] لا وطن بديلاً لفلسطين - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
السبت 25 شباط (فبراير) 2017

لا وطن بديلاً لفلسطين

صادق ناشر
السبت 25 شباط (فبراير) 2017

أخذت التصريحات التي أدلى بها مؤخراً مسؤولون «إسرائيليون» بشأن خطط لإقامة وطن بديل للفلسطينيين في شبه جزيرة سيناء المصرية، بعداً كبيراً، بخاصة إثر مواقف أمريكا الصارخة المؤيدة لنقل سفارتها من «تل أبيب» إلى القدس، والمواقف الجديدة لها، التي تشير إلى أنها لم تعد متحمسة لمشروع حل الدولتين الذي كان تعهد المجتمع الدولي بتبنيه أساساً لحل الصراع في الشرق الأوسط.
فكرة «الوطن البديل» التي تطرحها «إسرائيل» غايتها ضرب القضية الفلسطينية في مقتل، إذ إنها تروج لهذا الحل من زاوية توسيع الأزمة، لا من زاوية البحث عن حلول، وجاءت مواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي تخلى صراحة عن خيار حل الدولتين، ليصب في مجرى الخيار «الإسرائيلي» للحل، ثم جاءت التسريبات التي أشارت إلى اجتماع عقد بين رئيس وزراء الدولة العبرية بنيامين نتنياهو مع قادة دولتين عربيتين، لتؤكد جدية التحرك «الإسرائيلي» والأمريكي في تنفيذ مخطط تهجير جديد للفلسطينيين من أرضهم إلى ما يسمى «الوطن البديل».
وحسناً فعلت الرئاسة المصرية التي نفت مثل هذه المعلومات، كما نفت أن تكون مصر قد قبلت مثل هذا الحل، لأن ذلك ينتقص من السيادة المصرية أولاً، فضلاً عن كونه دعماً لتشريد شعب من أرضه، وكل العالم يقف معه في التمسك به.
لا يعي الأمريكيون، ولا «الإسرائيليون» حقيقة أن الأوطان لا تباع ولا تشترى، فمهما طال الزمن أو قصر؛ فإن الفلسطينيين سيعودون إلى وطنهم، فهم متمسكون بهويتهم، وبأرضهم، ومن المستحيل أن يتمكن أحد من اقتلاعهم منه، وقد بذلوا تضحيات كبيرة، وتحملوا معاناة لا يتحملها أي شعب آخر في سبيل هذا الخيار.
السؤال هو: لماذا تصر «إسرائيل» على إقامة دولة للفلسطينيين في شبه جزيرة سيناء، ولماذا اختارت هذا التوقيت للترويج لمشروع كهذا، وما مدى قدرتها على تسويق هذا الحل في الوقت الحاضر؟
من المؤكد أن «إسرائيل» تدرك أن هذا هو الوقت المناسب لطرح بدائل جديدة لحل الأزمة في الشرق الأوسط، انطلاقاً من الحالة المترهلة للإدارة الأمريكية الجديدة التي تتماهى مع مخطط قيادة الدولة العبرية، حيث أعلن دونالد ترامب في الزيارة التي قام بها نتنياهو إلى البيت الأبيض، أنه ليس مع خيار الدولتين، وإن كان غلف ذلك بالقول إنه مع أي حل يتفق عليه الفلسطينيون و«الإسرائيليون».
ستبني «إسرائيل» تحركاتها في الفترة المقبلة على مواقف الإدارة الأمريكية الجديدة، وستجد في الارتباك الداخلي الذي تعيشه أمريكا منذ انتخاب ترامب ودخوله البيت الأبيض فرصة لعمل ما تريد، وستعيد الصراع إلى بداياته الأولى، لأنها تدرك أن البيت الأبيض لم يعد يمكنه لعب دور مؤثر في الصراع، بقدر ما تحول إلى دور تابع للمشيئة «الإسرائيلية»، بل أن «إسرائيل» يمكنها أن تحول الولايات المتحدة إلى مطرقة ثقيلة في يدها تستخدمها متى تشاء في ظل عجز عربي عن التحرك لوقف هذا العبث.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 13 / 2329361

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 21

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28