] جدل متصاعد في إسرائيل حول مخطط الضم.. وترجيحات بتأجيله - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الثلاثاء 2 حزيران (يونيو) 2020

جدل متصاعد في إسرائيل حول مخطط الضم.. وترجيحات بتأجيله

الثلاثاء 2 حزيران (يونيو) 2020

يرجح مسؤولون إسرائيليون تأجيل تطبيق مخطط الضمّ الاستعماري الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، نظرا لعدة عوامل، مع الإشارة لكون البيت الأبيض هو صاحب القرار الأخير، وهو مرتبط بانتخابات الرئاسة الأمريكية وسط استمرار الجدل الداخلي في إسرائيل بين من يعتبره فرصة تاريخية وبين من يحذر من كارثة خطيرة، فيما دعا وزير الدفاع بيني غانتس الجيش الإسرائيلي للبدء بالاستعدادات لمواجهة تبعات الضمّ المحتمل.

وعلى خلفية تصريح سابق بأن تنفيذ الإحالة السيادة الإسرائيلية على مناطق داخل الضفة الغربية سيبدأ في الموعد المحدد في مطلع يوليو/ تموز القادم أجرى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو محادثة مع المستشار الخاص للرئيس الأمريكي جاريد كوشنر، وُصفت من قبل البيت الأبيض بأنها “مثمرة”.

وأوضحت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن نتنياهو أوقف جلسة حزبه “الليكود” من أجل إجراء المحادثة السياسية مع كوشنر بمشاركة مسؤولين سياسيين آخرين، وهم مستشار كوشنر والمسؤول عن ملف السلام في الشرق الأوسط آفي بركوفتش، السفير الأمريكي لدى إسرائيل صاحب التوجهات الصهيونية ديفيد فريدمان، والسفير الإسرائيلي في واشنطن رون دريمر.

** تحذيرات إسرائيلية
وقالت الإذاعة العبرية إن المحادثة هذه تأتي على خلفية ضغوط -في إسرائيل والعالم- لتأجيل نية الضّم ومن ضمنها ضغوط مجلس المستوطنات الذي يضاعف في الأيام الأخيرة اتصالاته مع الوزراء في حكومة الاحتلال من أجل تأجيل خطة الضم، بادعاء أن الخريطة المخطط تنفيذها غير كافية، وتشكل خطوة لإقامة دولة فلسطينية.

كذلك تتصاعد التحذيرات من جهة أوساط إسرائيلية معظمها أشغلت مهام أمنية سابقا تقول إن مخطط الضم سينسف العلاقات مع الأردن ويدفع لعقوبات دولية ثقيلة على إسرائيل، علاوة على قتل خيار حل الدولتين وبالتالي تحويل إسرائيل لدولة واحدة. وهذا ما دفع رئيس معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب رئيس الاستخبارات العسكرية الأسبق الجنرال في الاحتياط عاموس يادلين، للقول إن مخطط الضمّ مضاد للمشروع الصهيوني ويعتبر تهديدا حقيقيا له وعدّد أضرارا سياسية وأمنية واقتصادية فادحة منوطة بتطبيق الضمّ.

وهذا ما يحذر منه أيضا جنرالات آخرون أبرزهم عاموس غلعاد رئيس القسم السياسي والعسكري في وزارة الأمن سابقا، الذي يعتبر مخطط الضم حماقة خطيرة، منوها لوجود سيطرة إسرائيلية فعلية في منطقة الأغوار.

كذلك خبير الخرائط الجنرال في الاحتياط شاؤول أرئيلي، الذي قال للإذاعة العبرية إن مصلحة إسرائيل العليا تقتضي قيام دولة فلسطينية لجانبها تشمل الأغوار الفلسطينية وشطر القدس الشرقي مع ترتيبات أمنية مركبة محذرا من تحول الدولة اليهودية لدولة فصل عنصري ليست يهودية وغير ديموقراطية نتيجة قتل حل الدولتين.

