تواصلت أمس المواجهات والصدامات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال من جنوب الضفة الغربية المحتلة وحتى شمالها، تعبيرا عن رفض الاستيطان والاحتلال.
ووقعت عشرات الإصابات في أوساط المحتجين الفلسطينيين سواء بالرصاص أو قنابل الغاز في شمال الضفة، فيما واصل المستوطنون اعتداءاتهم على قرى مسافر يطا في الخليل.
وقال الهلال الأحمر مساء أمس، إن طواقمه تعاملت مع 99 إصابة خلال المواجهات التي اندلعت في بلدات بيتا وبيت دجن في نابلس وكفر قدوم في قلقيلية. وتوزعت الإصابات كالتالي: 15 إصابة بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، و77 إصابة بالغاز، و7 إصابات سقوط وأخرى.
إلى ذلك أغلقت قوات الاحتلال الطرق المؤدية الى جبل صبيح في بيتا.
وفي الخليل هاجم مستوطنون مسلحون، مساء أمس، قرية سوسيا في مسافر يطا جنوب المدينة.
ووفق الهلال الأحمر الفلسطيني، فقد اصيب 32 مواطنًا بجروح مختلفة خلال مواجهات مع الاحتلال في قرية بيتا جنوب نابلس، بينهم 12 إصابة بالرصاص الحي،
وذكر الهلال، أن الطواقم الطبية تعاملت مع 12 صابات بالرصاص الحي، و20 أخرين بالغاز، مشيرا إلى أنه تم علاجهم ميدانياً.
*اصابات بالاختناق في مواجهات مع الاحتلال ببلدة بيت أمر بالخليل
من جانب اخر أصيب عشرات الفلسطينيين، مساء الجمعة، بالاختناق عقب إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي قنابل الغاز المسيل للدموع في منطقة “عصيدة” ببلدة بيت أمر شمال الخليل.
وبحسب مصادر محلية، فإن قوات الاحتلال اقتحمت منطقة عصيدة في البلدة، وأطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع صوب مسيرة جماهيرية انطلقت في البلدة احتفالا بالذكرى الـ57 لانطلاق الثورة الفلسطينية وحركة “فتح”، واندلعت على إثر ذلك مواجهات مع الشبان، ما أدى لإصابة عشرات المواطنين بحالات اختناق، تم علاجهم ميدانيا.
*قوات الاحتلال تعتقل 3 شبان فلسطينيين من يعبد قرب جنين
كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الجمعة، 3 شبان من بلدة يعبد جنوب غرب جنين.
وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال اعتقلت الشبان أحمد يوسف أبو بكر وسميح نصر سميح أبو بكر ورشدي جواد الشيخ علي وجميعهم في العشرينات من العمر أثناء تواجدهم في منطقة “مريحة”، واقتادتهم إلى معسكر “دوتان”.
فيما هاجم عشرات المستوطنين الإسرائيليين، مساء الجمعة، قرية سوسيا قرب مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، وفق ناشط محلي.
وقال منسق لجان الحماية والصمود جنوبي الخليل، فؤاد العمور، “هاجم حوالي 50 مستوطنًا من مستوطنة سوسيا الإسرائيلية، قرية سوسيا الفلسطينية في مسافر يطا جنوبي الخليل”.
وأضاف أن “المستوطنين حاولوا اقتحام القرية، إلا أن أهالي القرية قاموا بالتصدي لهم، قبل أن تندلع مواجهات، أطلق خلالها المستوطنون النار، دون وقوع إصابات”.
وأوضح العمور أن المستوطنين انسحبوا عقب التصدي لهم، إلا أن جيش الاحتلال يواصل التواجد في محيط القرية.
وعادة ما يشن مستوطنون اعتداءات بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم في مناطق الضفة الغربية، وتشير منظمات حقوقية إلى أن الاحتلال يتساهل مع المستوطنين المعتدين، ضمن مساعٍ رسمية لتكثيف الاستيطان في الأراضي المحتلة.
كذلك، اعتقلت قوات الاحتلال، مساء الجمعة، 5 شبان فلسطينيين من بلدتي يعبد في جنين وبدّو قرب القدس.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” إن “قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت 3 شبان من بلدة يعبد جنوب غربي جنين، شمالي الضفة”.
والشبان هم أحمد يوسف أبو بكر، وسميح نصر سميح أبو بكر، ورشدي جواد الشيخ علي، وجميعهم في العشرينيات من العمر، بحسب المصدر.
واعتقل الشبان أثناء تواجدهم بمنطقة “مريحة” في بلدة يعبد، واقتيادهم إلى معسكر “دوتان” العسكري شمال الضفة.
