استمرت قوات الاحتلال في هجماتها ضد العديد من مناطق الضفة الغربية، حيث نفذت حملات دهم تخللها اعتقال عدد من المواطنين، وقامت بتجريف أراضي جنوب الضفة قريبة من أحد المستوطنات، فيما واصل المستوطنون الذي يحظون بحماية أمنية مشددة تنفيذ هجمات جديدة ضد المناطق الفلسطينية.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الاثنين، مواطنين من قرية المزرعة الغربية، شمال مدينة رام الله، وقالت مصادر من البلدة إن تلك القوات اعتقلت محمد مصطفى شريتح (34 عاما)، ويحيى حسن لدادوة (29 عاما)، بعد أن داهمت منزليهما في القرية وفتشتهما.
وأفادت المصادر المحلية، أن اعتقال المواطن شريتح وهو أسير محرر، جاء بعد أيام من زفافه.
ومن مدينة أريحا اعتقلت قوات الاحتلال المواطن نصار أبو داهوك، الذي يشغل منصب أمين سر تنظيم حركة فتح في مخيم عقبة جبر، خلال عملية دهم تخللها اقتحام منزله وتفتيشه وتعمد تخريب محتوياته.
وأطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، منطاد مراقبة فوق بلدة الخضر، التابعة لمحافظة بيت لحم جنوب الضفة الغربية، وقالت مصادر من البلدة إن عملية إطلاق المنطاد جرت فوق منطقة ام ركبة جنوب الخضر، في اطار مراقبة تحركات المواطنين في المنطقة.
وتلك المنطقة تشهد في الفترة الأخيرة هجمة شرسة من قبل الاحتلال تتمثل بهدم منازل ومنشآت والاخطار بوقف البناء لأخرى، بحجة عدم الترخيص، وكانت قوات الاحتلال قد اطلقت قبل يومين منطادا مماثلا في بلدة تقوع جنوب المدينة.
وفي الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال المواطن حمزة عمر عبد القادر أبو عيشة (35 عاما)، بعد تفتيش منزله والعبث بمحتوياته، كمت اعتقلت الشاب محمد الرجوب، من مدينة دورا جنوبا.
وتخلل عمليات جيش الاحتلال في الخليل، مداهمة عدة أحياء في المدينة، وكذلك مداهمة مخيم العروب، حيث اندلعت على مدخله مواجهات شعبية مع السكان، أطلق خلالها جنود الاحتلال قنابل الصوت من أجل إخافة المواطنين وترويعهم.
كما نصبت قوات الاحتلال حواجزا عسكرية على مدخلي بلدتي سعير وحلحول، وعلى مدخلي مدينة الخليل الشمالي والجنوبي، وأوقفت مركبات المواطنين وفتشتها ودققت في بطاقات المواطنين، ما تسبب في إعاقة تنقلهم.
وفي القدس المحتلة، سمحت قوات الاحتلال لعشرات المستوطنين تنفيذ عملية اقتحام جديدة لباحات المسجد الأقصى المبارك، حيث دخل المستوطنون من “باب المغاربة”، وأجروا جولات استفزازية قبل الخروج من “باب السلسلة”.
وجاء الاقتحام الجديد بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة، رغم الإعلان من قبل الاحتلال أنه يبحث إغلاق المسجد الأقصى، أمام المصلين، بدعوى “الحد من تفشي فيروس كورونا”، وهو ما يكشف خطط الاحتلال الرامية لتقسيم المسجد مكانيا وزمانيا، وتسهيل مهمة اقتحامات المستوطنين وإغلاقه أمام المصلين، خاصة وأن عناصر من الشرطة الإسرائيلية، اقتحمت الأحد، باحات المسجد، لتركيب “أجهزة إلكترونية” على أحد أسطحه.
وحذر رئيس الهيئة الإسلامية العليا في مدينة القدس المحتلة، خطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، من استغلال الاحتلال أزمة “كورونا” لإغلاق المسجد الأقصى المبارك، وذلك لإخلاء المنطقة بأكملها من المقدسيين، وتسهيل اقتحامات المستوطنين، وأكد أن الاحتلال يتخذ من “كورونا” ذريعة واهية لتأزيم الأوضاع في الأقصى، وتنفيذ مخططاته ورفع يد الأوقاف الاسلامية عن المسجد وإغلاقه، وقال “وهذا ما لن نسمح به”.