** السلام.. الله يرحمه
في المقابل يرى الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الأسبق الجنرال في الاحتياط عوزي ديان أن “السلام مع الفلسطينيين لم يعد موجودا والله يرحمه”. داعيا في حديث للإذاعة ذاتها للتحرر من وهم السلام وإلى استغلال الفرصة التاريخية لضمّ منطقة الأغوار كونها حيوية جدا لإسرائيل من الناحية الأمنية.

من جهته يحذّر أرئيلي أن بسط السيادة الإسرائيلية على منطقة الأغوار التي يقطنها 50 ألف فلسطيني سيضرب علاقات التعاون مع الأردن، مما يعني ضرب الأمن على طول الجبهة الشرقية، وإنتاج تحديات أمنية خطيرة. وأضاف: “بفضل الأردن، فإن حدود إسرائيل ليست على ضفاف نهر الأردن بل تصل لحدود العراق على بعد 1000 كيلومتر مما يكسبها ضمانات أمنية ستصبح في مهب الريح بحال قمنا بالضمّ”.

** بين الجولان والضفة
من جهته يوضح زميل عودي ديان، غيورا آيلاند، الجنرال في الاحتياط والرئيس الأسبق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، أن النقطة الجوهرية في الاعتبارات والحسابات بهذا المضمار، هي أن هناك فارقا كبيرا بين هضبة الجولان وبين الضفة الغربية. وضمن تحذيراته نوّه آيلاند في حديث للإذاعة العبرية العامة، لكون الفلسطينيين الشعب الوحيد في العالم تحت احتلال شعبٍ آخر، ولا تنوي إسرائيل منحهم مواطنة.

وتابع: “الضم يعني ضم سبع كتل سكانية في الأغوار دون منحهم مواطنة وهذا خطير وسيدفع لانتقادات وضغوط دولية”. وحول رد الفعل الفلسطيني، قال آيلاند إنه لا يعلم أي ضّم يجري الحديث عنه، وخلص للتأكيد على رغبته بالحديث من زاوية نظر إسرائيلية بالقول: “لذلك يحظر أن تقرر الحكومة وحدها بذلك، ودعوة الجيش لحل مشاكل مترتبة عليها”. داعيا الجيش ليكون شريكا في المخطط لأنه استراتيجي.

وقالت القناة الإسرائيلية “أي 24” إنه في المقابل تزداد في العالم ضغوط لتأجيل نية الضم، أيضا من قبل مسؤولين عرب وأوروبيين. لذلك يعتقد مسؤولون إسرائيليون أنه من الممكن ألا يتم الضم في التاريخ الذي حدده نتنياهو في 1 تموز/ يوليو القادم. وعقّب ناطق بلسان البيت الأبيض بخصوص المحادثة مع نتنياهو، بأنها كانت ودية ومثمرة، لكنه لا ينوي التطرق الى قضايا دبلوماسية.

** تسريع الاستعدادات العسكرية
من جهته، وبعدما قالت مصادر في حزب “أزرق- أبيض” إن قرار الضم من عدمه موجود بيد نتنياهو فقط، دعا وزير الدفاع بيني غانتس للتعامل مع السلطة الفلسطينية من خلال “التفاهم والسعي نحو السلام”.

وأمر غانتس قائد جيش الاحتلال أفيف كوخافي بتعجيل الاستعدادات العسكرية من أجل تنفيذ “الخطوات السياسية الجارية في الساحة الفلسطينية” في إشارة للنية بتطبيق مخطط الضمّ.

وقالت قناة “أي 24” إن غانتس أطلع كوخافي على “تفاصيل التقدم في الساحة السياسية” منوهة أن غانتس ينوي خلال الأيام القادمة تعيين معدّ مشاريع من قبله يعمل على تنسيق الخطوات المطلوبة في هذه الساحة. إضافة لذلك، سيقام طاقم خاص داخل الوزارة سيقوم بتركيز التوصيات في الجوانب التنفيذية للخطوات الجارية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وتطرق رئيس “أزرق- أبيض” بيني غانتس في جلسة حزبه إلى قضية الضمّ، مطالبا بالتعامل مع السلطة الفلسطينية من خلال التفاهم والسعي من أجل السلام. وهناك من يرى أن تصريحات غانتس هذه أطلقت بروح مختلفة عن تصريحات نتنياهو بشأن الضم، ويشير لقول غانتس بأن “السعي للسلام مع الحفاظ على الامن هو جزء من القواعد الأساسية لكل مواطن ولأزرق- أبيض بشكل خاص”.

