] نتنياهو والبحث عن انتصار - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الثلاثاء 24 كانون الثاني (يناير) 2017

نتنياهو والبحث عن انتصار

حافظ البرغوثي
الثلاثاء 24 كانون الثاني (يناير) 2017

بدأ الفلسطينيون 1948 سلسة احتجاجات على سياسة الاحتلال في التضييق عليهم وهدم منازلهم في قلنسوة وأم الحيران وقتل مدرس بدم بارد في أم الحيران بدعوى أنه صدم شرطياً. وكان رئيس الوزراء «الإسرائيلي» نتنياهو تلقف الحادث لبث الرعب في صفوف «الإسرائيليين» معلناً أن الإرهاب يجتاح الكيان بعد فشله في تسويق حادث الدهس في جبل المكبر في القدس المحتلة الذي قتل أربعة جنود على أنه من أفعال عنصر موال لداعش، على أمل التغطية على التحقيقات الجارية معه حول تهم الفساد وطلب الرشوة التي ثبتت جديتها.
وكان المدرس يعقوب القيعان الذي استشهد برصاص الشرطة في أم الحيران تعرض لحملة تشويه من قبل مسؤولين «إسرائيليين» أحدهم وزير الداخلية واتهموه بأنه «داعشي» ومتزوج بأربع نساء بينما هو مدرس ومتزوج بسيدة واحدة تحمل الدكتوراة، وأثبت تشريح جثمانه أنه كان يحاول الابتعاد عن الشرطة عندما أصيب برصاصة في ساقه فضغط على الوقود وفقد السيطرة على السيارة ودهس الشرطي.
وكانت سلطات الاحتلال أجلت سكان أم الحيران الحاليين عن أراضيهم في النقب في أواسط الخمسينات من القرن الماضي ونقلتهم إلى هذا المكان، لكن سلطات الاحتلال في إطار سياستها لتهويد النقب طلبت إخلاء أم الحيران لإقامة مستوطنة بدلاً منها وفاوضت السكان فطلبوا منحهم أراضي بديلة إلا أنها رفضت التوقيع على تعهد بمنحهم الأراضي لأنها تريد اتفاقاً شفوياً فقط، وأرسلت جرافاتها لهدم البيوت مثلما فعلت في بلدة قلنسوة في المثلث قبل أسابيع.
أجواء «يوم الأرض» عادت إلى الأذهان لدى فلسطينيي 48 بل عادت أجواء ما قبل عامين في مثل هذا الشهر عندما قتلت قوات الاحتلال شابين في بلدة رهط البدوية في النقب حيث اغتال شرطي أحد الشبان في ساحة منزله من دون سبب وفي جنازته أطلقت قوات الاحتلال قنابل مسيلة للدموع فأصيب شاب آخر بالاختناق واستشهد ولم يقدم أحد للمحكمة كما هو الحال في خمسة حوادث قتل لسكان النقب.
وكانت سلطات الاحتلال بدأت حملة تهويد في الجليل والنقب عام 1976 وصادرت آلاف الدونمات لمنع التوسع العمراني للقرى والمدن العربية فاندلعت أحداث «يوم الأرض» في أواخر مارس/ آذار واستشهد ستة من أبناء الجليل والمثلث، ويبدو أن السياسة الاستيطانية المتفاقمة في الضفة الغربية لا تشبع نهم السلطات «الإسرائيلية» التي تبدو مصممة على نزع المزيد من الأراضي من الداخل المحتل خاصة وأن ثمة حملة عنصرية ترمي إلى حرمانهم من الحقوق السياسية بما فيها الترشح والاقتراع حيث يقود أعضاء الكنيست العرب الحملة للدفاع عن الأراضي وأصيب العضو أيمن عودة في رأسه في أم الحيران وتعرض عضو آخر للضرب.
نتنياهو يبحث عن معارك لإلهاء الجمهور «الإسرائيلي» عن فضيحة الفساد حيث باتت أغلبية اليهود تعتقد أن الاتهامات صحيحة، وهذا وحده يكفي للقضاء على مستقبله السياسي. وقد حاول نتنياهو أن يحقق انتصاراً لحجب فضيحته بأن يقنع الرئيس الأمريكي الجديد ترامب بنقل السفارة إلى القدس حالاً واتصل به مرات عدة لكن ترامب لم يحدد موعداً، وعاد نتنياهو ليجمع قادة أجهزته الأمنية لبحث سيناريوهات عن أحداث متوقعة في الأراضي الفلسطينية بعد نقل السفارة الأمريكية لكن قادة الأمن قللوا من أهمية ما قد يحدث وأبلغوه أنه لا توجد لديهم مؤشرات على احتمال وقوع أحداث عنف. فاستطلاعات الرأي تنبىء بأن حزب الليكود سيتراجع في حالة إجراء انتخابات حالياً وغياب نتنياهو لمصلحة نفتالي بينيت من اليمين المتطرف، وحزب ييش عتيد من يمين الوسط بقيادة الإعلامي التلفزيوني يائير لبيد. فالساحة «الإسرائيلية» تبدو مرتبطة بالمشهد الأمريكي الجديد بعد تولي ترامب الرئاسة بانتظار خطواته المقبلة تجاه الصراع العربي - «الإسرائيلي».
لا مخاوف «إسرائيلية» من العهد الأمريكي الجديد لكن نتنياهو يستعجل نقل السفارة لأسباب تتعلق بمستقبله السياسي الذي يعتقد بعضهم أنه على وشك المغيب، ويحتاج إلى «مفاجأة» تسند مستقبله سواء نقل السفارة أو تغليظ العصا على السلطة الفلسطينية للجم نشاطها السياسي أو التحرش بحركة حماس في غزة حيث تبدو الأجواء مماثلة لما قبل عدوان 2014.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 10 / 2330092

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

22 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 19

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28