كانت بمثابة القوة الدافعة للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
كيف يمكن لروسيا أن تعتمد على دعم الصين للتسلح بسلاسل الإمدادات الغذائية العالمية؟
يمكن لـموسكو وبكين قريبًا أن تكون لديهما القدرة على قلب الاقتصاد العالمي وتغيير ديناميكيات القوة بشكل كبير في جميع أنحاء العالم (إذ اندمج اقتصادهما بعضهما البعض أكثر فأكثر)، لا سيما وان اللبنات الأساسية لهذه الاستراتيجية موجودة بالفعل.
لا جدال أن الاتفاقية الصينية ــ الروسية الأخيرة بشأن النفط والغاز، ستساعد في حماية روسيا من آثار موجعة للعقوبات عليها، وبالتالي ستؤدي الى تقليل النفوذ الاقتصادي الذي يأمل أعضاء “الناتو” أن يعطي مفعوله بشكل واقعي ضد روسيا.
من هنا، فإن الرد على هذه العملية الروسية، بالعقوبات، لا يعتبر أكثر من مجرد تقديم الأفكار و”الصلوات”، لا سيما بالنظر إلى وصول روسيا غير المقيد الآن إلى بعض الأسواق الصينية، فضلاً عن استخدامها للعملات المشفرة والذهب وأنظمة التمويل البديلة، إلى جانب مصادر أخرى من الإيرادات التي تقع خارج الأنظمة الخاضعة للعقوبات والمنظمة.
ببساطة، لا يسعى بوتين إلى استعادة الأراضي السوفياتية المفقودة، بل إنه عازم على استعادة النفوذ الروسي، ودفع التهديد الأطلسي عن بلده. في 4 شباط/ فبراير الماضي – في اليوم التالي للهجوم الإلكتروني على محطات النفط والغاز الأوروبية- أكد بوتين الحاجة الملحة لتقليل الاعتماد على روسيا في سلاسل توريد الطاقة.
توصل بوتين و”بينغ” إلى اتفاق تجاري جديد كبير في بكين يمكن روسيا من استخدامه بشكل فعال لتجنب تداعيات اختيار أوروبا عدم شراء المحروقات الروسية، بصفتها أكبر مستهلك للطاقة في العالم. وأصبح بامكان الصين شراء كل ما تريد روسيا بيعه، وتحقيق الاستقرار في الاقتصاد الروسي، وخلق الاعتماد المتبادل الذي قد يدفع الصين وروسيا للانضمام إلى القضايا العالمية الأخرى.
لكن صفقة النفط والغاز الصينية الروسية – رغم أهميتها القصوى – ليست في الواقع بنفس أهمية الصفقة الزراعية الجديدة.
تعد الصين، أحد أكبر مستوردي الحبوب في العالم، والآن ستستورد القمح المنتج في روسيا التي أصبحت حاليًا، أكبر مصدر للقمح في العالم.
في السابق، قيدت الصين الواردات الروسية لتشمل فقط سلعًا كالقمح والشعير اللذين يتم انتاجهما في مناطق معينة، ومعظمها في الأجزاء الشرقية من البلاد. وجاء العرض المتبقي لتلبية طلب الصين إلى حد كبير، من فرنسا وأستراليا وكندا.
حاليًا تسمح هذه الاتفاقية (الروسية ــ الصينية) باستيراد الحبوب من أي إقليم روسي إلى الصين، مما قد يدفع الاتحاد الأوروبي وكندا واستراليا إلى الخروج من السوق، الأمر الذي وجه ضربة قاسية بشكل خاص الى كندا، التي انخفض انتاجها بعد عام صعب (من حيث المحصول) بأكثر من 34 في المائة في الناتج من عام 2020.
في الختام، إن الترتيبات الزراعية الصينية مع روسيا، جنبًا إلى جنب مع صفقة الهيدروكربونات، شكلت الضمان الذي احتاجته روسيا لحركتها دون الخوف من العقوبات الغربية. وبنفس القدر، تعد الصين أيضًا مستفيدًا رئيسيًا من هذه العملية العسكرية الروسية، ما يمنح بكين وصولًا أكبر إلى الإمدادات الروسية لتلبية الطلبات المحلية بطريقة تضعف المكانة الاقتصادية للدول المنافسة مثل الولايات المتحدة وكندا وأستراليا ودول الاتحاد الأوروبي. وبالتالي، تسمح الصين لروسيا على نحو فعال، بالاستفادة من اتفاقها التجاري لشن هجوم على سلاسل الإمداد الغذائي العالمية، حيث تعزز هذه الشراكة طموحات الدولتين في التأثير العالمي.

باحث ومحاضر جامعي*


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 37 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع وجهات وقضايا   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

9 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 9

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28