] ليس ردا على القواسمي .. ولكن؟ - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الاثنين 10 نيسان (أبريل) 2017

ليس ردا على القواسمي .. ولكن؟

د. فايز رشيد
الاثنين 10 نيسان (أبريل) 2017

من المفترض بناطق رسمي لمطلق فصيل فلسطيني, أن يكون ملمّا, ليس بأحداث سلطته وفصيله فقط, ولكن بمواقف وتاريخ كافة الفصائل الفلسطينية الأخرى. لقد تبين أن الأخ محمد القواسمي الناطق الرسمي للإخوة الأفاضل في حركة فتح, للأسف, لا يلم بمعلومات لا عن الفصائل فقط, بل وعن فصيله أيضا! كما عن تاريخ الثورة الفلسطينية التي ينتمي إليها. مفترض بالناطق الرسمي لمطلق جهة, أن يتحلى بالتواضع والتهذيب والمفردات اللائقة, خاصة عندما يقوم بنقد (ردح رخيص.. ليس إلا!) لتنظيم فلسطيني عريق, ذي تاريخ حافل بالنضال والشهداء والمواقف الصلبة, والذي تميزت بوصلته على الدوام, بالاتجاه نحو تحرير كامل التراب الفلسطيني من النهر إلى البحر, ومن رأس الناقورة حتى رفح, والمشهود له من قبل شعبنا الفلسطيني وجماهير الأمة العربية وكل أحرار العالم, بأنه صمام أمان الثورة الفلسطينية, إن في الكفاح من أجل تحقيق الأهداف الاستراتيجية لجماهيرنا الفلسطينية, أو في الصلابة الفريدة للمحافظة على السياسات والمواقف, التي تصب في مجرى الأهداف الاستراتيجية.
إن شعبنا قادر دوما على التفريق بين الغث والسمين, وهو الذي اكتوى بنيران وجحيم اتفاقيات أوسلو الكارثية, التي إن عنت شيئا, فإنه التفريط المذلّ والتنازل المجاني عن الحقوق الوطنية, التي يعتبر التنازل عنها أكثر ذلة! في مقابل وهم وسراب ووعود, أتقن العدو صناعتها وإطلاقها, هذا الذي لا ولن يثق بوعوده غير الساذجين والصابئين, الذين بالطبع لم يقرؤوا عدوهم, ولا يقرؤون عنه, ولن يقرؤوه, ولو حصل ذلك, لأدانوا أنفسهم آلاف المرات, ولاعتزلوا السياسة أبد الدهر, ولقضوْا حيواتهم يجلدون أنفسهم على الكوارث التي ألحقوها بقضيتنا ومشروعنا الوطني, وحقوق شعبنا الراسخة تماما كما جبال فلسطين على أرضها.
قد لا يعرف القواسمي, أن اللياقة, هي التمسك بالحقوق الوطنية كاملة غير منقوصة, باعتبارها الأهداف التي قدم شعبنا الفلسطيني من أجلها التضحيات الجسام, وعشرات الآلاف من الشهداء على مدى 120 عاما من تاريخ قضيتنا, وأنها (اللياقة) تتناقض مع سياسة التفريط, والتنازل التدريجي عن الحقوق, وعن التمسك بنهج المفاوضات علنية أو سريّة, رغم إثبات الوقائع لعبثيته الشديدة, النهج, الذي لم يزد عدونا إلا تعنتا وتمسكا بشروطه, ومزيدا من إنكاره لحقوقنا الوطنية. هذا بالرغم من أن النهج البديل, معروف تماما, ألا وهو المقاومة المسلحة, التي أثبتت تجربة كل الحركات التحررية على صعيد آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية, على مدى عقود زمنية طويلة, أنها الأسلوب الأمثل للانتصار. فكيف بشعبنا… الذي يحتاج إلى مقاومة مسلحة ثلاثة أضعاف ما احتاجته ومارسته كل حركات التحرر الوطني لشعوب العالم من أجل نيل حريتها واستقلالها من مغتصبي أراضيها ومحتليها. نقول ثلاثة أضعاف, ذلك, لفرادة فاشية أعدائنا بين كل أعداء التاريخ. لعلم الأخ القواسمي, أن المصداقية تعني أول ما تعنيه, الصدق مع الذات ومع الجماهير الشعبية, وليس خيانة أهدافها, وليس حقنها بالمورفين لتخدير عقولها بالوهم! أما الأخلاق الوطنية فتأتي أيضا في سياق ما ذكرناه بالطبع, فمعروف من هو وهم أصحاب النهج اللا وطني (اللا أخلاقي) في التعامل مع الأهداف الوطنية, ومن هم الأخلاقيون, الذين يبدون كالقابضين على الجمر, في زمن الردّة من اللازمن العربي, المتمسكون بما انطلقت من أجله كافة الفصائل الفلسطينية من أهداف, ومعروف من هم الذين “لحَسوا” دساتيرهم وأدبياتهم!
لعلم الناطق الرسمي إن لم يكن يعلم, أن أول من نشر الخبر عن المباحثات السرية بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني هي صحيفة “ذي إيفنينج ستاندارد” البريطانية (إضافة إلى صحف بريطانية أخرى, ومن بعد صهيونية وعربية وعالمية), والتي ذكرت بالحرف: “إنه اللقاء الذي يعد الاختراق الأهم في عملية السلام في الشرق الأوسط منذ سنين, وجمع شخصيات فلسطينية وإسرائيلية مرموقة”, وكشف تقرير الصحيفة: أن جميع المشاركين “أعربوا عن التزامهم بحل الدولتين, دون استبعاد أن يكون من ضمن السيناريوهات الأربعة المحتملة, قيام “كونفدرالية” بين إسرائيل والمناطق الفلسطينية في الضفة الغربية”. الذي تبين, أن الأخ القواسمي (الناطق الرسمي) لا يتابع أيضا صحافة العالم, مع العلم أن مطلق ناطق رسمي وقبل “تغريده” بتصريح ما! عليه مراجعة كل ما صدر في العالم عن الحدث موضوع التصريح!
ماذا يقول الناطق الرسمي عن اللقاءات السرية, التي جرت أواخر العام 2010 وبداية 2011, بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني, من خلال اجتماعات عقدها أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه مع مستشار رئيس الوزارء الصهيوني إسحق مولخو؟ وماذا عن المباحثات السريّة “الاستكشافية”, التي جرت في عمان؟ وماذا عن المباحثات السرية التي جرت في جنيف بين يوسي بيلين وياسر عبدربه و”وثيقة جنيف”؟ التي صدرت عنه, والتي عرفت فيما بعد بــ وثيقة عبد ربه – بيلين, وكان ذلك في الأول من ديسمبر عام 2003, وفيها جرى التخلي عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم. حينها ثارت ثائرة شعبنا في كل مواقعه على هذه الوثيقة السوداء! هذا غيض من فيض مما عُرف وكشف عنه من مباحثات سرية بين الطرفين!
أسأل الناطق الرسمي, بالله عليك وعليكم, هل من الغريب على من قام بكل هذه المفاوضات السرية, أن يفاوض مرّة أخرى أعداءه في لندن؟ (وهي ومثلما تقول أهزوجة فلسطينية, مربط خيلنا, وهي ظهرت مع الاحتلال, تحت اسم ـ انتداب ـ البريطاني لفلسطين), سؤال أطرحه على القرّاء, للإجابة عليه بكل موضوعية وتجرد, وبعيدا عن أي تحيز. سلاما لك ولكم أيها الناطق.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 19 / 2329361

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

3 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 4

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28