] نيويورك تايمز: انقلاب في الأردن؟ ليس انقلابا ولكن اعتقالات والوضع تحت السيطرة - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأحد 4 نيسان (أبريل) 2021

نيويورك تايمز: انقلاب في الأردن؟ ليس انقلابا ولكن اعتقالات والوضع تحت السيطرة

الأحد 4 نيسان (أبريل) 2021

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا عن التطورات الأخيرة في الأردن واعتقال مسؤولين بارزين واحتجاج ولي العهد السابق الأمير حمزة بن الحسين على ذلك. وجاء في التقرير أن الاعتقالات شملت فردا من العائلة المالكة ومستشارا بارزا للملك عبد الله الثاني.

واحتج الأمير حمزة في شريط فيديو درامي على محاولات إسكاته. وأشارت الصحيفة إلى أن باسم عوض الله، مستشار الملك عبد الله ووزير المالية السابق، والشريف حسن بن زيد والذي كان مبعوثا سابقا إلى السعودية وعدد آخر من المسؤولين كانوا من بين المعتقلين الذين قال مسؤولون إن اعتقالهم جاء لتهديدهم “أمن واستقرار الأردن”. وأشرف عوض الله على عملية الإصلاح السياسي، قبل أن يصبح رئيسا للديوان الملكي عام 2008 وأصبح في الفترة الأخيرة مستشارا لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ووُجهت له اتهامات في قضية فساد.

ولم يعرف مصير ولي العهد السابق الأمير حمزة في البداية، حيث أكد الجيش والأمن طلبه من الأمير التوقف عن المشاركة في النشاطات التي تقوض أمن واستقرار الأردن، ولكن الأمير خرج بفيديو صُوّر يوم السبت، وقال فيه إنه تحت الإقامة الجبرية ووصف كيف طلب منه الالتزام بالبيت مع زوجته وأولاده كجزء من عملية الملاحقة التي قامت بها السلطات الأمنية.

وقال الأمير إن عددا من الأشخاص الذين يعرفهم وأصدقاءه اعتقلوا وتم تجريده من حرسه وقطع الإنترنت وخطوط الهاتف عن منزله، ولم يبق أمامه إلا “هذا الشكل من الاتصال” أي الهاتف النقال، مشيرا إلى أن تعليمات صدرت للشركة بقطع الاتصالات. وقال الأمير: “ربما كانت هذه المرة الأخيرة التي أقوم فيها باتصال”. وأكد مالك دحلان، المحامي الدولي، أن الفيديو من الأمير حمزة، عضو معهد قريش للقانون والسياسة في لندن، وعبّر عن قلقه من “الوضع المتصاعد”.

وأكد الأمير أنه قام بتسجيل الفيديو حتى يبدد أي شكوك من أنه كان جزءا من مؤامرة أو منظمة خبيثة أو جماعة مدعومة من الخارج، “كما يوصف هنا أي شخص يحاول الإنتقاد” بحسب تعبيره.

وتعلق الصحيفة أن اعتقال مسؤولين بارزين وأعضاء في العائلة المالكة أمر غير معتاد في الأردن، خاصة أن المملكة هي من الدول الأكثر استقرارا في المنطقة والحليف القوي للولايات المتحدة، بخاصة في عمليات مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط. ولها حدود مع إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة وسوريا والعراق.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس: “نتابع التقارير ونحن على اتصال مع المسؤولين الأردنيين”. و”الملك عبد الله هو شريك للولايات المتحدة وندعمه بشكل كامل”. وتولي عبد الله الثاني (59 عاما) العرش عام 1999 بعد وفاة والده الملك حسين، وولي عهده الحالي هو ابنه الأمير حسين بن عبد الله (26 عاما). والأمير حمزة، هو الأخ غير الشقيق للملك عبد الله، وهو أكبر أولاد الملك حسين من الملكة نور زوجته الرابعة وأرملته التي ولدت لعائلة سورية- أمريكية. وعُيّن وليا للعهد في 1999 قبل أن ينقلها الملك الحالي لابنه في 2004.

وعادة ما التقطت صور للأمير حمزة وهو يقابل شيوخ العشائر في شرق الأردن، ويقال إنه يحظى بشعبية بينهم نظرا لشبهه الكبير بوالده المحبوب لدى الكثيرين في المملكة. وأثار الأمير ضجة في المملكة بسبب لقاءاته الكثيرة مع قادة القبائل وما ينشره على تويتر خاصة كلماته الحماسية “يا بلدي”. وكانت زياراته ولقاءاته مع قادة القبائل بناء على دعوة منه ومحاولة لإظهار أنه لا يزال مهما وقريبا من الناس.

ويواجه الأردن مشاكل على مستويات عدة، فهو وسط موجة ثانية من فيروس كورونا، ووصلت حالات الإصابة إلى أكثر من 600 ألف حالة وأكثر من 7000 وفاة، ووصل معدل الإصابة اليومي إلى 6500 حالة، في بلد يبلغ تعداد سكانه حوالي 11 مليون نسمة. ومع أن الأردن نجا من اضطرابات ما أطلق عليه الربيع العربي في 2011، إلا أنه استوعب مئات الآلاف من اللاجئين السوريين الذين فروا من الحرب الأهلية، حوالي 650000 لاجئ سوري، مما زاد من الأعباء على المملكة التي ليست لها مصادر كبيرة.

وتقول الصحيفة إن الوضع في الأردن يهم إسرائيل التي وقعت اتفاقية سلام مع المملكة في 1994، وتقيم علاقات أمنية وثيقة معها. وفي حوار يوم السبت بين مسؤولين أردنيين بارزين ومسؤولين عسكريين وأمنيين إسرائيليين، أكدوا فيها، حسب مسؤول إسرائيلي طلب عدم الكشف عن هويته، أنه لم تكن هناك محاولة انقلابية، وأن الإعلام بالغ في الحديث عن مخاطر الوضع في الأردن. واعترفوا في الوقت نفسه بحدوث اعتقالات.

وقال مسؤول إسرائيلي إن المسؤولين الإسرائيليين تعاملوا مع الأمر كتطور مهم ولا يتذكرون حادثا مماثلا في السابق. وذكر الأمير حمزة أن رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الأردنية زاره في منزله وأخبره أن نقدا للملك أو الحكومة جرى في لقاء حضره الأمير.

وقال حمزة: “سألته إن كنت من وجّه ذلك النقد” مضيفا أن رئيس هيئة الأركان أخبره أن هذا تحذير منه ومن المخابرات بأن يلزم بيته، وأضاف: “لا يُسمح لي إلا بزيارة العائلة ولا يستطيع استخدام تويتر أو التواصل مع الناس”. ووصف الوضع في الأردن بـ”الفساد والعقيم” وبأنه “بلد لا يتسامح مع النقد”، مشيرا إلى أن نقدا بسيطا للسياسة قد يقود للاعتقال.

ونقلت الصحيفة عن عوديد عيران، السفير الإسرائيلي السابق في عمّان، أن الوضع في الأردن غير واضح، ولكنه “على ما يبدو لا يهدد القيادة الآن” مضيفا أن السلطات “تعاملت معه سريعا وبفاعلية واضحة”. وعبّرت السعودية عن دعمها للمملكة في بيان من الديوان الملكي نشرته وكالة أنباء رويترز يوم السبت.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 25 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ميديا  متابعة نشاط الموقع صحافة دولية   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

9 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 9

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28