] اعتداءات الاحتلال تتواصل على أهالي حيّ الشيخ جرّاح - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الثلاثاء 15 شباط (فبراير) 2022

اعتداءات الاحتلال تتواصل على أهالي حيّ الشيخ جرّاح

الثلاثاء 15 شباط (فبراير) 2022

أُصيب عدد من المواطنين بجراح خلال المواجهات المستمرة بين الشبان وقوات الاحتلال في المنطقة. وهاجمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم، سكان حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، والمتضامنين معهم من الناشطين والأجانب.

وأطلقت قوات الاحتلال قنابل صوتية في اتجاه الأهالي وعلى المتضامنين معهم، الأمر الذي أدى إلى إصابة عدد منهم، قبل أن تعتدي بوحشية عليهم.

من جهته، أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بأنّ طواقمه أسعفت مصابين في حيّ الشيخ جراح جراء اعتداء قوات الاحتلال عليهم.

وسبق ذلك أن اقتحم عضو “الكنيست”، إيتمار بن غفير، للمرة الثانية هذا اليوم، الحيَّ، برفقة مجموعة كبيرة من المستوطنين الذين حاولوا استفزاز المواطنين.

ودفعت قوات الاحتلال تعزيزات كبيرة إلى الحيّ، شملت قوات من الخيالة، على غرار ما جرى يوم أمس، من أجل توفير الحماية للمستوطنين.

وتعمَّد المستوطنون رفع العلم الإسرائيلي وشتم الفلسطينيين، في محاولة لاستفزازهم، وسط تجمهر لسكان الحي ولناشطين ومتضامنين من خارجه.

وسبق ذلك أن هاجمت قوات الاحتلال مجموعة من الشبان والمتضامنين بالضرب، في محاولة منها لتفريقهم ومنعهم من الوصول إلى الحيّ.

وزار، في وقت سابق، خطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، حيَّ الشيخ جراح، ودعا سكانه إلى الصمود في وجه محاولات الاحتلال ومستوطنيه إجلاءهم عنه من أجل السيطرة عليه.

وحاول مستوطنون، خلال وصول الشيخ صبري للحي الاعتداء عليه، إلا أنه تم منعهم من الاقتراب منه، فقاموا بتأدية رقصات استفزازية.

هذا ونعت فصائل المقاومة الفلسطينية في وقتٍ سابق اليوم الشهيد الفلسطيني محمد أكرم طاهر أبو صلاح، وأكدت أنّ الشعب الفلسطيني ماضٍ في التصدي لقوات الاحتلال ضد هدم البيوت والتهجير والقتل.

وأكدت الفصائل الفلسطينية، أمس الأحد، أنّ “ما يحدث في الشيخ جراح جريمة مكتملة الأركان”، محذرةً الاحتلال من “اللعب بصواعق التفجير”.

وكانت عائلة سالم، المهدَّدة بالإجلاء عن منزلها، أكدت، في وقت سابق أمس الأحد، للميادين، أنّ “الاحتلال يدّعي أنّ دارنا هي للمستوطنين، وهددونا بقرار صادر من المحكمة بطردنا”، مضيفةً “أننا لا نعلم مصيرنا في ظلّ عدم وجود بديل عن منزلنا، ولن نتركه ولو هاجمونا”.

”لا فرق بين هدم منزل عبر تفخيخه والسيطرة عليه عبر طرد ساكنيه” طالما أن النتيجة واحدة، أي خسارة المنزل الذي ينظر إليه على أنه أصغر وحدة تربط الفلسطيني بأرضه.
بهذه الجملة لخص أحد النشطاء الفلسطينيين الأحداث التي شهدتها مدينة القدس وسط الضفة الغربية، وتحديدا في حي الشيخ جراح، وكذلك بلدة السيلة الحارثية غرب مدينة جنين شمال الضفة الغربية أيضا.
وربط نشطاء وسياسيون تحدثت معهم “القدس العربي” بين ما جرى في القدس وجنين، ليس من ناحية التوقيت وإنما من ناحية دلالة الإجراءات الإسرائيلية في كل من منزل عائلة سالم في حي الشيخ جراح، ومنزل عائلة محمود جردات في السيلة الحارثية.
والحدثان المتزامنان يحملان دلالة كبيرة وتحديدا من ناحية خروج المواطنين بكثافة إلى الشوارع من دون أن تشكل إجراءات الاحتلال أي رادع لهم، وهو ما تحقق بعفوية مطلقة وعكس انحيازا جماهيريا منقطع النظير لخيار المقاومة، بحسب نشطاء فلسطينيين.
وكانت ممارسة الشبان في القرى والبلدات المحيطة ببلدة السيلة الحارثية معبرة ومذكرة بهبات خلال الانتفاضة الثانية، ردا على سياسة هدم المنازل التي يقوم بها الاحتلال كسياسة رادعة بحق فلسطينيين قاموا بعمليات مقاومة قادت إلى قتل مستوطنين أو جنود.
ويتهم محمود جردات المعتقل منذ أشهر بتنفيذ عملية فدائية قادت إلى مقتل مستوطن في مستوطنة “حومش” المخلاة بالقرب من مدينة نابلس.
وفي حي الشيخ جراح تواجه الشبان الفلسطينيون في ساعات النهار وكذلك لساعات متأخرة من الليل مع مئات المستوطنين الذين وصفهم أحد النشطاء بأنهم كانوا أكثر من عدد سكان حي الشيخ جراح.

