] بينيت: المستوطنون “درع إسرائيل الواقي”… و”هآرتس” تؤكد أن عنفهم يزداد - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الخميس 16 كانون الأول (ديسمبر) 2021

بينيت: المستوطنون “درع إسرائيل الواقي”… و”هآرتس” تؤكد أن عنفهم يزداد

صحيفة عبرية: وصايا الشهداء الفلسطينيين تفشل منظومة الردع الإسرائيلية
الخميس 16 كانون الأول (ديسمبر) 2021

فيما اختتم جيش الاحتلال الإسرائيلي مناورة عسكرية على الجبهة الجنوبية، أي جبهة غزة، “استعدادا للحرب المقبلة “، بدأت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس مناورات تحت عنوان “درع القدس” تحسبا “لأي غدر إسرائيلي”، وذلك في الذكرى الـ34 لتأسيس الحركة التي صادفت أمس الأربعاء.
وقالت القسام إن مناورات “درع القدس” تهدف لرفع الجهوزية القتالية وتحاكي سيناريوهات مختلفة. وأعلنت الكتائب في بيان صحافي أن هذه المناورات تأتي ضمن سلسلة من التدريبات العسكرية المتواصلة لمحاكاة مختلف أشكال العمليات القتالية.
وأنذرت أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بأنه قد تسمع في بعض المناطق والمواقع العسكرية أصوات انفجارات وإطلاق نار. وأضافت “ستبقى المقاومة بعون الله سيف القدس ودرعها حتى دحر الاحتلال وتحرير الأرض والإنسان والمقدسات”.
الى ذلك يتواصل السجال بين صحيفة “هآرتس” التي تؤكد أن عنف المستوطنين يتواصل بزخم، وبين رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينيت الذي وصف المستوطنين بالدرع الواقي لإسرائيل. كما وصف هذه الاعتداءات بأنها “ظاهرة هامشية”.
وكان بينيت قد قلل من أهمية اعتداءات المستوطنين في الجدل الذي دار عقب تصريحات وزير الأمن الداخلي عومير بارليف أنه بحث قضية عنف المستوطنين في الضفة الغربية مع مساعدة وزير الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند، ما دفع أعضاء من الحكومة الإسرائيلية والمعارضة إلى توجيه انتقادات حادة له وصلت إلى اتهامه بالحقارة والخيانة.
وحسب الصحيفة، فإن هناك ارتفاعًا واضحًا في عدد الاعتداءات التي يرتكبها المستوطنون ضد الفلسطينيين خلال العام الحالي على عكس الأعوام الماضية.
ووفق البيانات التي نشرتها صحيفة “هآرتس”، فإنه خلال عام 2021 تم تسجيل 135 حالة رشق حجارة ضد فلسطينيين، مقارنة بـ 90 حالة في 2019، و250 حالة عنف أخرى مقارنة بـ 100 في الفترة نفسها.
وسجلت منظمة “ييش دين” التي توثق حالات عنف المستوطنين في الضفة الغربية، 540 حالة عنف في السنوات الثلاث الماضية، واختار 238 من الفلسطينيين تقديم شكوى إلى الشرطة الإسرائيلية بمساعدة المنظمة، ومن بين الشكاوى تم تقديم 12 لائحة اتهام فقط.
فيما تقول منظمة “بتسيلم” إنها رصدت هذا العام زيادة بنسبة 28% (247) في عنف المستوطنين مقارنة بالعام الماضي (192).
ورفضت الشرطة الإسرائيلية الإفصاح عن عدد القضايا التي فتحت فيها تحقيقات بشأن عنف المستوطنين خلال هذا العام.
وتؤكد شهادات جمعتها “هآرتس” من فلسطينيين يقطنون في مناطق قريبة من البؤر والمستوطنات في الضفة الغربية، أن الشهرين الماضيين شهدا ارتفاعًا واضحًا في عدد الاعتداءات التي ترتكب بحقهم، مشيرين إلى أنهم توقفوا عن تقديم شكاوى للشرطة الإسرائيلية لعدم وجود جدوى من ذلك.
ويتبين من تقرير لمنظمة “السلام الآن”، أن 63% من الاعتداءات التي وقعت في الفترة ما بين 2012 وحتى يوليو/ تموز من العام الحالي، وقعت بالقرب من البؤر الاستيطانية.
وقال مصدر أمني إسرائيلي لصحيفة “هآرتس”، إن تصاعد الجريمة القومية مرتبط بالبؤر الاستيطانية والمستوطنات الزراعية الأخرى في الضفة، مشيرًا إلى أن تلك الهجمات ترتكب بشكل أكبر في مستوطنتي يتسهار وشيلو، وازدادت سوءا بتدمير أشجار الزيتون ورشق المركبات الفلسطينية بالحجارة.
وكان تقرير صهيوني قد سلط الضوء على وصايا الشهداء الفلسطينيين، وقال إن غالبيتها تحمل مضامين تدعو للجهاد وتوصي آخرين بالقيام بعمليات استشهادية، ضد إسرائيليين.

