في تقرير بعددها الصادر اليوم، تحت عنوان “ذهول الفلسطينيين بعد التطبيع الإماراتي- الإسرائيلي” قالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية إن السلطات في رام الله تحاول التنبيه واستخدام هوامش المناورة الضيقة التي ما زالت متاحة لها لمواجهة اتفاق السلام الإماراتي- الإسرائيلي “الصادم”.
وأوضحت الصحيفة أنه في الوقت الحالي، ظلت المبادرات دون جدوى، مشيرة إلى أنه حتى الآن لم يستنكر أي بلد عربي فعلاً هذا التقارب بين إسرائيل والإمارات، كما لم يصدر أي رد، بعد أن طالب الفلسطينيون بشكل عاجل بعقد اجتماع لجامعة الدول العربية أو منظمة التعاون الإسلامي. فالأولوية هي تجنب “تأثير الدومينو” على دول الخليج الأخرى.
وقال صائب عريقات: “لقد كتبت إلى السعودية والبحرين أطلب منهما الضغط على الإمارات للانسحاب من الاتفاق، ولتذكيرهم بأن السلام الدائم لن يتحقق إلا من خلال حل الدولتين”.
واعتبرت لوفيغارو أنه بتطبيعها الكامل مع إسرائيل، ترسي الإمارات نموذجا جديدا من حيث الجوهر: “احتلال الضفة الغربية -بدون نهاية تلوح في الأفق- أصبح الآن مقبولا، ولم تعد القضية الفلسطينية أولوية، ولم تعد إقامة علاقات مع إسرائيل من المحرمات بالنسبة للعالم العربي”.
وفي هذا السياق، تنقل الصحيفة عن طارق باكوني، الباحث في مجموعة الأزمات الدولية: “هذه خطوة أخرى في الجهود المبذولة لإضفاء الطابع الرسمي على رؤية جديدة للشرق الأوسط، وهذا يوضح مرة أخرى أن القيادة الفلسطينية تتفرج فقط على الأحداث التي تحدد مصيرها، مع عجزها على التأثير في الاتجاهات الجارية”.
كما نقلت لوفيغارو عن المحلل السياسي نور عودة أنه لكي تستمر السياسة الفلسطينية بالمعنى الواسع، يجب وضع حد للانقسامات الداخلية، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه لا يوجد خلاف حقيقي حول القضايا الأساسية بين منظمة التحرير الفلسطينية و حركة حماس. ”إنهم يؤمنون بحل الدولتين ويريدون العودة إلى حدود 1967”.