] لأجلك يا فلسطين هذا القليل - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
السبت 21 أيار (مايو) 2016

لأجلك يا فلسطين هذا القليل

نظام مارديني
السبت 21 أيار (مايو) 2016

ثمة تحية يجب أن توجَّه إلى الداعين إلى حملة مقاطعة داعمي «إسرائيل»، الثقافيّة والأكاديميّة، من خلال إطلاق أوّلَ تطبيقٍ هاتفيّ بأبرز الشركات الداعمة لهذا الكيان السرطاني بالتعاون مع «لجنة قاطِعْ» الجديدة، وأخصّ بالتحية إلى رمزَي هذه الدعوة السيدة نضال الأشقر، ورئيس تحرير مجلة الآداب الأستاذ سماح إدريس.

تعَدُّ مقاطعة داعمي العدو في لبنان، الثقافية والأكاديمية، كمقاطعة المنتجات الصهيونية شكلاً من أشكال المقاومة التي يدافع بها شعبنا عن وجوده وحقوقه ومصيره، كواجب قومي ينبغي على كل لبناني وكل سوري وكل أردني وعراقي، كما كل فلسطيني الالتزام به لردع الاحتلال ودحره من هذه الأرض المباركة.

لقد مرّت المقاطعة العربية للكيان الصهيوني بتطورات عدّة، أهمها ما حدث خلال ثورة فلسطين الكبرى»1936-1939» والتي شهدت صراعاً مسلحاً ضد الانتداب البريطاني، حيث تشكلت لجان مقاطعة في سورية والأردن ولبنان لمنع إرسال البضائع والسلع إلى فلسطين، ما لم تكن مقترنة بموافقة اللجان القومية التي كانت تقود حركة العصيان العام في فلسطين.

وكانت ذروة المقاطعة للمنتجات الصهيونية قد بلغت بين الأعوام 1957 و1979 حيث امتنعت 8500 شركة أجنبية في كل أنحاء العالم عن التعاون بشكل مباشر مع شركات العدو.

لا شك في أن أسئلة ستبقى تتزاحم أمامنا.. تستفزنا، تسخر منا.. ثم ماذا؟ هل هناك متابعة؟ هل ما سيصدر عن هذه الحملة هي قرارات ملزمة؟ ما هي آليات المراقبة؟ وقبل هذا وذاك ما هي معايير الاختيار، وقبل كل شيء لماذا كانت الدعوة الآن؟

لقد علّمونا في فترة ما من عمرنا أن أفعال العقلاء مُنَزَّهَة عن العبث ، أرجو أن نعمل على تقييم هذه الدعوة كي لا تكون دعوة عبثية. والتقييم هو عملية موضوعية بحتة، تهدف إلى الإجابة على أسئلة محددة، والى مراجعة آليات اتخاذ القرارات، وإلى تعديل دفة البوصلة، والى العمل على سد فجوات إذا وجدت، حيث معروف أنّ بعد كل حملة أو مبادرة أو خطة، أو حتى مشروع أو برنامج، وبغض النظر عن نوعيته أو مدته، لا بد من مراجعة أو من تقييم موضوعي.

ولكن أين فلسطين الآن؟ هل هذا سؤال غريب أو مستغرَب حقاً إذا ما لاحظنا ماذا يجري بين رام الله و«تل أبيب»، وإذا تناهت إلينا تلك الأصوات التي تسأل عن مآل السلطة بعد غياب رئيسها محمود عباس، كما لو أنه غياب هارون الرشيد أو نابليون بونابرت؟

ولن نسمح بأن نستفيق ذات يوم على كتاب من رئيس السلطة محمود عباس إلى بنيامين نتنياهو: أيها السيد نتنياهو نحن سكان الضفة الغربية نرغب في الانضمام إلى دولة «إسرائيل!!».

لا لن يكون شعبنا في الجنوب السوري ـ فلسطين، يا أبو مازن، مثل العرب، يئدون قضيتهم المقدّسة مثلما كان أهل الجاهلية يئدون بناتهم.

ذات يوم كتب لوي أراغون عن «مناديل المرمر في غرناطة». الآن مناديل الدم في دمشق. اللغة العربية إبنة اللغة الآرامية التي كانت ذات يوم ناطقة باسم الله هي الآن الناطقة باسم الدم، ومن أجلك يا فلسطين هذا القليل.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 56 / 2329361

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

26 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 26

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28