] ما العمل ؟؟ - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأحد 19 شباط (فبراير) 2017

ما العمل ؟؟

رشيد حسن
الأحد 19 شباط (فبراير) 2017

الجميع متفقون -بغض النظر عن قناعاتهم ومواقفهم السياسية- أن الرئيس الأميركي “رونالد ترامب” أنهى العملية السلمية، والتي لم تقتنع بها نسبة كبيرة من شعبنا وأمتنا. والجميع أيضا متفقون بان ترامب في مؤتمره الصحفي بعد مباحثاته مع نتنياهو، تبنى المشروع الصهيوني الذي يجمع عليه اليمين الإسرائيلي المتطرف. والجميع لم يفاجأ بمواقف الرئيس الأميركي الجديد، بسبب تصريحاته المنحازة والداعمة للاحتلال والعدوان الصهيوني، قبل الانتخابات وبعدها.
كل ذلك مفهوم ومعلوم، ولكن غير المفهوم، محاولة البعض وخاصة في السلطة الفلسطينية تلطيف هذه التصريحات والمواقف، وتحميلها معاني ومضامين لا تحتملها، كقولهم مثلا “أن الرؤية الأميركية غامضة ولم تكتمل بعد، ولا بد من إعطاء “ترامب” الوقت الكافي لتضح الصورة تماما” ...!!
وفي تقديرنا فإن الرد على هذه الآراء يأتي من الجانب الإسرائيلي ... من اليمين الذي رحب بها، وأقام الأفراح والليالي الملاح في طول البلاد وعرضها، وسكب الشمبانيا في شوارع تل ابيب ومقرات الليكود والأحزاب اليمينية. وكانت تصريحات زعماء هذا اليمين الفاشي وخاصة “بينيت” رئيس حزب “البيت اليهودي” الأكثر وضوحا ودلالة ... “ترامب أنهى إلى الأبد حل الدولتين، وأنزل العلم الفلسطيني، وأبقى العلم الإسرائيلي يرفرف وحيدا” ...!!
وقبل ذلك، أو بالأحرى قبل التئام مباحثات ترامب - نتنياهو، أعلن مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي “بأن واشنطن لم تعد متحمسة لحل الدولتين”. وبوضع النقاط على الحروف ... فإن الحقيقة الأهم التي تمخضت عنها مباحثات ترامب - نتنياهو هي: أن واشنطن ولأول مرة منذ مؤتمر مدريد 1991 تعلن انسحابها من عملية السلام، أو بالأحرى لم تعد تقوم بدور الوسيط، كما دأبت خلال العشرين سنة الماضية. وأن دورها الجديد ينحصر في دعم أي حل يتفق عليه الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي.
الحفاوة التي لقيها “نتنياهو” في البيت الأبيض، وتصريحات “ترامب” المؤيدة للمشروع الصهيوني، جعلت الإرهابي “نتنياهو” يتصرف كالطاووس ... ويعلن وبكل وقاحة وصلافة وعجرفة بأن أي حل مع الفلسطينيين يجب ان يستند إلى حقيقتين هما:
الأولى: الاعتراف بيهودية دولة اسرائيل.
الثاني: الاعتراف بسيادة وسيطرة إسرائيل المطلقة، على كل الأراضي الفلسطينية من البحر والى النهر.
واستتباعا للموقف “الترامبي” المؤيد للاحتلال والعدوان الصهيوني، أعلن أن رئيس المخابرات الاميركية، “السي.أي.ايه “ التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله، خلال فترة زيارة نتنياهو لواشنطن، وأن هذا اللقاء الهام جدا اقتصرعلى طلب واشنطن من عباس، عدم رفع ملف الاستيطان إلى “الجنائية الدولية”.
وللعلم “فترامب” لم يدن الاستيطان، بل طالب بعدم تسريع خطواته، وانتقد قرار مجلس الأمن رقم 2334 الذي يدين الاستيطان، ويعتبره غير شرعي.
الردود الفلسطينية جاءت كلها منددة بالموقف الأميركي، المنحاز للعدو الصهيوني، وطالبت قيادة المنظمة بإلغاء “اوسلو” وسحب الاعتراف بدولة العدو. في حين رائحة الاستجداء تفوح من بيان السلطة، الذي أبدى استعدادها التعاون مع واشنطن في حل الدولتين، ما يشي بأنها تصرعلى عدم قراءة التحولات الخطيرة والجذرية في الموقف الأميركي، الذي نسف العملية السلمية وحل الدولتين، وأعطى إسرائيل الضوء الأخضر لتفعل ما تريد.
باختصار ...
ندعو قيادة السلطة إلى مواجهة الحقائق بجرأة قبل أن يفوتها القطار، وتفرض واشنطن رؤيتها، وهو ما أعلنه “ترامب” وهي نفس رؤية نتنياهو. وأن تبدأ على الفور بإلغاء “اوسلو”، وسحب الاعتراف بدولة العدو، وتهيئة الشعب الفلسطيني لخوض معركة طويلة ... طويلة.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 20 / 2329361

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

27 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 27

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28