] العهد: شعب الكويت يُقصي خونة فلسطين - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
السبت 29 كانون الثاني (يناير) 2022

العهد: شعب الكويت يُقصي خونة فلسطين

السبت 29 كانون الثاني (يناير) 2022

لطيفة الحسيني

لا يتساوى الثبات الكويتي مع الانجرار الخليجي العام وراء الكيان الصهيوني. الإمارة الصغيرة تأبى استنساخ تجارب المُطبّعين. في الأصل يُلزم المرسوم الأميري الصادر عام 1967 السلطة بالصمود على هذه السياسة.

من يواكب المشهد الخليجي، يُلاحظ “الحجّ الاسرائيلي” الى الإمارات والبحرين وحتى السعودية. اتفاقيات “أبراهام” يسّرت المهمّة على الأعداء، لكن الوضع في الكويت مختلف. قد تصدر بعض الأصوات الشاذّة عن القاعدة، والمُطالِبة بالسيْر على الخطّ نفسه، غير أن السواد الأعظم من الكويتيين يُعادي الصهاينة مهما “جمّل” الجيران صورتهم.

أكثر من موقفٍ ظهر في الفترة الأخيرة يدلّ على نهجٍ راسخ في الضمير الشعبي: لا صُلح أو اعتراف بـ“اسرائيل”. فها هو البطل الكويتي حبيب السبتي ينسحب من بطولة روما الدولية للجودو بسبب وجود 3 لاعبين صهاينة. كذلك فعل ابن الـ14 عامًا، لاعب التنس محمد العوضي في البطولة الدولية للمحترفين في دبي حيث رفض مواجهة لاعب صهيوني. أدباء كويتيون (علي عاشور الجعفر وأحمد الزمام ومنى الشمري وسعدية مفرح) أيضًا ذهبوا الى خيار مقاطعة مهرجان طيران الإمارات للآداب 2022 بسبب مشاركة الكاتب الإسرائيلي ديفيد جروسمان. الإجماع واضح على نبذ أيّ علاقة أو شُبهة تعامل مع عدوّ الأمة.

لا يمرّ يوم إلّا وتبرز تغريدة أو كلام ينصر القضية الفلسطينية، حتى أن الصحيفة الأشهر في البلاد، “القبس”، اختارت الشعب الفلسطيني شخصية العام. مئات الكويتيين على مواقع التواصل الاجتماعي يُعنونون حسابتهم بلازمة “ضدّ التطبيع”. لا قضايا خارجية تستقطب الشعب سوى القدس، وقد تكون المسيرة الحاشدة التي خرجت في ساحة الإرادة في أيار/مايو الماضي تضامنًا مع الفلسطينيين الذين كانوا يتعرّضون لحرب إبادة حقيقية، أبلغَ صورةٍ لحجم الاحتضان العارم لقضية المُسلمين الأولى. حتى قمة Lobuche بجبال الهملايا في النيبال (ارتفاع 6119 مترًا) تشهد على ملازَمة القضية لأبناء الإمارة، مع ارتداء المتسلّق عمران هادي الكوفية الفلسطينية بُعيْد وصوله الى القمة. التأييد الجارف لم يكن طارئًا اذًا. عام 1974 تمكّنت الكويت من حشد تكتّل كبير وطردت “إسرائيل” من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

ولأن الكويت تنفرد خليجيًا بمعارضة التذلّل للاسرائليين، لن تتُرك بسلام. معلوماتٌ تتُداول عن محاولاتٍ أمريكية لفرض هذه السياسة على أرض الدولة الصغيرة. عضو مجلس الأمة عدنان سيد عبد الصمد تحدّث في آخر جلسة برلمانية انعقدت بتاريخ 19 كانون الثاني/يناير عن ضغوطاتٍ أمريكية تجري لدفع الكويت للتطبيع، لافتًا الى وجود مؤشّرات في هذا الخصوص.

