] فايننشال تايمز: خروج جنّي الضم من القمقم ليس في مصلحة نتنياهو أو إسرائيل - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
السبت 14 أيلول (سبتمبر) 2019

فايننشال تايمز: خروج جنّي الضم من القمقم ليس في مصلحة نتنياهو أو إسرائيل

السبت 14 أيلول (سبتمبر) 2019

قالت صحيفة “فايننشال تايمز” في افتتاحيتها إن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي الطامح لفترة خامسة، يقوم كما هي العادة عندما تقترب الانتخابات بنشر ترسانة من الحيل الانتخابية التحريضية، تماما كما فعل عندما انتصر في انتخابات 2015 وصور المواطنين العرب الذين يشكلون نسبة خمس السكان في إسرائيل بعدم الولاء والطابور الخامس.

وزاد نتنياهو من الأعمال العدائية ضد إيران ووسع من الهجمات ضد جماعاتها الوكيلة في سوريا إلى العراق ولبنان. وتقول الصحيفة: “هذه ألعاب خطيرة، والرسالة التي تحملها كل هذه الأعمال هي رفع حرارة الدراما في المواجهة الانتخابية الحامية التي يخوضها في ظل الملاحقات القضائية بتهم الفساد والتزوير، ومفادها أن إسرائيل ستكون آمنة ببقائه في الحكم”.

لكنه فشل في نيسان/ أبريل، في تشكيل حكومة أغلبية مركزها حزب الليكود المتطرف. ويوم الثلاثاء، سيواجه تحالفا من يمين- وسط، أثر على صورة الرجل الذي لا يقهر التي بناها أمام الناخب الإسرائيلي. ومن هنا، فمقامرته الثالثة هي سرقة العاصفة من اليمين المتطرف والتعهد بضم وادي الأردن، وهي سهول واسعة تحتلها إسرائيل في الضفة الغربية. وهذا يعني نهاية أي حلم لبناء الدولة الفلسطينية على الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967. وكان نتنياهو قد تعهد سابقا عشية انتخابات نيسان/ أبريل، بضم مناطق أخرى من الأراضي المحتلة، والسيطرة على الكتل الاستيطانية، التي لا تقتصر على مدينة القدس فقط، بل في عمق الضفة الغربية أيضا.

وتعلق الصحيفة أن من السهل رفض الفكرة هذه بأنها مجرد شعار انتخابي من رجل استعراضي داهية لديه الاستعداد لقول أي شيء ويمكنه التراجع عنه. لكن هذا الكلام يسيء تقدير المدى الذي باتت فيه السياسة الإسرائيلية باتجاه اليمين منذ توقيع اتفاقيات السلام مع الفلسطينيين بين عام 1993- 1995، والتي وصل بعدها نتنياهو إلى السلطة. كما أن الضم هو سياسة تبناها حزب الليكود الذي يرفض ميثاقه الوحدوي الدولة الفلسطينية. وأكثر من هذا، فقد تغير الوضع الجيوسياسي في الشرق الأوسط؛ فالرئيس دونالد ترامب، وإن تظاهر بأنه يقوم بالتحضير لما يطلق عليها “صفقة القرن” لحل النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي، إلا أنه يقوم بتحقيق قائمة أماني اليمين المتطرف.

فقد اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، بما في ذلك القدس العربية، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، واعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، مما شرعن سرقة إسرائيل للأرض، في تحد واضح للقانون الدولي. ومن هنا، حول ترامب فكرة الضم من حلم لدى المتطرفين الإسرائيليين إلى سياسة يمكن اختيارها.

وبناء على هذا، سيتهم ساسة من عينة نتنياهو بالتقصير لو لم يقوموا باستغلال الفكرة. ولكنها مع ذلك ليست في مصلحة إسرائيل؛ إذ ستؤدي إلى زيادة استخدام سياسة وضع اليد وحرمان ملايين الفلسطينيين من الآمال وتوريث عدم الاستقرار لأجيال المستقبل من الإسرائيليين. وربما لن تخدم هذه السياسة نتنياهو أيضا؛ فمحاولة إرضاء اليمين المتطرف هي لعبة صفرية تقوم على حرمان المنافسين من الأصوات التي قد يحتاجها في المستقبل، والذين قد لا يحصلون على مقاعد.

ويضم التحالف الذي يطلق عليه أزرق وأبيض، الذي يمثل يمين- الوسط، ثلاثة من الجنرالات السابقين، وهم ليسوا وحدهم من يريد التخلص من رئيس الوزراء؛ فهناك المنافسون له داخل معسكره ممن ينتظرون فقدانه السيطرة على الحكم، وكذا النائب العام الذي سيقرر بداية العام المقبل توجيه تهم الرشوة والتزوير وانتهاك الثقة. وربما استخدم بعض منافسيه فكرة السيطرة الإسرائيلية الكاملة على الضفة كسلاح في وجهه “وبالتأكيد خرج جني الضم من القمقم”.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 186 / 2342227

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ميديا  متابعة نشاط الموقع صحافة دولية   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

37 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 37

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28