وأشار التقرير إلى أن إيمان الفلسطينيين بضرورة مقاومة إسرائيل التي تحتل أرضهم واعتقادهم بأن ذلك يأتي في إطار الجهاد الذي يؤدي إلى الجنة في الحياة الآخرة، جعل من الصعب على الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تطبيق منظومة الردع لمنع مزيد من العمليات ضد إسرائيليين.

«
إيمان الفلسطينيين بضرورة مقاومة إسرائيل التي تحتل أرضهم واعتقادهم بأن ذلك يأتي في إطار الجهاد الذي يؤدي إلى الجنة، جعل من الصعب على الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تطبيق منظومة الردع لمنع مزيد من العمليات ضد إسرائيليين»

وقالت صحيفة “يسرائيل هايوم” في تقريرها إن نصف من وصفهم التقرير بـ”الإرهابيين” الذين يقفون وراء العمليات الأخيرة التي نفذت في مناطق متفرقة بالضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 1948، تركوا وراءهم كتابات ووثائق تشرح مسببات قيامهم بمثل هذه العمليات، وتحمل حثاً واضحاً لآخرين للحذو حذوهم.

ولفتت إلى أن الشرطة الإسرائيلية وجهاز الشاباك، باتا يتوخيان الحذر، بحسب تعبير الصحيفة، بشأن وصف العمليات التي وقعت خلال الأشهر الماضية بأنها تندرج في إطار “موجة الإرهاب”.

وأكد التقرير على أن استناد الفلسطينيين على تسمية منفذي العمليات بـ”الاستشهاديين”، والذي ضاعف من التركيز على صفاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، بات يشغل حيزاً أكبر في الآونة الأخيرة، ذاكراً أنه غالباً ما يستند ذلك على الآية الكريمة التي تقول “ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أموات بل أحياء عند ربهم يرزقون”، وهو ما يعني الاعتقاد لديهم بأن المرجعية الأساسية لما يقومون به هو الوعد الرباني بالخلود في الآخرة.

وادعى التقرير، الذي قال إنه كشف عن دوافع المنفذين، أن غالبيتهم فروا من واقع اجتماعي مأساوي، جعلهم يعتقدون بأن الموت أفضل من البقاء في حياة لا أمل فيها.

واستعرض التقرير وصايا عدد من الشهداء، الذين استشهدوا على يد جنود الاحتلال بزعم تنفيذهم عمليات طعن، وكان آخرهم محمد سليمة الذي استشهد السبت الماضي بالقرب من باب العامود بالبلدة القديمة في القدس، والذي أصيب بجروح خطيرة قبل استشهاده، مشيراً لأحد منشوراته عبر حساب قديم له على موقع “فيسبوك جاء فيه: “شهيد على لائحة الانتظار”.

وأضاف: “بالنسبة لقوات الأمن الإسرائيلية، الوصايا هي كنز دفين يمكنهم من زيادة دقة النظام الذي يتتبع مئات الآلاف من مستخدمي الإنترنت والمشاركين على وسائل التواصل الاجتماعي كل يوم، على أمل إحباط هجمات مماثلة إذ تعتقد السلطات أنه تم منع مئات الهجمات بهذه الطريقة”.