وفي القدس، اعتقل الجيش الإسرائيلي شابين من بلدة بدو.
وأوضح مصدر محلّي أن “قوات الاحتلال اعتقلت الشابين فؤاد منصور، وعلي أبو عيد، خلال مواجهات اندلعت عقب مسيرة إسناد للأسير المريض ناصر أبو حميد”.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال نصبت حاجزا على الشارع الواصل بين قريتي بيت دقو وبيت إجزا القريبتين من البلدة.
والأسير أبو حميد من مخيم الأمعري بمدينة رام الله وسط الضفة، ومعتقل منذ 2002، ومحكوم بالسجن 7 مؤبدات (مدى الحياة) و50 عاما، بتهمة مقاومة الاحتلال والمشاركة في تأسيس “كتائب شهداء الأقصى”، التابعة لحركة “فتح”.
وهو أحد 5 أشقاء يقضون عقوبة السجن مدى الحياة في سجون إسرائيل، وهدمت قوات الاحتلال منزلهم مرات عديدة، وحُرمت والدتهم من زيارتهم لسنوات.
وحتى نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2021، بلغ عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال قرابة 4600، بينهم نحو 500 أسير إداري، و34 أسيرة و160 قاصرا، وفق مؤسسات معنية بشؤون الأسرى.
وأكد الناشط في لجان الحماية جنوب الخليل، فؤاد العمور، أن مجموعة مسلحة من مستوطني “سوسيا” المقامة في منطقة المسافر، هاجموا قرية سوسيا، وأطلقوا الرصاص باتجاه منازل المواطنين، وحاولوا الاعتداء على المواطنين العزل وعلى النشطاء الفلسطينيين، وشتموهم بألفاظ نابية. وأضاف أن أهالي القرية وعددا من النشطاء في لجان الحماية تصدوا للمستوطنين ومنعوهم من دخول القرية.
هذا وكشف خطأ فني في موقع أرشيف الدولة الإسرائيلي عن تصريحات “مروّعة” لسياسيين إسرائيليين إبان النكبة عام 1948، حيث قال أحدهم إنه سيصفح عن حالات اغتصاب ضد الفلسطينيات، فيما قال ديفيد بن غوريون إن قرى بأكملها يجب أن تمسح. وخلال الأحداث التي بدأت في 1948 وتُعرَف باسم “النكبة”، قتلت العصابات الصهيونية ما يُقدَّر بـ 15 ألف فلسطيني وأجبرت نحو 800 ألف على النزوح من وطنهم.
وقالت صحيفة “هآرتس” إن خطأ فنياً كشف تصريحات لهارون زيسلينغ، الذي سيصبح فيما بعد وزيراً للزراعة، قالها خلال اجتماع للحكومة المؤقتة كان يناقش الحرب.
ونُقِلَ عن زيسلينغ قوله “لنقل إنَّ حالات اغتصاب وقعت في الرملة. يمكنني أن أصفح عن حالات الاغتصاب، لكنَّني لن أصفح عن الأعمال الأخرى” .
كانت كلمات زيسلينغ، التي كان من المفترض إخضاعها للرقابة من خلال وضع تعتيم رقمي عليها على موقع أرشيف الدولة، جزءاً من وثيقة تذكر تفاصيل محاضر اجتماع تعود إلى يوليو/ تموز 1948.
وفقاً للصحيفة، كُشِفَ عن كلمات زيسلينغ بسبب خلل فني سمح بكشف التعتيم الرقمي على الوثيقة بنقرة بسيطة.
وكشفت الوثائق أيضاً أنَّ ديفيد بن غوريون، الرجل الذي أصبح أول رئيس وزراء لإسرائيل، قال لاحقاً في الاجتماع نفسه إنَّه لا بد من محو بعض القرى الفلسطينية لأنَّها “تُشكِّل خطراً كبيراً”.
وفقاً للصحيفة، أظهرت النسخة الخاضعة للرقابة من الوثيقة بن غوريون يقول: “أنا ضد الهدم بالجملة للقرى”، لكن بمجرد إزالة التعتيم بدا وأنَّه أضاف: “لكن هناك مناطق شكَّلت وتُشكِّل خطراً كبيراً، ولا بد أن نمحوها. لكن لا بد من عمل ذلك بمسؤولية، بتفكير قبل التحرك” .
وفي ديسمبر/ كانون الأول 2021، كشفت “هآرتس” ومعهد عكفوت تفاصيل ثلاث مذابح ارتكبتها العصابات الصهيونية في قرى الرينة وميرون والبرج عام 1948. وأظهرت الوثائق أنَّ قادة إسرائيليين بارزين “كانوا على علم بالأحداث الملطخة بالدماء التي صاحبت احتلال القرى العربية” .