تشييع غاضب

وشيّع آلاف المواطنين في بلدة اليامون غرب جنين، أمس، جثمان الشهيد الفتى محمد أكرم أبو صلاح (17 عاما) الذي استشهد الليلة الماضية، متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال الإسرائيلي، عقب اقتحام بلدة السيلة الحارثية.
وانطلقت مسيرة التشييع من أمام مستشفى الشهيد خليل سليمان في مدينة جنين وجابت شوارعها، باتجاه بلدة اليامون، مسقط رأس الشهيد، حيث ألقيت نظرة الوداع الأخيرة عليه من قبل ذويه.
وجاب جثمان الشهيد الفتى أبو صلاح البلدة، ورفع المشيعون جثمانه الملفوف بالعلم الفلسطيني على الأكتاف، وسط ترديد الهتافات المنددة بجرائم الاحتلال.
وتحولت المسيرة إلى مهرجان خطابي ألقيت فيه عدة كلمات نددت بجرائم الاحتلال وعدوانه المستمر.
ونعت حركة “فتح” إقليم جنين الشهيد أبو صلاح، كما عمّ الإضراب التجاري الشامل والحداد البلدة.
وكانت مصادر طبية قد أعلنت منتصف الليلة قبل الماضية استشهاد الفتى أبو صلاح (17 عامًا) من بلدة اليامون، متأثرًا بإصابته الحرجة برصاص الاحتلال الحي في الرأس، وإصابة 20 آخرين خلال مواجهات اندلعت في بلدة السيلة الحارثية، عقب اقتحام قوة عسكرية إسرائيلية البلدة من كافة الجهات، وإغلاق الطرق المؤدية إليها وتلك الرابطة بينها وبين بلدة اليامون المجاورة.
وفي ساعات فجر أمس، انطلقت مسيرة جماهيرية حاشدة من أمام مستشفى ابن سينا جابت شوارع المدينة، ورفع المشاركون جثمان الشهيد على الأكتاف وسط ترديد هتافات منددة بجرائم الاحتلال.
وأعلن اليوم الإضراب التجاري والحداد العام في بلدة اليامون مسقط رأس الشهيد.
وجرى نقل جثمان الشهيد على أكتاف عشرات المواطنين من مستشفى ابن سينا إلى مستشفى جنين الحكومي.
وذكر مدير الإسعاف في جنين محمود السعدي أن قوات الاحتلال منعت مركبات الإسعاف من الدخول إلى البلدة لإسعاف ونقل المصابين، فيما أفاد مراسلنا بأن المواجهات المتواصلة مع قوات الاحتلال أوقعت إلى جانب المصابين بالرصاص، عشرات الإصابات بالغاز المسيل للدموع.
واستشهد الفتى أثناء توافد مئات المواطنين إلى بلدة السيلة الحارثية من القرى والبلدات المحيطة بعد أن اقتحمت قوات عسكرية مدعومة بجرافات البلدة من كافة الجهات، وأغلقت كافة الطرق المؤدية إليها وتلك الرابطة بينها وبين بلدة اليامون المجاورة، فيما اعتلى عدد من الجنود أسطح المنازل، واقتحموا منزل الأسير محمود غالب جرادات وشرعوا بأخذ قياسات هندسية في داخله.
وبعد ساعات من مواجهات عنيفة استخدم فيها السلاح والحجارة والقنابل الحارقة فجّر الاحتلال منزل الأسير محمود جرادات الذي يتكون من طابقين وتسكنه ثلاث عائلات.