فيما عرجت الصحيفة على وصية نسبتها لمفتي القدس السابق الشيخ عكرمة صبري خلال الانتفاضة الثانية وجاء فيها “المسلم يحب الاستشهاد كما يحب اليهود الحياة”.

كما تطرق لوصية الشهيد فادي شخيدم، قائلاً: “تعتبر التصريحات المكتوبة التي تركها وراءه غير عادية عند مقارنتها بإرادة قتله آخرين في صفحته الشخصية، لأن أبو شخيدم تجاوز الخلفية والتفسير لعمله المخطط وأمر في الواقع مئات التلاميذ الذين تركهم وراءه بالاستعداد لأفعال مماثلة في المستقبل.

وأردف: “لأبو شخيدم وسليمة وحدهما، نظرة من خلال عشرات الوصايا تكشف ليس فقط دوافعهم، ولكن أيضا عن حاجتهم إلى مشاركة “إرثهم” مع جمهور كبير وكسب الشرعية لأعمالهم”.

وفي سياق تتبع الأجهزة الإسرائيلية لما يتداوله الفلسطينيون عبر منصاتهم الاجتماعية، في أعقاب أي عملية استشهادية أو عملية طعن، أو حتى التوتر الذي تشهده بعض المناطق، فإنه في يوليو/تموز عام 2017، نُشر أكثر من 500 ألف منشور من مناطق السلطة الفلسطينية والعالم العربي لمناقشة الوضع في منطقة جبل المكبر، وجميعها دعت العديد من الدول إلى شن هجمات أو دعا إليها مباشرة.

وتطرق التقرير لما يُعتقد بحسب الصحيفة أن بعض الفلسطينيين ينفذون هجمات غالباً ما يكون الدافع منها هو الانتقام أو التماهي مع الشهداء الآخرين، أو ما يسميه الشاباك “الهجمات المقلدة” أو “العدوى”، مستشهداً بحالة ثروت إبراهيم سلمان الشواري (72 عامًا)، وهي أم لخمسة أطفال حاولت دهس جنود بالقرب من حلحول، كان لدى المهاجمة إحساس باقتراب موتها، وكانت قد أخبرت أقاربها أنها إذا كانت ستموت، فمن الأفضل أن تفعل ذلك كشهيدة.

« يذكر التقرير وصية الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات “للقدس رايحين شهداء بالملايين”، والتي أكدت في كل مرة أن ملايين الشهداء سيسيرون باتجاه القدس، فيما يبدو أن الفلسطينيين لايزالون يحفظون هذا العهد»

واستكمل التقرير أن حوالي 50 بالمئة من منفذي العمليات الذين نفذوا هجمات أو حاولوا في السنوات القليلة الماضية تركوا وراءهم نوعًا من الإرادة والدافع الأكثر شيوعاً الذي وثقته الوصايا هو حالة المسجد الأقصى والرغبة في الدفاع عنه من “الغزو اليهودي”، في إشارة إلى الزيارات اليهودية للحرم، إذ يعتبر شهداء الأقصى في المجتمع الفلسطيني النخبة والمشاهير بكل معنى الكلمة، ويضمنون لأنفسهم مكانة شرف في مجمع الشهداء الفلسطينيين.

وقال إن الوصايا والمشاركات العديدة التي يعدها المهاجمون تؤكد أن معظمهم يفترض أنهم سيموتون وهم يحاولون تنفيذ خططهم.

واختتم التقرير بذكر وصية الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات “للقدس رايحين شهداء بالملايين”، والتي أكدت في كل مرة أن ملايين الشهداء سيسيرون باتجاه القدس، فيما يبدو أن الفلسطينيين لايزالون يحفظون هذا العهد، وهو ما يجعل معادلة الردع التي تحاول إسرائيل فرضها، غير قابلة للتحقق، في مجتمع يحتضن الشهداء ويمدحهم، فيما لا يبقى من سبيل أمام إسرائيل سوى محاولة منع مزيد من الهجات باستخدام استخبارات بشرية “عملاء” ووسائل إلكترونية، والبقاء دائماً في حالة تأهب.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 22 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع فلسطيننا المحتلة  متابعة نشاط الموقع العدو الصهيوني  متابعة نشاط الموقع استيطان ومستوطنين   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

35 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 29

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28