هذه حربهم كلّهم؛ حرب الجنرالات الذين بات مستقبلهم المهني في قلب العاصفة، بعد أن صار سجلّهم العسكري في قبضة العار، وحرب المؤسسة العسكرية والأمنية التي يستند إليها المجتمع الاستيطاني الصهيوني الإحلالي في التئامه وثقته بإمكان بقائه في هذه البلاد
بالرغم من رهان العالم على المحكمة الجنائية الدولية لتحقيق العدالة للضحايا، فإنَّ عمل المحكمة منذ زمن شابه التسييس والتعامل بتمييز واضح بين مرتكبي الجرائم.
قرّرت «حماس» أن تسعى بكل الوسائل إلى الخروج من السجن الكبير. حتى السفير الأميركي السابق، تشاز فريمان، تجرّأ وحيداً على وصف عمليّة «طوفان الأقصى» على أنها خروج عسكري من سجن كبير أو معسكر اعتقال. «حماس» أرادت حسم الوضع في غزة والاستيلاء على زمام المبادرة.
تدرك الإدارة الأميركية أن نتنياهو وشركاءه يريدون إطالة أمد الحرب كي لا يقدموا للمحاكمة، وكي لا ينتقلوا من مرحلة الانتقام في غزة إلى مرحلة المحاسبة على فشلهم السياسي والعسكري والأمني والاستخباري.
خسر العدوّ المعركة الإعلاميّة بالكامل. صحيح أن الإعلام الغربي النافذ لا يزال يناصر إسرائيل ويطمس الرواية الأخرى بقدر المستطاع، لكنّ ضخّ السردية الفلسطينيّة عبر المواقع يفوز بالتعداد والتداول والوقع
افترض عند مقاربة مشهد الساحات الانطلاق من تعقيدين أساسيين، أولهما البيئة المعادية، وثانيهما أن أكثرها قوى غير دولتية تراعي عند اتخاذ قراراتها مؤثرات جانبية تعقد مسارها.
الدعم الايراني لحركة حماس كان دعماً غير مشروط، ولم يكن مطلوباً منها يوماً أن تقاتل نيابة عن إيران إذا تعرضت لهجوم، فهناك عدو واحد هو “إسرائيل”.
كل يوم صمود يعيشه الشعب الفلسطيني يعد بداية تصدع في صورة “إسرائيل” وفشلاً في موقفها، ومعها الإدارة الأميركية، ويعطي فرصة أكبر للمقاومة الفلسطينية لتحقيق أهدافها من هذه الحرب.
لماذا يخشى نتنياهو بوادر إنهاء الحرب؟ ولماذا هو قلق من خروج أسراه، خاصة غير العسكريين منهم؟ وكيف يتحضّر للإجابة على أسئلة هؤلاء الأسرى، فثمة رواية مختلفة تنقض كل أكاذيب نتنياهو، وهي تخرج من تحت ركام نصف مباني غزة.
شكّلت الصورة والخبر المنقول من أرض المعركة، المستند الذي يدين “إسرائيل” ويكشف زيف ادعاءات “الدفاع عن النفس”، وتمّ كسر الاحتكار الغربي والإسرائيلي للسردية ومخاطبة الرأي العام العالمي.
ar أقلام wikipedia | OPML OPML
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
42 من الزوار الآن
Visiteurs connectés : 39