هل أصبح الفلسطينيون يتعاملون مع أخبار المصالحة بين «فتح» و«حماس» على طريقة تلك القرية التي عانت طويلاً حكاية الراعي والذئب؟ وأخيراً قررت عدم الإصغاء إلى الشكوى، وحين وقعت الواقعة، والتهم الذئب الراعي والغنم معاً لم تصل الاستغاثات إلى القرية، وما يبرر مثل هذه الأسئلة والتداعيات حول الانقسام الفلسطيني هو عدد المرات التي زفت فيها بشرى المصالحة، ثم سرعان ما عادت الأمور إلى ما كانت عليه أو إلى الأسوأ!
المصالحة الفلسطينية مطلب وطني وقومي لا مجال فيه للمراوغة أو المقايضات، وبدونه سوف تمضي المتوالية السوداء إلى نهاياتها الكارثية؛ لكن على ما يبدو هناك علاقة جدلية بين المصالحات والمصالح، سواء تعلق الأمر بفلسطين أو غيرها من البلدان، وإنكار الذات أو الإيثار ليسا من عناصر الكيمياء السياسية، وربما كان العكس صحيحاً، وهو أن الأثرة والنرجسية من القرائن المزمنة لشهوة السلطة!
خسائر الفلسطينيين من الانقسام لم يحصها الحاسوب الوطني بعد، وقد تفوق قدرته وذكاءه على الإحصاء؛ لأن البلاد كلها تحت الاحتلال والحصار.
بالطبع يتمنى الفلسطينيون هذه المرة أن تسلم الجرة كما يقال، وأن تكون المصالحة ناتجة عن نوايا جادة واستراتيجية وليست إجرائية أو تكتيكية. وقد لا يكون جديداً التذكير بالحكاية التي تقول إن من تقبل تقسيم الطفل ليست أمه على الإطلاق، وقد تكون زوجة أبيه العاقر!
لقد أدى الانقسام الكابوسي لفترة ليست قصيرة إلى نتائج كانت هدية من السماء للاحتلال، فما من أحد محظوظ مثله بهذا الصراع بين التوأم في الضفة والقطاع؛ لكي يضع أصحاب القرار حداً لحكاية الراعي والذئب، ويعيدوا إلى الفلسطيني ثقته بمن ينوبون عنه في اتخاذ القرارات.
يجب ألّا يبقى شيء طي الكتمان والنوايا بين الأطراف، وأن توضع الأوراق كلها على سطح الطاولة، فما من شعب يرزح تحت الاحتلال يملك رفاهية الانقسام، خصوصاً بعد أن قدمت هذه الدراما ذرائع لكل من يريدون غسل أيديهم من القضية!
الخميس 5 تشرين الأول (أكتوبر) 2017
مصالحات أم مصالح؟
خيري منصور
الخميس 5 تشرين الأول (أكتوبر) 2017
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
71 /
2351349
ar أقلام wikipedia | OPML OPML
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
24 من الزوار الآن
Visiteurs connectés : 25