مطالبات بالتصعيد

وفي المقابل، واصلت سلطات الاحتلال فرض الإغلاق على حي الشيخ جراح ومنعت المواطنين من الدخول أو الخروج منه، فيما سمحت لعضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير بإعادة اقتحام الحي.
وأفادت مصادر محلية بأن بن غفير اقتحم الحي صباح أمس وواصل استفزاز الأهالي وعاد إلى الخيمة التي نصبها أمس.
وشهد حي الشيخ جراح حالة من التوتر الشديد على مدار اليومين الفائتين تخللتها اعتداءات مستوطنين متطرفين على الأهالي والمتضامنين معهم بحماية شرطة الاحتلال التي اعتقلت 12 مقدسيا على الأقل، وأصابت العشرات ممن تصدوا لاقتحامات المستوطنين الذي رافقوا بن غفير أثناء إعادة افتتاحه مكتبه على بعد أمتار من منزل عائلة سالم المهددة بالتهجير لصالح الجمعيات الاستيطانية.
ويعمل النشاط الاستيطاني في حي الشيخ جراح على جبهتين بهدف السيطرة عليهما، وهما جبهة حي كرم الجاعوني الذي يخوض أهله مواجهة صمود من العام الماضي، حيث يعتبر قلب الحي، وحي “كبانية أم هارون” الذي يقع إلى الغرب منه، حيث انتقلت جهود التهجير إليه حيث تسكنه عائلة سالم، عبر نقل المتطرف بن غفير مكتبه إليه للضغط على الحكومة الصهيونية للالتزام بمهلة إخلاء العائلة في مطلع الشهر المقبل. الحيان المتبقيان هما الوحيدان العامران بالسكان، اللذان تتوافر فيهما أسباب الصمود وإن بحدها الأدنى
ويرى مقدسيون أنه من أجل حماية الشيخ جراح فلا بد من خوض معركة عائلة سالم تماماً، كما خاض المقدسيون معركة كرم الجاعوني.
وتشير المعلومات إلى أن ما يسمى بكبانية أم هارون هو في الأصل التاريخي امتداد لوقف عائلة حجازي الذُّري، وها هي اليوم أجزاء هذا الوقف بعد تقطيعها تعود لتلتحم في معركة واحدة.
واعتبر عارف حماد، الناطق باسم الأهالي المهددة منازلهم بالإخلاء، أن ما يجري في الشيخ جراح هو تكرار لما حدث عام 1972، حيث تعتبر المنطقة مستهدفة من المستوطنين ودولة الاحتلال التي تدفع المستوطنين للاستفزاز “كي نخرج من بيوتنا”.
وشدد على أن ما تحاول إسرائيل فعله هو تسويق قضية المنازل على أنها قضائية، لكنها قضية سياسية بحتة، ودولة الاحتلال تعلن أنها لا تريد أي عربي في كل أحياء القدس المحتلة.
ويفسر أسباب استهداف المستوطنين والاحتلال للحي بالتأكيد على أن هناك ثلاثة أسباب، الأول يتمثل في هدم حي الشيخ جراح (بجزأيه الشرقي والغربي) الذي يقف مانعا تواصل القدس الغربية مع القدس الشرقية، فإزالة الحي تحقق لهم هدف الربط والتواصل. أما السبب الثاني لهدم الحي بحسب حماد فيعود لبناء وحدات سكنية للمستوطنين المتطرفين وبناء مدارس دينية وحدائق توراتية تناسب تطلعاتهم الاستعمارية.
وعن السبب الثالث يقول حماد إن الاستيطان يرغب في إكمال الحوض المقدس حول البلدة القديمة الذي يبدأ من منطقة سلوان ولغاية وادي الربابة وصولا إلى وادي الجوز وحتى حي الشيخ جراح.
يذكر ان المقدسيين خسروا في الماضي ثلاث معارك في المنطقة المستهدفة، منها معركة قصر المفتي وكرم المفتي شرقاً، وهما الخسارة الأكبر حجماً، ويجري هناك بناء مشروع سكني وفندق سياحي، إضافة إلى خسارة أرض المشاع العائلي التي كانت تستخدم مغسلاً للسيارات، وهي الأرض التي أقامت عليها “أم كامل الكرد” خيمة الصمود بعد إخلائها من منزلها في 2008، وقد صادقت محكمة الاحتلال عليها في الأول من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2021، أما الخسارة الثالثة فتتمثل في أرض عائلة محمود صالحية، وفيها ملحق مقر جمعية الفنادق العربية، وقد جرت مصادرتها وهدم منزل العائلة بتاريخ 19 يناير/ كانون الثاني الماضي.
وتعيش عائلة سالم واليد على قلبها مخافة أن تطرد من منزلها مطلع الشهر المقبل، وهو أمر يحتم على المقدسيين تحويل معركة هذا الحي إلى معركة للرأي العام المحلي والدولي.
وطالب الناشط المقدسي أسامة برهم بضرورة التحرك على أكثر من مجال لحماية الحي من التهويد، معتبرا أن خيمة بن غفير ليست قانونية والمطلوب العمل في المجال القانوني لإصدار قرار بإزالة الخيمة.
كما طالب بألا تتوقف الجهود التي يقوم بها أعضاء الكنيست العرب على حدود الزيارة.
وطالب النائب أحمد الطيبي بنقل مكتبه البرلماني الى الحي. وشدد على ان المعركة يجب ان تكون لمن يمتلك نفسا أطول في الصمود والبقاء والتواجد.
واقترح برهم بناء خيمة شؤون قانونية ومؤسسات حقوق إنسان لرصد الانتهاكات الإسرائيلية بحق السكان والشبان، بحيث تدمج الخيمة الحقوقية مع خيمة المسعفين الطبيين.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 20 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع فلسطيننا المحتلة  متابعة نشاط الموقع شؤون ومتابعات فلسطينية  متابعة نشاط الموقع جغرافيا القضية  متابعة نشاط الموقع القدس - العاصمة المحتلة  متابعة نشاط الموقع يوميات مقدسية   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

26 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 26

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28