] ملحمة الأسرى - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأحد 30 نيسان (أبريل) 2017

ملحمة الأسرى

صادق ناشر
الأحد 30 نيسان (أبريل) 2017

صعّد الأسرى الفلسطينيون من إضرابهم، الذي بدأوه منذ أكثر من أسبوعين، وسط تضامن داخلي وخارجي كبير، ووصل الأمر إلى حد التهديد بالإضراب عن الدواء بعد الإضراب عن الطعام، ودخل البعض في مرحلة الخطر، بخاصة كبار السن منهم.
تواصل الإضراب وازداد عدد المتضامنين معهم من مختلف أنحاء العالم، لأن لديهم قضية نبيلة، ورسالة تمكنوا من خلال إضرابهم من إيصالها إلى الرأي العام الفلسطيني والغربي، باستثناء الرأي العام العربي، الذي لا يزال يعيش في غيبوبة من جراء الأحداث التي يمر بها العرب منذ سنوات، كرستها حالة الاحتراب الداخلي التي تعيشها بعض دولهم، أبرزها سوريا واليمن وليبيا والعراق، حيث تعيش هذه البلدان حروباً دامية، منذ دخلت ثورات ما يسمى «الربيع العربي» حظائرها ولا تزال تفعل فعلها حتى اليوم.
حالة العشرات من الأسرى المضربين عن الطعام خطيرة، من بينهم رموز قيادية في فصائل فلسطينية من أبرزهم مروان البرغوثي، الأسير منذ 15 عاماً تقريباً، حيث قالت مصادر في هيئة الأسرى إن حالته وعدد آخر من رفاقه حرجة، بعدما امتنع عن تناول الطعام ومن ثم الدواء، وهو الذي يعاني أمراضاً كثيرة بسبب طول بقائه في السجن.
تأتي عملية إضراب الأسرى الحالية امتداداً لعمل مماثل نفذه في السابع عشر من أبريل / نيسان من العام 2012 نحو 1600 أسير في إطار ما عرف حينها ب«معركة الأمعاء الخاوية» بعد امتناعهم عن تناول وجبات الطعام لذلك اليوم وأعادوها إلى إدارة السجون في إطار مطالب بتحسين أوضاعهم في السجون «الإسرائيلية» وإنهاء سياسة الاعتقال الإداري، والعزل الانفرادي، ووقف الاعتداءات والاقتحامات لغرف وأقسام الأسرى، والسماح بالزيارات العائلية ،خاصّة لأسرى قطاع غزة، وتحسين العلاج الطبّي للأسرى المرضى، ووقف سياسة التفتيش والإذلال لأهالي الأسرى خلال الزيارات على الحواجز؛ فضلاً عن السماح بإدخال الكتب والصحف والمجلات، وهي مطالب ما زالت قائمة في الملحمة التي ينفذونها هذه المرة مع اختلاف الظروف.
ورغم أن سنوات عدة مرت على هذه المطالبات، إلا أن السلطات «الإسرائيلية» لم تستجب لها، بل أمعنت في إذلال الأسرى، وبدأت في اتخاذ مزيد من العقوبات الإضافية، التي أدت إلى إلحاق المزيد من الأذى بهم داخل السجون وبأهاليهم خارجها.
طوال السنوات الماضية لم يتوقف نضال الشعب الفلسطيني من أجل حريته، ومثلما ظل الفلسطيني يقارع المحتل خارج السجون، كان للأسرى طريقتهم الخاصة في النضال، وتمكنوا من خلال الإضراب عن الطعام من إيصال قضيتهم إلى العالم، الذي أبدى تعاطفاً كبيراً ولافتاً معهم، بعدما أعلنت عدة مدن أوروبية إقامة فعاليات تضامنية، بخاصة في السويد وبلجيكا وإسبانيا، فيما هناك توقعات بتوسع حملات التضامن لتشمل مدناً أوروبية وعالمية إضافية خلال الفترة المقبلة.
وكما نجح الفلسطيني، الذي يقاوم الاحتلال بكل إمكانياته في مختلف مدن فلسطين المحتلة، فقد نجح الأسرى في المعركة التي يخوضونها داخل معتقلات الاحتلال، ذلك أن القضية التي يؤمنون بها تزيدهم إصراراً على خوض المعركة حتى النهاية.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 24 / 2330092

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 18

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28