] أربعة أيام و إسرائيل تبحث عن “طرف خيط” - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الخميس 9 أيلول (سبتمبر) 2021

أربعة أيام و إسرائيل تبحث عن “طرف خيط”

شكوك في إسرائيل حول حصول الأسرى الفارين من “جلبوع” على مساعدة من بعض الحراس
الخميس 9 أيلول (سبتمبر) 2021

لليوم الرابع، واصل الآلاف من عناصر الشرطة الإسرائيلية حملات مداهمة وتفتيش ومراقبة برا وبحرا بحثا عن الأسرى الفارين من سجن جلبوع، والذين شكل فرارهم لطمة لهيبة الاحتلال ولغطرسة منظومته الأمنية.

وطبقا لتسريبات صحافية من اجتماع رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت مع قادة المؤسسة الأمنية، تخشى أجهزة الأمن الإسرائيلية تصعيدا أمنيا، يُحتمَل أن تُطلَق خلاله قذائف من غزة باتجاه إسرائيل. ونقلت الإذاعة العبرية العامة عن مصدر أمني محجوب الهوية قوله إن إسرائيل أخطأت في تصعيدها ضد الأسرى، محذرا من العبث بقنبلة خطيرة يمكن أن تؤدي لانفجار الشارع الفلسطيني بسبب حساسية قضية الأسرى بالنسبة للشارع الفلسطيني منوها من مخاطر اندلاع مواجهة جديدة مع غزة بسببها.

وتمحور الاجتماع المذكور ليلة الأربعاء حول تقييم الوضع بمشاركة وزير الأمن الإسرائيلي، ووزير الأمن الداخلي، وقائد جيش الاحتلال ورئيس “الشاباك”، ومفوّض الشرطة، ومفوّض مصلحة السجون، ورئيس مجلس الأمن القومي، ومسؤولون آخرون من أجهزة الأمن الإسرائيلية.

وقال بينيت خلال التقييم، إن الأحداث من المحتمل أن يكون لها تأثير على عدد من القطاعات، لذا هناك جهد مشترك من قِبل جميع القوى الأمنية الإسرائيلية، وقال إن الاحتلال مستعد لكل الخيارات. من جهته قال الناطق العسكري الإسرائيلي إنه “بناءً على تقييم الوضع الأمني ​​وجهود تحديد مكان الأسرى الفارّين، تقرَّر تمديد الإغلاق العام” في الضفة الغربية المحتلة “حتى منتصف السبت”.

وتابع: “يمكن نقل العمال الذين يعملون في الضفة الغربية وكذلك في الحالات الإنسانية والطبية والاستثنائية فقط، وبشرط موافقة منسق عمليات الحكومة في الضفة الغربية”. كما قال إنه في نهاية تقييمات الوضع التي قادها قائد جيش الاحتلال أفيف كوخافي، فقد تقرر تعزيز القوات العسكرية في الضفة الغربية منوها إلى أن ذلك سيكون من خلال الدفع بفِرق مُقاتِلة أخرى، بالإضافة إلى قوات أخرى.

وبعد يومين من قول وزير الأمن الداخلي عومر بارليف من أمام سجن الجلبوع إن فرار الأسرى جاء نتيجة خطة محكمة ودقيقة، كُشف عن تنامي الشبهات حول تلقّي الأسرى مساعدة من قِبل سجّانين. وقالت القناة الإسرائيلية 13، إن التحقيق شمل 13 سجانا في سجن جلبوع وإن وحدة التحقيق البوليسية الدولية التابعة لشرطة الاحتلال “لاهف 433” ستحقق مجددا مع بعض السجانين تحت طائل الإنذار. ونقلت القناة العبرية عن مسؤولين مطّلعين على التحقيقات، قولهم إن “لدى الشرطة معلومات تعزّز الشكوك بأن الحراس ساعدوا الأسرى على الهروب من سجن جلبوع”.
عملية نوعية بسبب مفاعيلها على الوعي

وأوضحت القناة الإسرائيلية أن الجيش في “حالة تأهب لمواجهة أعمال شغب”، وإلى احتمال “إطلاق قذائف من قطاع غزة” صوب إسرائيل، وأشارت إلى أن أجهزة الأمن الإسرائيلية تعرّف عملية الفرار وتبعاتها، بأنها “زعزعة للاستقرار”، قد تفضي لتصعيد جديد.

بين هذا وذاك ما زالت تسود إسرائيل حالة إحباط وغضب بلغت حد تبادل النكات السوداء في منتديات التواصل الاجتماعي الإسرائيلية في ظل انتصار الأسرى على السجانين في عملية اعتبرتها أوساط إسرائيلية أنها استراتيجية من ناحية الرواية ووعي الفلسطينيين ووعي الإسرائيليين علاوة على رمزيتها العميقة المهمة معربة عن خشيتها من تحفيز المزيد من أعمال المقاومة.

وتواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلية البحث عن “طرف خيط”، يقودها إليهم، في وقت تتزايد فيه التساؤلات والدعوات للتحقيق في حادث الفرار، الأكثر إثارة، بتاريخ السجون الإسرائيلية.

ونجح 6 أسرى فلسطينيين، الإثنين الماضي، بالفرار من سجن “جلبوع” الإسرائيلي، شديد التحصين، في شمالي إسرائيل، مستخدمين نفقا، حفروه من داخل زنزانتهم، إلى خارج السجن.

