تتعمد سلطات الاحتلال الصهيوني استفزاز مشاعر المسلمين في المسجد الأقصى المبارك بالتزامن مع ما يُسمى «عيد الفصح» العبري؛ إذ دأبت على الدفع بقطعان المستوطنين لانتهاك حرمة المسجد، بتوالي الاقتحام له، بذريعة البحث عن معتكفين داخله، وهو عدوان يحدث يومياً، ويرمي إلى تكثيف الوجود الصهيوني ضمن مخطط طويل الأمد للسيطرة على الحرم الطاهر، وتحويله إلى «كنيس يهودي» ثم إقامة «الهيكل» المزعوم على أنقاضه.
التصرف الأرعن المحمي من حكومة الاحتلال وأجهزتها القمعية يتعزز بالإعلان عن خطوات تصعيدية تلوح في الأفق، وتعمل على التشديد المسبق للإجراءات العنصرية قبل حلول شهر رمضان المقبل، بهدف منع أكثر ما يمكن من المصلين من أداء شعائرهم. ورغم أن هذا الإجراء تلجأ إليه سلطات الاحتلال كل عام، إلا أنها في هذه المرة تحاول أن ترفع من وتيرة البطش والمنع، معولة على تشتت الصف الفلسطيني، وضياع العرب في متاهات الأزمات المفتوحة في المنطقة، والأمر الذي كان الكيان الصهيوني لا يجرؤ على فعله سابقاً خشية من ضغوط محتملة، أصبح اليوم في حل من أي ضغوط، وبات لا يستحي من كشف مشاريعه السالبة لما تبقى من فلسطين، فبالتزامن مع ما يحدث في المسجد الأقصى، تعمل سلطات الاحتلال على فصل 22 قرية فلسطينية عن مدينة القدس مع توصيات من جنرالات ومتطرفين بضرورة إقامة جدار أمني كامل ومتقدم يفصل العاصمة المقدسة عن فضائها الفلسطيني بما يوفر الحماية لقوات الاحتلال لتفعل ما تريد في الحرم القدسي دون أن تخشى هبة أو انتفاضة قد تشوش على مشاريعها الرامية إلى تهويد المدينة، وتغيير تركيبتها الديموغرافية الفلسطينية، وتزوير هويتها العربية والإسلامية.
أمام هذه الهجمة الشرسة، يقف المقدسيون وحراس الأقصى ببسالة لحماية المقدسات من الرجس الصهيوني، لكنّ هؤلاء المرابطين لن يستطيعوا، وحدهم، إنجاز هذه المهمة العظيمة دون دعم عربي وإسلامي يرتقي إلى مستوى المخاطر. وأقل الدعم أن يتم تفعيل قرارات اتخذتها قمم الجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي بشأن القدس، وما زالت تنتظر التطبيق. وبالإمكان أيضاً تركيز العمل الدبلوماسي باتجاه العالم والمنظمات الأممية والحقوقية، لشرح التهديدات الصهيونية للمسجد الأقصى، وما يواجهه من غطرسة غير مسبوقة. وبقراءة الواقع الدولي وتوازناته، من المستبعد أن يتحرك المجتمع الدولي لنصرة القدس عملاً بمبدأ التجاهل لكل ما يفعله الكيان الصهيوني من جرائم، خصوصاً في هذا الظرف الذي «تلعلع» فيه الأصوات من كل حدب وصوب حول قضايا أخرى تتقاتل فيها المصالح أكثر من المبادئ المزعومة.
المسجد الأقصى يطلب النصرة من كل المسلمين، ومن كل صاحب ضمير حر في هذا العالم، لأن ما يجري فيه وحوله من تدنيس واقتحامات وحفريات يمهد لكارثة حقيقية لن تعود تداعياتها بسلام، فما يجرى هو «جريمة دولة» تسهر على تنفيذها سلطات الاحتلال بكل ما تملكه من قوة غاشمة، ودعم من غرب لم يعدل يوماً في أي قضية مهما تبجح بالشعارات الخلابة، التي يريدها أن تخيّم، بنفاق، على كل الأزمات إلا في فلسطين وفي القلب منها القدس وأقصاها المبارك.
الأربعاء 12 نيسان (أبريل) 2017
الأقصى يطلب النصرة
مفتاح شعيب
الأربعاء 12 نيسان (أبريل) 2017
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
21 /
2345427
ar أقلام wikipedia | OPML OPML
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
14 من الزوار الآن
Visiteurs connectés : 13