من جهتها، اتهمت المرجعيات الدينية في القدس المحتلة سلطات الاحتلال بالعمل على تغيير الواقع التاريخي والديني والقانوني في المسجد الأقصى المبارك بالقوة، وأكدت أن المسجد الأقصى يتعرض لـ”هجمة شرسة من الاحتلال وأدواته بهدف المساس بالمسجد بكل مكوناته المعمارية والإنسانية وموظفيه والعاملين فيه، لدرجة لا تحتمل”.
وضمن الهجمات الاستيطانية، شرعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الاثنين، بتجريف مساحات واسعة من أراضي المواطنين في خربة زنوتا شرق بلدة الظاهرية، وواد الجوايا شرق يطا، جنوب الخليل، وذلك بعد أن داهمت خربة زنوتا قرب مستوطنة ‘شمعة’ المقامة على أراضي المواطنين.
وفي سياق قريب، تواصلت الهجمات التي يشنها المستوطنون ضد مناطق الضفة الغربية، في مسعى منهم لفرض سياسات الأمر الواقع، ونهب المزيد من أراضي المواطنين، لصالح توسعة المستوطنات وطرد سكانها الأصليين، ونفذ مستوطنون، أعمال عنف وعربدة وسط بلدة حوارة جنوب نابلس، وقال الناطق الاعلامي لحركة فتح في حوارة، عواد نجم، إن مجموعة من المستوطنين اقتحمت البلدة وسط اعمال استفزازية ومحاولة الاعتداء على مركبات المواطنين.، لافتا إلى ان قوات الاحتلال كانت قد اغلقت حاجز حوارة أمام المواطنين وسط انتشار مكثف للمستوطنين وجنود الاحتلال في المنطقة.
كما اقتحم مستوطنون، الاثنين، الموقع الأثري في بلدة سبسطية شمال نابلس، وقال رئيس البلدية محمد عازم، إن ما يقارب من 50 مستوطنا اقتحموا الموقع الأثري في البلدة، وسط حماية مشددة من قبل قوات الاحتلال، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال انتشرت بشكل مكثف وأغلقت الموقع الأثري أمام المواطنين.
جدير ذكره أن سلطات الاحتلال أعلنت الأحد، وضع اليد على موقع دير سمعان الأثري شمال غرب كفر الديك غربي محافظة سلفيت.
وكانت حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أدانت قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي الاستيلاء على الموقعين الأثريين خربة” دير سمعان” و”دير قلعة” الواقعين في محافظة سلفيت، مؤكدة أن هذه الممارسات غير القانونية واللاأخلاقية تأتي في إطار سياسة دولة الاحتلال المرتكزة على النهب المنظم والسرقة الممنهجة للموروث الحضاري والتاريخي والديني.
منظمة التحرير أدانت قرار الاستيلاء على موقعين أثريين ودعت لتدخل دولي عاجل
وشددت عشراوي، في بيان صحافي، على أن إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) “تمعن في مواصلة جرائمها وترسيخ وجودها على أرضنا وتنفيذ مشروعها القائم على إحلال شعب مكان آخر، وتهويد الحيز والمكان الفلسطيني، وسرقة الأرض والهوية والتاريخ والرواية والثقافة الفلسطينية”، مشيرة إلى أن القرار الذي وصفته بـ”الخطير”، مُخطط له منذ ما يقرب من عشر سنوات، ويهدف إلى ضم هذين الموقعين إلى مستوطنات غير شرعية محيطة بهما.
وأكدت أن إسرائيل استهدفت خلال الفترة الماضية العديد من المواقع التاريخية التراثية والدينية، بما فيها مواقع التراث التابعة لليونسكو في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، ودعت لتدخل دولي عاجل بما فيها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، وتحمل مسئولياتهم لحماية التراث الفلسطيني، ومواجهة سرقة دولة الاحتلال الممنهجة للتراث والتاريخ الفلسطيني، و”وقف سياسة الصمت تجاه هذه الجرائم البشعة”.