ومع مرور الأيام، فإن تقديرات الأمن الإسرائيلي، تتفاوت ما بين 5 احتمالات، وهي أن يكون الأسرى ما زالوا داخل إسرائيل، أو أنهم ينوون الوصول (أو حتى وصلوا بالفعل) إلى الضفة الغربية، أو الأردن، أو لبنان، أو غزة.

وبموازاة هذه التقديرات، فإن ثمّة 3 احتمالات لمصير الأسرى، وهي أن ينجحوا في الوصول إلى غزة أو الأردن أو لبنان، والثاني أن يصلوا إلى الضفة الغربية حيث يتم اعتقالهم أو قتلهم، خلال مواجهة معهم، والثالث أن يحاولوا تنفيذ عملية لتبادل الأسرى تنتهي باعتقالهم أو قتلهم.

ولكنّ وسائل إعلام إسرائيلية، أشارت أيضا إلى احتمال أن يكون الأسرى الفارين قد تفرقوا إلى مجموعتين أو أكثر.

ووسط كل ذلك، فقد تعهد وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومر بارليف، باعتقال الأسرى.

وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومر بارليف يتعهد باعتقال الأسرى

وقال بارليف للصحافيين، الخميس “سنضع أيدينا على الإرهابيين الفارين، وسنصحح الإخفاقات التي أدت إلى عمليات الهروب، وإذا وجدنا إهمالًا مهنيًا فسوف نعتني بذلك أيضًا”.

وتواصل الشرطة الإسرائيلية نصب الحواجز على الطرقات، في محاولة لمنع الأسرى من الفرار إلى الضفة الغربية أو غزة أو لبنان أو الأردن.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن، الأربعاء، تعزيز قواته في الضفة الغربية بحثا عن الأسرى، وتحسبا لمواجهات مع الفلسطينيين.
احتمالات الفرار

وقالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، الخميس “الشاغل الرئيسي للشرطة هو أن الستة، ما زالوا في الأراضي الإسرائيلية، مختبئين في منازل أو في الهواء الطلق، في انتظار فرصة للفرار من البلاد أو ارتكاب هجوم، وحقيقة أن أربعة من الرجال صدرت عليهم أحكام بالسجن المؤبد، تثير مخاوف من أنهم سيلجؤون إلى الخيار الأخير (ارتكاب هجوم)”.

وأضافت “الاحتمال الآخر هو أن الستة فروا إلى الضفة الغربية؛ إنهم يعرفون المنطقة جيداً، ولا سيما منطقة جنين القريبة التي أتوا منها، أربعة منهم كانوا في السجن منذ أكثر من 20 عامًا، وبالتالي فإن فرص بقائهم في إسرائيل، التي لم يعرفوها، أقل احتمالًا”.

وتابعت “الخيار المفضل لإسرائيل هو أنهم وصلوا إلى مخابئ في الضفة الغربية، وبالنظر إلى السيطرة الأمنية والاستخبارية للقوات الإسرائيلية في تلك المنطقة، ومع ذلك، فإن من شبه المؤكد أن القبض عليهم هناك سيؤدي إلى اندلاع اشتباكات عنيفة مع قوات الجيش الإسرائيلي”.

ولفتت الصحيفة إلى أن “الاحتمال الآخر الذي تعتقد الشرطة أنه مرجّح للغاية، هو أن السجناء فرّوا إلى الأردن أو بلد آخر؛ وهذا سيجعل من الصعب على إسرائيل إعادتهم إلى السجن”.

ومع انتهاء فترة عيد رأس السنة العبرية (الأربعاء)، فإن التساؤلات تزايدت حول أسلوب الفرار، واخفاقات مصلحة السجون الإسرائيلية، وأجهزة الأمن الإسرائيلية في منعه.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية، الخميس “يتشعب التحقيق في قضية فرار السجناء الستة من سجن جلبوع، ومن المتوقع أن تحقق الشرطة اليوم تحت طائلة التحذير مع عدد من عناصر مصلحة السجون حول اتخاذهم قرارات غريبة في القضية”.

وأضافت “لدى الشرطة معلومات تعزز الشبهات حول تعاون جهات من داخل السجن في عملية الهروب”.

وفي هذا الصدد، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، الخميس “أعلنت الشرطة أنه من الآن فصاعدًا، سيتم إجراء التحقيق في الحادث من قبل وحدة تحقيقات الجريمة الدولية، مع حراس السجن للإدلاء بشهاداتهم بشأن مخاوف من أن الهاربين الستة قد يكونون قد تلقوا المساعدة من بعض موظفي السجن”.

ومن جهتها، فقد رفضت مفوّضة مصلحة السجون الإسرائيلية، الاستقالة من منصبها.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية، الخميس، عن كيتي بيري، قولها إنها لا تنوي الاستقالة من منصبها، في أعقاب الحادث، وإنها ستواصل قيادة المصلحة”.

وقالت الهيئة إن بيري بعثت رسالة لمستخدمي المصلحة، تبرر فيها ما جرى بالقول إن الفارين الستة “يعدون من أخطر السجناء، اذ ليس لديهم ما سيخسرونه سواء حياتهم”.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 8 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع فلسطيننا المحتلة  متابعة نشاط الموقع وراء العدو  متابعة نشاط الموقع مواجهة نوعية  متابعة نشاط الموقع نفق الحرية   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

38 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 39

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28