شعب الكويت يُقصي خونة فلسطين

مجلس الأمة.. جهدٌ دؤوب لمناهضة العدو

السؤال الذي يُطرح اليوم هل التشدّد بمنع محاولات التطبيع مسؤولية رسمية أم شعبية؟ الباحث الكويتي والإعلامي المتخصّص بالشأن الفلسطيني عبد الله الموسوي يُشدّد على أهمية التكامل بين المستوييْن الرسمي والشعبي، خاصة أن القوى السياسية ومؤسّسات المجتمع المدني والشعب يرفضون هذا التوجّه، ما يُحتّم على الحكومة اتخاذ موقف مشابه.

وكي يظلّ الرفض صامدًا، ينشط أعضاء في مجلس الأمة اليوم من أجل الدفع بقوانين إضافية تحظر أيّ شكل من أشكال التطبيع. هذا ما يؤكده الموسوي لموقع “العهد الإخباري”، فيقول إن المجلس يدرس قانونًا هدفه مناهضة التطبيع وصوره، وهناك سعيٌ جادّ من قبل النواب لاعتماده ويُصبح أيّ نوع من أنواع العلاقة مع العدو ممنوعا على الحكومة“، ويضيف”اذا حصل ذلك فالأمر سيكون بمثابة إنجاز نفتخر فيه في زمن التطبيع المذلّ".

وفق الموسوي، القانون المطروح مُقدّم من كتل سياسية ووطنية مختلفة مدعومة من قوى خارج المجلس، وهو ما يُسهّل عملية نجاحه ونيل نسب عالية من الأصوات.

شعب الكويت يُقصي خونة فلسطين

لا حياد عن المقاطعة

الى حين “ولادة” القانون المذكور، الحراك “المقاوم” على حاله. يرى الموسوي أن موقف الكويت مُتميّز ويتفوّق على باقي البلدان بمراحل وأفضل بكثير من دول الخليج التي طبّعت أو لا تُمانع إقامة علاقات مع العدو.

الشعب مُوحّد على مقاطعة الأعداء. الموسوي يجزم بأن الشعب بكامل أطيافه يرفض التطبيع، ومواقف الرياضيين والأدباء الكويتيين ليست مستغربة، بل طبيعية، ويستشهد هنا بحادثة حصلت قبل عدّة أشهر حين قامت إعلامية كويتية بالظهور على إحدى القنوات الاسرائيلية، فقوبلت بردّة فعل عنيفة في بلدها هاجمتها ودعت الى محاسبتها وتبرأّت منها، ما يعني أن الكلّ لا يقبل بهذا الخيار.

كذلك يلفت الموسوي الى الأداء الإعلامي الرسمي في هذا السياق، فيوضح أن وكالة الأنباء الكويتية الرسمية والنشرات الإخبارية الرسمية تعتمد قاطبةً مصطلح الكيان الصهيوني للدلالة على العدو بناءً على السياسة المتّبعة في البلاد والتي أكدها الشيخ نواف الأحمد قبل عدّة أسابيع. وهذا بحدّ ذاته شيء جيّد.

أمام كلّ هذا، كيف تستطيع السلطة ضبط المشاركات في المهرجانات الثقافية والمسابقات الرياضية في حال وقوع شُبهة تطبيع؟ يُبيّن الموسوي أن التوجّه لدى السلطات هو المشاركة في كلّ الفعاليات والمنافسات، وعندما يتعلّق الأمر بمواجهة مباشرة مع صهاينة يُصار الى الانسحاب فورًا.

بحسب معلومات “العهد”، القانون الذي يبحثه مجلس الأمة بشأن حظر التطبيع هو استكمال لقانونٍ سابق صدر عام 2002، على أن يُغلِّط الأحدثُ العقوبات على كلّ مُطبّع عبر الاتصال باسرائيليين أو السفر الى الأراضي المحتلة أو الترويج لهم وتأييد مواقفهم، فيُسجن من يُقدم على ذلك لمدّة تتراوح ما بين 5 الى 10 سنوات، كما يُدان بالأشغال الشاقّة ويُلزم بدفع غرامية مالية بما يتناسب مع حجم جُرمه.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 24 / 2342227

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع اخترنا لكم  متابعة نشاط الموقع انتقاء التحرير   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

33 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 28

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28