لا يموتُ الأقحوانْ
لا يموتُ السوسنُ البريُّ في وجهِ الجليلْ
لا يموتُ العاشقُ الأبديُّ في خصرِ الشواطيء
لا يموتُ الواقفُ الدريُّ في بابِ حُطّةْ
لا يموتُ الفارسُ الصوفيُّ في النسغِ الظليلْ
لا يموتُ الأقحوانْ....
عندما تجلسُ الأرواحُ في أمر استراحةْ
قامةُ الظلِّ تطولْ
ثمّ تنشدُ رحلةَ اليوم المثيرةْ
كيف كانت تكتبُ الميلادَ من ليلِ ضفيرةْ
وتصرًّ أن فجراً مسبغ الأركان قادمْ
لا يحولْ
هكذا نقرأ الباقي على كتفِ المسيرةْ
ثابتٌ حطَّ قليلاً واستراحْ
واقفاً بينَ سيفٍ وسنانْ....
هل مللتمْ قصّة الجبِّ العليلةْ
صفقةُ القرنِ هديةْ
حيثُ يوسفُ لم يعد طفلاً ولا عاد الكلامْ
أخوةُ الأمس أعادوا قتله من جديدْ
كلَّ يوم قاتِلوهْ
مزّقوا الجسدَ تباعاً
واستعدّوا للمزادِ ثمّ بعدُ أنكروهْ
فرحابُ لم تعد تهوى الهدايا الناعمةْ
بالمهورِ لم تُردْ إلا السّهامْ
كلَّ يومٍ كربلاءْ
هذه لبُّ القضيةْ
هكذا نحروا الحصانْ.....
أيّها المشدودُ للإرثِ القتيلْ
لستً آخرَ من رمى العزمَ الصقيلْ
إنما كنتَ الخليلْ
واحةَ العزم الظليلْ
فسحةَ الصبر الجميلْ
منشدَ النُّصحِ الجليلْ
وقائدَ الزهدِ المصانْ.....
أيّها الغازي السليلْ
لا تخف فالوصايا مثلُ نخلاتِ بلادي شامخاتْ
واقفاتْ/ نابضاتْ
تخلقُ النور المعادْ
في يقينٍ وعنادْ
كلَّ يوم تصنعُ الآيُ إعادةْ
تشحذُ الذاكرةْ
وتستعيدُ الصافرةْ
يا نبيَّ النصرِ إنا خالدونْ....
لعلى روحِ البطولةِ ألفُ قبلةْ
ألفُ وردةْ
ألفُ مبخرةٍ وسنبلةٍ وسوسنةٍ صبيّةْ
ما فقدناكَ إماماً للعشيرةْ
أنت فينا مثلُ أهدابِ القضيةْ
شاخصاً مثلَ الصلاةِ في النّداء المستعادْ
في الأذانِ والخطاباتِ العصيّةْ
حيثُ نبني المستحيلْ
في الرّكوعِ إلى هوانْ.....
ما فلسطينُ سوى تعدادِ عشّاقٍ كبارْ
واحدٌ أنتَ بها فاسترحْ
واقرأ الصبحَ العتيق في الجمارْ
لم تعد صرخةً واحدةْ
إنما أصبحت فينا شاهدَ الصرخاتِ في وجهِ الحصارْ...
أيمن اللبدي
7 حزيران 2020