] لماذا نخسر ويربحون؟! - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأربعاء 3 أيار (مايو) 2017

لماذا نخسر ويربحون؟!

زهير ماجد
الأربعاء 3 أيار (مايو) 2017

تعالوا نقلب المعادلة، آلاف الفلسطينيين الأسرى منهم من هو مضرب عن الطعام، لا أحد يهتم ولا عالم يضرب كفا بكف، تمر الأحداث في السجون الإسرائيلية كأنها مجرد شبهات وليست حقيقة. لو كان مقابل هؤلاء إسرائيلي واحد مضرب عن الطعام كونه في الأسر الفلسطيني، لناحت أوروبا، وهددت أميركا وتطوع بعض العرب للدفاع عنه .. بل سخرت كل وسائل الإعلام في العالم للحديث اليومي، وربما مشت تظاهرات في المدن الرئيسية وهي ترفع صورة الأسير وتتهم الفلسطينيين بالفاشية وبالتآمر على حقوق الإنسان وإلى ما شابه.
لا يملك العرب صوتا بحجم قوتهم النفطية والعددية، مقابل إسرائيل القليلة العدد الصغيرة المساحة، كان صدام حسين يقول إن تكاليف شراء السلاح أكثر بكثير مما صرفنا على إعلام ناجح يمكنه أن يهيئ لنا النصر قبل أن نحارب. وقال يوما إن ثمن الدبابة ت 72 السوفياتية الصنع مليون دولار في ذلك الزمان، فلنتصور ماذا يعني مئات الدبابات مقابل إعلام عربي مؤثر لا يكلفنا مثل هذا المبلغ الباهظ.
إضافة إلى قلة حيلة الإعلام العربي، وقلة الرجاء منه ومن دوره، فليس لدى العرب أيضا قاموس للرد على إسرائيل كما فعل الكوريون الشماليون حين تحدث وزير الأمن الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان عن زعيمهم بأنه مجنون، فلم تترك كوريا الشمالية بأجهزة إعلامها جملة تهديد إلا وقالته، مما دفع وزير الدفاع الإسرائيلي إلى التهجم على أسلوب زميله ليبرمان، والخوف يعتريه مما سمعه من الكوريين الشماليين من تهديد بسحق إسرائيل.
صحيح هي الحرب الناعمة، لكنها أيضا القوة الناعمة التي تحتاجها الدول صاحبة الأوضاع الشبيهة بأوضاعنا، فنحن نعيش دولا عربية تقاتل من أجل وجودها، دون أن تنسى صراعها الوجودي مع الكيان الإسرائيلي، ونحتاج في هذه الحالة إلى أقوى من الصراخ الذي يشبه الرعد فترتجف له الأبدان. ومن أن الدعاية المضادة أسقطت أسلوب النازي جوبلز، لأن سيده هتلر خسر الحرب فخسرها معه وكل ألمانيا أيضا، إلا أن الرجل تفوق دعائيا، ولولاه لما ارتعدت أوروبا من الزحف الألماني، وعندنا نحن تجربة الإعلام الناصري الذي ساهم كثيرا إن في الأغنية القومية أو الإذاعات المحترفة إعلاميا من المساهمة في تصليب النظام الناصري آنذاك.
أجزم أن المسؤول العربي الأول يملك من المعلومات ما يحتاجه إلى وسيلة إعلامية تغربلها له لتأخذ منها ما يمكن في الصراع الوجودي القائم. لكن لا المسؤول منتبه لهذا الأمر، ولا المحطات العربية متيقظة لذلك، وأيضا فإن الصلة مقطوعة بين المسؤول وبينها، كأن المسألة محرمات، في الوقت الذي يمكن إضافة العالم كله إلى جانب حقنا في صراعنا الوجودي هذا. من المؤسف أن هذه المعلومات تذهب إلى المحفوظات، إلى أرشيف مليء بالغبار، وفي أحسن الأحوال إلى أسلوب حديث في الأرشفة الإلكترونية، وكفانا الله شر النشر الضرورة في وقته. جملة معلومات في وقته وفي توقيت حقيقي، يمكنها أن تكون أقوى من كل سلاح، بل أشد فتكا. لا شك أن الرصاصة كما كان يقول ياسر عرفات لها دوي إعلامي أيضا، إلا أنها لو رافقت منهجية إعلامية مدروسة لكانت أقوى بكثير ولها التأثير المدوي، وكلنا يعرف ماذا قال فيدل كاسترو وهو صديق العرب وحقهم في فلسطين عن هزيمة العام 1967 بقوله إن العرب لم ينجحوا في تقديم القضية الفلسطينية كما يجب أن تقدم.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 12 / 2329361

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

32 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 34

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28