هجمات المستوطنين تنفذها تنظيمات ومليشيات، فليست هجمات قطعان ولا شراذم، هذه التنظيمات لها بنى هرمية، وعلاقات عضوية داخلية، ومرجعيات سياسية، ومرجعيات دينية، وبعضها نشأ بتشجيع من المؤسسة الرسمية، وبعضها يتبع بالفعل أحزابًا في حكومة نتنياهو هذه، وبعضها سرايا داخل جيش الاحتلال.
نفذت إيران، عبر ضربتها، أكبر عملية استطلاع بالقوة العسكرية لقواعد الاعتراض الجوي ومنصاته في “إسرائيل”، وفي المنطقة بأسرها، وفرضت انطباعاً استراتيجياً لم يكن حاضراً لدى أي من الأطراف.
إيران منحت كل الأطراف فرصة ممتدة من الوقت لتدين العدوان، وخصوصاً أميركا ودول الغرب التابعة لها، والدول التي تهيمن عليها، لكن كلمة إدانة واحدة لم تصدر عن تلك الدول.
الرد الإيراني المباشر على “إسرائيل” سيغير قواعد الاشتباك خارج الحدود، ويمكن أن يزيد خطر توسع الحرب. وفي مثل هذا السيناريو، سينعكس الأمر على حلفاء الولايات المتحدة في الخليج، حيث القواعد العسكرية الأميركية التي يمكن أن تصبح أهدافاً.
حرّكت حرب غزة المياه الراكدة في الغرب، وجعلت تأييد “إسرائيل” مكلفاً بدل أن يكون ورقة رابحة صافية يلجأ إليها المسؤولون في الغرب لكسب النفوذ والحصول على الدعم.
انقلاب حقيقي في الرأي العام الشعبي الدولي بدأ ينعكس على مواقف الدول الغربية الرسمية، فبتنا نسمع نداء رسمياً من 28 دولة أوروبية ضمن الاتحاد الأوروبي تدعو لوقف الحرب فوراً، بما فيها دول داعمة بالمطلق لـ“إسرائيل”.
فتحت طهران ذراعيها لقادة المقاومة، في اجتماعات علنية، تبعث رسائل كما حمم البركان، وهي هنا على أرضية انتصار السابع من أكتوبر، ثم أرضية الصمود للشهر السادس على التوالي.
تتعمد “إسرائيل” التهويل من قدرات المقاومة، وتحاول أن تصور أن ما يجري هو مشهد قتالي بين جيشين متكافئين في القدرات العسكرية، في مسعى لتخفيف الضغط عليها، عبر خلق مبررات أمام المجتمع الدولي لاستمرار الحرب الطاحنة.
قامت “إسرائيل” كتجمع استيطاني عسكري يضم أبناء قوميات متعددة يتباينون في اصولهم الحضارية، وهذا ما جعل التناقضات تطفو على السطح طوال تاريخ هذا الكيان.
منذ ستة أشهر وجيش العدوّ الإسرائيلي ما يزال يخبط خبط عشواء، في قطاع غزّة، باحثًا في أروقة المستشفيات وغرف العمليات وتحت أسرّة المرضى والجرحى عن صورة انتصار، لنزول قياداته السياسية والعسكرية من الشجرة والخروج من حرب هزت أمن كيانه الغاصب، وضربت في السابع من شهر أكتوبر مسمارًا في نعش هذا الكيان الموعود بالزوال.
ar أقلام wikipedia | OPML OPML
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
35 من الزوار الآن
Visiteurs connectés : 35