وقال غانتس: “لقد أصدرت أوامري إلى رئيس هيئة الأركان بتحليل جميع الخيارات المطلوبة حتى نتمكن من التقدم أمام السلطة الفلسطينية بروح خطة ترامب التي تشكل برأينا فرصة لتعزيز حياة مشتركة سيادية ومشتركة في الفضاء العام.

** تشكيك ليبرمان وصمت “يمينا”

ولم يعلن تحالف “يمينا” بقيادة وزير الدفاع السابق نفتالي بينيت بعد عن دعمهم لمخطط الضمّ، وقد تطرق الأخير في جلسه حزبه أمس إلى “صفقة القرن”. وقبل ذلك صدر عن “يمينا” تصريح جاء فيه إن “فرض السيادة هي خطوة تاريخية لكننا لن نوافق على إقامة دولة فلسطينية، سوف نتخذ قرارنا النهائي إن كنا سنؤيد أو نعارض فقط بعد نشر الخرائط”.

أما وزير الدفاع الأسبق في حكومة الاحتلال أفيغدور ليبرمان الذي يؤيد فكرة الضمّ، فقال إن المستوى السياسي لم يُطلع وزارة الخارجية أيضا على خرائط مخطط الضمّ، علاوة على عدم إطلاع الجيش والمخابرات العامة “الشاباك” أيضا.

وأوضح ليبرمان حلال حديثه في الكنيست، أن الجهات المعنية الإسرائيلية لم تطّلع بعد على خرائط وتفاصيل “صفقة القرن” ومخطط الضمّ، ولذا يشكك ليبرمان أيضا بنية حكومة نتنياهو ومدى جديتها في إحالة السيادة في الضفة الغربية المحتلة.

** القيادة الفلسطينية
ونقل موقع “واينت” الإخباري الإسرائيلي عن قيادات فلسطينية، قولها إن السلطة تحاول حل اللغز وفهم النوايا الحقيقية لدى إسرائيل، وفهم موقف غانتس في موضوع الضم وأي ضم تقصده.

ونوّه الموقع أن بعض القيادات الفلسطينية ترجح أن القرار قد اتخذ في إسرائيل، فيما يقول آخرون إن هناك كوابح وعقبات من شأنها منع حكومة نتنياهو من تطبيق مخطط إحالة السيادة في الضفة الغربية المحتلة.

كما نقل الموقع عن قادة إسرائيليين قولهم إنه من الواضح أن من سيبتّ في مصير الضمّ هو البيت الأبيض، وإن السؤال الذي سيأخذه الرئيس ترامب بالحسبان، هو كيف يؤثر قرار الضمّ على احتمالات انتخابه لولاية ثانية وعلى جمهور هدفه “المسيحيون المتجددون”.

يشار إلى أن وزير خارجية الولايات المتحدة مايك بومبيو قال خلال زيارته لإسرائيل الشهر الماضي، إن القرار النهائي يبقى بيد إسرائيل، لكنها تفهم أيضا أنه دون ضوء أخضر أمريكي، فسيكون من الصعب عليها أن تذهب لتطبيق الضم.

وخلص “واينت” للقول إن البيت الأبيض يتعرض في الأسابيع الأخيرة لضغوط عربية تحاول كبح جماح رغبة دولة الاحتلال بالضمّ، منوها أن حكومة نتنياهو لا تستبعد تأجيل المخطط، وهذا ما أشار له الوزير المقرب من نتنياهو زئيف إلكين قبل أيام.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 24 / 2342227

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع اخترنا لكم  متابعة نشاط الموقع انتقاء التحرير   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

33 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 33

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28