اقتحم عشرات المستوطنين، صباح اليوم الأربعاء، ساحات المسجد الأقصى، بحمايةٍ مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي التي وفرت الحماية للجرافات خلال هدم منشأة زراعية بالقرب من أحراش بلدة قفين شمال طولكرم، واعتقال صاحبها.
وأفادت دائرة الأوقاف أن مستوطنين اقتحموا باحات الأقصى، على شكل مجموعات، وتلقوا شروحات عن “الهيكل المزعوم”، وبعضهم قام بتأدية شعائر تلمودية، ونفذوا جولات استفزازية، تركزت في المنطقة الشرقية من المسجد وبالقرب من مصلى باب الرحمة.
وفي تصرفات استفزازية متواصلة، قام مستوطنون بقراءة نصوص تلمودية بصوت عال في ساحات المسجد الأقصى وتجولوا في ساحاته، دون مراعاة لحرمة المكان الدينية.
وتتم الاقتحامات على فترتين صباحية، وبعد صلاة الظهر عبر باب المغاربة في الجدار الغربي للأقصى بحماية ومرافقة من قوات الاحتلال، ضمن جولات دورية يقومون بها تهدف لتغيير الواقع في المدينة المقدسة والمسجد الأقصى المبارك.
وتشهد فترة الاقتحامات إخلاء قوات الاحتلال المنطقة الشرقية من المسجد من الفلسطينيين، وذلك لتسهيل اقتحام المستوطنين.
ويستهدف الاحتلال المقدسيين من خلال الاعتقالات والإبعاد والغرامات، بهدف إبعادهم عن المسجد الأقصى، وتركه لقمة سائغة أمام الأطماع الاستيطانية.
إلى ذلك، هدمت جرافة تابعة لقوات الاحتلال ترافقها قوة كبيرة من الجيش منشأة تستخدم لتربية الماشية وخزان مياه.
واعتقل جنود الاحتلال صاحب المنشأة وهو نضال عبد الرحيم عجولي (40 عاما)، والذي كان نائما بداخلها، واعتدوا بالضرب المبرح على رشوان نصر الدين عجولي، ابن عم المعتقل نضال، وذلك أثناء محاولته إخراج الأغنام من داخل البركس.
وأقدمت جرافات الاحتلال قبل ذلك على هدم غرفة باطون بمرفقاتها في الأرض ذاتها بعد إخطار صاحبها، علما أن الهدم الجديد تم دون إخطار وبشكل مفاجئ.
وتعاني بلدة قفين من جدار الفصل العنصري، حيث تم مصادرة خمسة آلاف دونم خلف الجدار، بالإضافة إلى ستمائة دونم تم تجريفها.
هذا ووجه وزيرا الحرب والخارجية الإسرائيليان، امس الثلاثاء، شكرًا للرئيس الفلسطيني محمود عباس، على إرسال مساعدات لإخماد الحرائق المشتعلة منذ يومين في جبال القدس.
جاء ذلك في تغريدتين منفصلتين لوزيري الحرب بيني غانتس، والخارجية يائير لابيد، عبر حسابيهما على موقع تويتر.
وقال غانتس مرفقا تغريدته بصور لسيارات إطفاء فلسطينية: “أود أن أشكر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، على مبادرته بإرسال رجال إطفاء جاؤوا امس (الثلاثاء) للمساعدة”.
وأضاف: “الضمان المتبادل وإنقاذ أرواح الناس هما مصلحة مشتركة لنا جميعا”.
من جانبه، كتب لابيد: “سيارات الإطفاء الفلسطينية تشق طريقها للمساعدة في إخماد الحرائق في جبال القدس”، مضيفا “شكرا لتعاونكم”.
في سياق متصل، قالت قناة “كان” الإسرائيلية الرسمية إن “أربع فرق إطفاء من السلطة الفلسطينية انضمت إلى جهود السيطرة على الحرائق”.
وحتى الساعة 15:30 (ت.غ) لم يصدر عن السلطة الفلسطينية أي بيان حول إرسال طواقمها لإطفاء الحرائق في جبال القدس.
ومنذ صباح الثلاثاء، تعمل 14 طائرة إطفاء في مكافحة النيران التي أدت إلى إجلاء آلاف السكان من منازلهم بعدة قرى وبلدات.
بدوره، قال رئيس سلطة الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية “دادي سمحي”، إنه أبلغ القيادة السياسية بأنه لا داعي لمساعدات دولية جوية للمساهمة في إطفاء الحرائق، مع تراجع حدتها.
والإثنين، أعلنت كل من اليونان وقبرص نيتهما إرسال مساعدات جوية للمساعدة في إطفاء الحرائق التي اندلعت الأحد في جبال القدس.
ولجأت إسرائيل إلى طلب المساعدات الدولية لإطفاء الحرائق بعد ما فشلت قوات الإطفاء مدعومة بالجيش في السيطرة عليها.
وأعلنت سلطة الإطفاء، الإثنين، أن النيران أتت على ما يزيد عن 17 ألف دونم (الدونم يساوي 1000 متر مربع).
